اعلان

غرام في الحرم الجامعي.. العلاقات العاطفية داخل الجامعات صراع بين الدين والتحرر.. أسرار بنات تكشف رحلة الحب الأعمى من المدرجات للشقق المفروشة

"باسم الحب" يسلّم الجميع، لا أحد يزايد على علاقة عاطفية تنشأ داخل إطار مجتمعي يحترم تقاليد الأسرة المصرية- أيًا كان موقعها-، جامعة، أو مكان عمل.

بينما يختلف الأمر تمامًا داخل سور جامعي ممتد من القاهرة إلى "جامعات الأقاليم"، يظهر من خلفه بعض الظواهر المثيرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتنطوي قصص الإثارة المسكوت عنها، كشاهد على تطور سلبي لـ"العلاقات العاطفية"-حسبما أوضحت واقعة (حضن جامعة طنطا).

والعلاقات العاطفية موزعة على "عبارات الحب الدارجة" المصحوبة بلمسات، وهمسات في أماكن بذاتها داخل الحرم الجامعي، وقائع زواج عرفي يرويها أبطالها بأسماء مستعارة على صفحات التواصل الاجتماعي، وقصص لانحرافات يبغي أبطالها المتاجرة باسم الحب.

نحو ماجرى في "جامعة طنطا" لم يكن إحالة الطالبين المتورطين في "حضن الجامعة" للتحقيق حلًا جذريًا لعلاج إشكالية التطور المفاجيء في العلاقات العاطفية داخل الحرم الجامعي.

ورصدت "أهل مصر" قصص "الهوى الحرام" حسبما وصفها "خبراء"، والزواج العرفي، ووضعت المسكوت عنه على موائد "علماء نفس"، وخبراء الاجتماع، والفتوى.

ــــ من المدرج لـ"شقة مفروشة"..رحلة "هبة" إلى ورقة "العرفي"قبل أقل من عام تزوج صالح "عرفيًا" من هبة، ملخصًا رحلة العلاقات العاطفية بينهما داخل سور الجامعة من المدرج إلى "شقة مفروشة".داخل "جامعة حلوان"- حسب رواية صالح- طالب بكلية الخدمة الاجتماعية- عقد الزملاء حفلًا بإحدى "كافيتريات" الجامعة، انقضى شرط الإشهار في أذهان العاشقين، وورقة العرفي حسب رؤيتهما ليست سوى مجرد حجز، لحين التخرج من الجامعة، خشية رد فعل الأهل.

في كثير من الأوقات يختلي "صالح" بـ"هبة" داخل أسوار الجامعة، يروي تفاصيل الخلوة قائلًا: "جامعة حلوان فيها مناطق فاضية شوية، باخد هبة ونقعد فيها، وطول الوقت ببقى ماسك إيدها، الحمد لله مفيش كاميرات في المناطق اللي بنقعد فيها، إنما باقي الجامعة مليانة كاميرات، ولو حد شافنا هنترفد".يدق الاكتئاب باب "هبة" كلما طرق شاب باب أسرتها راغبًا في ارتباط رسمي، يراودها شبح ورقة عرفية في جيب الزوج الذي يعرفه الزملاء فقط، بينما يقبع الأهل في نفق الثقة المغلق، وتقول: "لما بيجي عريس بترعب، أنا متجوزة في الكلية واصحابي شاهدين، لو اتجوزت هتفضح".لم يتوقف "صالح"- الزوج المستتر عن أعين الأهل-عند إغواء صديقته بـ"ورقة مكتوبة"، إنما صار شاهدًا على زيجات عرفية متعاقبة في محيط "الشلة".الورقة التي تكتب في مدرج الكلية، لا تمر في صمت، إنما بحسب "هبة" يعقبها احتفال في إحدى أماكن الجامعة.رئيس لجنة الفتوى الأسبق: علاقات الجامعة العاطفية "حب نجس"وصف د.عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، الجامعات بأنها "أماكن مقدسة" نظير توصيفها بـ"الحرم الجامعي"، لافتًا إلى أن العلاقات العاطفية القائمة بين الشباب، والفتيات تحت مسمى "الحب"، ليست سوى معصية لله.-حسب وصفه.وقال: "إن كلمة حب مكونة من حرفين، في الوقت الذي لا يكون الحب إلا بين اثنين، لكن ما وصلنا إليه من الإباحية، تحت مسمى الصداقة داخل الجامعة يسمى بـ"الحب النجس" الذي ينتج عنه "ضياع الشرف".وأضاف الأطرش أن شرف الفتاة هو أعظم ما تملكه، لافتًا إلى أن ما يحدث الآن داخل الحرم الجامعي حول الرغبة في الفتاة، إلى الرغبة عنها.

واستطرد قائلًا: "الحب لايجوز في الحرم الجامعي-حسب وصفه".رئيس لجنة الفتوى الأسبق استطرد: "الفتاة هي الخاسر الأوحد، نظير ما يجري حاليًا"، محذرًا الأسرة المصرية من تجاهل مسؤوليتها تجاه الأبناء.وأردف قائلًا: "أود أن تعي وسائل الإعلام خطورة دورها في نشر الفضيلة، ومحاربة الانحراف الأخلاقي".

ـــ أساتذة جامعة عن حضن "جامعة طنطا": علاقات مشوهةألقت واقعة (حضن جامعة طنطا) بظلالها على المجتمع، ونكأت جراح العرف الاجتماعي المنتهك ليس داخل أسوار الجامعة فقط، وإنما في الشوارع، والحدائق العامة، رغم أن بطليها مرتبطان رسميًا تحت سمع، وبصر الأهل."ليست مكانًا للغراميات".. بهذه العبارة المقتضبة لخص أساتذة جامعة رؤيتهم للحرم الجامعي، داخل السور حسبما يرونها لا مكان فيها سوى للإبداع، وطلبا للعلم، إلى جانب الحفاظ على الآداب العامة."المساءلة القانونية جزاءً وفاقًا لمن يرتكب أفعالًا تمس خدش الذوق العام داخل الحرم الجامعي" كان ملخص رأي الدكتور محمد سعد إبراهيم، عميد المعهد الدولى العالى للإعلام بأكاديمية الشروق، عن الغرام في الحرم الجامعي، لافتًا إلى أن إحالة الطلاب للتحقيق ليست تسلطًا من جانب هيئة التدريس.وقال إبراهيم إ‏ن الجامعة مكانا للعلم، وليست للعلاقات العاطفية، والخروج عن القانون، مؤكداً أن من يرغب فى مثل هذه الأفعال ‏ويخالف القانون فعليه أن يبحث عن أماكن خارج الجامعة.

ودعا العميد الشباب إلى ترجمة سنوات الجامعة إلى عمل مبدع، واحترام قيم العلم، و العمل، والوقت‎،‎ والحفاظ ‏على المال العام، مشددًا على ضرورة السير خلف هدف واضح.في سياق متصل، رفض د.عبد الغنى الغريب، رئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بالزقازيق، إقامة علاقات عاطفية داخل الجامعة، لافتًا إلى أن الضوابط الشرعية تمنع مثل هذه العلاقات في الحرم الجامعي.وألقى الغريب باللائمة على الآباء، والأمهات، والمساجد، والجامعة في ترك الشباب فريسة لمثل هذه التوجهات، داعيًا إلى ضرورة الاستعانة بأهل العلم لتوجيه الطلاب.‏"الجامعة مكان للتعليم، وليست مكاناً للغراميات، فالعلاقات ‏العاطفية ليس لها وجود فى أماكن تعلم الفضيلة، ولا بد من تحويل مرتكبى مثل هذه الأفعال للتحقيق" كان رأي الدكتور محمد عبد العاطى، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر،وأضاف أن الجامعة ملزمة بعمل ندوات تثقيفية للطلاب، وتوعيتهم بمخاطر القفز على عادات المجتمع، وتقاليده.‏إلى ذلك قالت الدكتورة مهجة غالب، عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالقاهرة، إن بعض الشباب يعتقد أن العلاقات العاطفية المعلنة أمام الأهل تمكنهم من تصرفات المتزوجين، مشيرةً إلى ضرورة توضيح الفوارق بين "الخطوبة"، والزواج.وأضافت أن واقعة (حضن جامعة طنطا) تؤكد مدى انحدار القيم المجتمعية، وترك الثوابت الدينية، والانكفاء على التقليد الأعمى لثقافات وافدة-حسب قولها.واستطردت قائلة: "نريد أن نسأل الشاب صاحب واقعة الحضن، ماذا لو حدث ذلك مع أختك بالجامعة؟".ــــ تقليد أعمى وشعور مزيف بالتحرر ومخالف للشرعتنشأ العلاقات العاطفية داخل أسوار الجامعة على نحو يتسق مع انطلاق الشاب من القيد العائلي (سلطة الأب، والأم) إلى التحرر الكامل حسبما يتوهم –طلاب الجامعة-، وهي المرحلة التي يصفها أطباء نفسيون بـ" التأثير الانفعالي".لم يكن "حضن جامعة طنطا" ظاهرة مثيرة لعلماء النفس، إنما اتسعت الظاهرة بتتابع الحكايات القادمة من خلف سور جامعي مغلق على علاقات تتمدد، وتتسع كموجات تضرب بعنف جدران العادات، والتقاليد المصرية المتعارف عليها.نحو العلاقات العاطفية داخل الجامعة قال د. "أحمد ثابت"، أستاذ علم النفس إن غياب الدور التربوي داخل الأسرة، يعد سببًا رئيسيًا لما يجري الآن من علاقات عاطفية بين الشباب تصل إلى قيامهم بسلوكيات لا تناسب قيم المجتمع.وأضاف أن الطالب في هذه المرحلة العمرية يشعر بالتحرر، بعد التسلط الذى كان يعيشه طوال مراحل التعليم من قبل والديه، لافتًا إلى أن انتقاله إلى المرحلة الجامعية يمنحه مساحة أوفر من الحرية، غير أن استخدامها يتم بطريقة سلبية من الطرفين.وأردف قائلًا: "تطور الظاهرة ينعكس في زواج عرفي متكرر داخل الجامعة، يصطدم فيما بعد بالحمل، الذي يوقف "الشاب، والفتاة" أمام حائط سد، ومسئولية لا يستطيعان مواجهتها".أشار ثابت إلى أن هذه الحالة تأتى تحت المسمي العلمى "التأثير الإنفعالي"، وهو عدم قدرة الشاب على التحكم في انفعالاته السلبية، مع الإيمان بها، داعيًا منابر التوعية إلى التكاتف في توصيل رسائل توعية لشبابنا حول خطورة هذه الأمور.واستطرد: "هناك حدود لا يجب لأحد تخطيها، محكومة بتقاليد المجتمع، وضوابط الشرع".من جانبها قالت د.بسمة سليم، خبيرة تنمية بشرية، وإرشاد أسري، إن تطور العلاقات العاطفية داخل الجامعة، وتجاوزها حد المقبول في الاحتفاء بها من جانب "طرفيها" يندرج تحت الرغبة في "الشو"، والتقليد.واستفاضت أن التمعن في الظاهرة يشي بأنها بدأت بتصرفات طفيفة، ثم تطورت حتى بلغت ذروتها، لافتة إلى أنها بدأت بـ"البانر"-لافتة تحمل أسماء طرفي العلاقة وعبارات تهنئة-، مرورًا ببعض عبارات الحب في أماكن بارزة، وانتهاءً بـ"أحضان الحرم الجامعي"- في إشارة إلى واقعة جامعة طنطا.وأشارت إلى أن مايحدث من تصرفات غير مسئولة تعود على الطرفين بالخسارة الكبيرة، واصفة ما يحدث بأنه ينطلق من عدة أسباب أولها: صعوبة تبادل الآراء داخل الأسرة، والخوف من مصارحة الأهل، إلى جانب تأثر الطلاب بـ"السوشيال ميديا".واستطردت قائلة: "بالنسبة للفتيات فإن ما يتبقى من علاقات "مهزوزة" كهذه، هو الألم المؤقت، ثم الذكرى الأليمة".ــــ كافتيريا جامعة عين شمس شاهدة على عشق كيرلس ومريم سويًاقبل عدة أشهر شهدت كلية الآداب جامعة حلوان قصة حب استثنائية، بعدما أعلن عبد الله، الذي وصل لعامه الثاني والعشرين وقوعه في حب نجلاء زميلة المدرج.في غضون شهرين من العلاقة التي لم تكن قد أعلنت بشكل رسمي، دبت خلافات قوية بين نجلاء، وعبد الله، بعد أن تناقل زملائهما أنباء عن ارتباطهما في الخفاء، لكن عبد الله ظل صامتًا أمام كل تلك الاتهامات، أما نجلاء فوضعته أمام خيارين، أما أن يعلن ارتباطهما بشكل رسمي أمام زملائهم أو ينفصلا.تقول نجلاء:"البنات شايفين إن عبد الله عريس ميتعوضش.. وطول ما هو باين مش مرتبط البنات هتجري وراه"، وتستطرد:" اختار في الأخر أنه يعلن ارتباطنا قدام الدفعة عشان ميحرجنيش".منذ اللحظة التي أعلن فيها عبد الله ارتباطه بـ"نجلاء" وهو خائف أن تتناقل تلك الأخبار إلى شقيقته التي لازالت في عامها الأول بذات الجامعة ولكن في كلية خدمة اجتماعية، يقول:" أختي لو سمعت أني مرتبط البيت هيتهد.. ربنا يسترها ومحدش يعرف لحد لما اتقدم لها".وفي جامعة قناة السويس بالإسماعيلية، تجلس أسماء ومحمد في أكثر الأماكن هدوءً في الجامعة، كل الدقائق التي يقضونها سويًا تتماسك أصابعهما ببعضها البعض، وينهال محمد بكلمات الغزل على أذنيها، فهذا العام هو العام الثالث على حبهما، الذي ولد منذ الأسبوع الثالث في عامهم الأول بالجامعة.تلك المنطقة الهادئة في الجامعة، شاهدة على قصص حب عديدة، وتقول أسماء: "المكان ده بيجي فيه أي ولد وبنت بيحبوا بعض.. المكان هنا هادئ خالص وبنقعد براحتنا".وتضيف:"لما بنقعد في مكان بره الكلية بنخاف حد يشوفنا ويقول لأهلنا إنما الكلية بنستخبى فيها من عيون الناس".يحاول محمد أن يداعب أصابع حبيبته بعد خروجهما من الجامعة يوميًا، بحسب روايته: "واحنا خارجين كل يوم من الكلية بحاول أمسك إيد أسماء بس بنخاف أمن الكلية يشوفنا، أوقات بيعدوا الموضوع، وأوقات تانية بيغلسوا علينا".وداخل كلية أسنان، جامعة عين شمس، يجلس كيرلس ومريم سويًا لتناول الغداء، فهما مرتبطان أمام أعين دفعتهما، فيقول كيرلس: "أنا بحب مريم وهتجوزها لما أخلص كلية بعد ٣ سنين، للأسف نظرة المجتمع وحشة لأي اتنين بيحبوا بعض، طيب نعمل إيه احنا بنحب بعض ومحدش من الأهل هيوافق على ارتباط قبل التخرج".الحب داخل الجامعة والتصريح به من خلال الحفلات الصغيرة التي يحضرها عدد من طلاب الجامعة، أصبحت مجال جدل داخل المجتمع المصري، فيقول كيرلس:"مفيهاش حاجة لما أكون بحب، وأجيب لحبيبتي هدية في الجامعة قدام أصحابنا، ليه مفيش إدراك من الكليات لعقلية الطلاب الجديدة؟، كده هما بيقتلوا طموحنا وحبنا".نقلا عن العدد الورقي

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً