اعلان

خبير: التقارب بين تركيا وإيران والعراق يمهد لمنطقة تجارية خارج منظمة شنغهاي

كتب : وكالات

اعتبر المستشار والخبير الاقتصادي التركي بمركز الشرق الأوسط للأبحاث الاستراتيجية، هارون أوزتوركلر، أن التقارب بين بلاده وكل من العراق وإيران عقب الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق، أمر إيجابي، يمهد لتعاون اقتصادي قد تمتد آفاقه لإقامة منطقة تجارة حرة.

ورأى أوزتوركلر، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، ضرورة لأن تؤسس الدول الثلاث (تركيا وإيران والعراق) تعاونًا اقتصاديا فيما بينها، لافتًا إلى إمكانية إقامة منطقة تجارة مشتركة بينهم خارج إطار منظمة شنغهاي للتعاون (تأسست في 2001 في شنغهاي على يد قادة ست دول هي روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان).

وأردف "كما يمكن لسوريا في المستقبل في حال تحقق ذلك أن تنضم إلى هذا التعاون وذلك بعد أن تُحلّ الأزمة وتنتهي الحرب فيها".

كانت رئاسة إقليم كردستان العراق، أجرت، في 25 سبتمبر الماضي، استفتاء للانفصال عن العراق. وأعلنت مفوضية الاستفتاء في إقليم كردستان مشاركة 72.16 في عملية الاستفتاء، وافق منهم 92.73 بالمئة على الانفصال وتكوين دولة مستقلة.

ورفضت الحكومة العراقية المركزية في بغداد الاستفتاء، ووصفته بـ "غير الدستوري"، وبدأت القوات الاتحادية في 16 أكتوبر الجاري، عملية فرض الأمن والقانون في المناطق المتنازع عليها ما أدى لاحقا إلى إعلان حكومة الإقليم تجميد نتائج الاستفتاء.

وتابع الخبير أوزتوركلر مؤكدًا أن التعاون بين الدول الثلاث سيكون دائمًا ومستمرًا، وليس بمثابة رد فعل على الاستفتاء على انفصال الإقليم الكردي شمال العراق.

وأضاف "عندما ننظر في أبعاد توازن القوى والعلاقات في الشرق الأوسط نرى أن أساس هذا التعاون قد تشكّل خلال العامين الماضيين ولو لم تحدث أزمة إسقاط الطائرة بين تركيا وروسيا لما وصلنا إلى هذه المرحلة قبل إجراء الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق".

ورأى أنه من الخطأ ربط التقارب بين الدول الثلاث بالاستفتاء بشكل كامل، قائلًا "تتعاون الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب مع التنظيمات الإرهابية في سوريا ما دفع تركيا للبحث عن شركاء آخرين لا يفعلون ذلك بغية حماية مصالحها".

وأشار الخبير التركي إلى أن الحجم التجاري بين روسيا وتركيا بلغ 39 مليار دولار، ما يعني أن تركيا تمكّنت من رفع الحجم التجاري مع روسيا إلى هذا المستوى، في حين أن نسبة التجارة مع الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر أكبر شريكًا لتركيا لم تبلغ نصف المجموع التجاري التركي.

وكشف الخبير أوزتوركلر أن أنقرة كانت تخطط لإقامة منطقة تجارة حرة للاستثمار مع لبنان والأردن وسوريا عام 2014، لكن هذا المشروع فشل على خلفية الربيع العربي، حيث أكدت في تلك الفترة أن التكامل الاقتصادي بين هذه الدول الثلاث لا جدوى منه.

وتابع موضحًا أن نظرية التكامل الاقتصادي تحدد الشروط اللازمة للاندماج أو للتكامل الاقتصادي بغية تحقيق الرفاهية للمجتمعات التي في دول تتكامل اقتصاديا، وأحد هذه الشروط هي أن يكون الاقتصاد في تلك البلدان بمستوى معين حيث أن الكمال والإنتاج يرتفعان كلما ارتفع مستوى الاقتصاد.

وتابع "أكدت على ضرورة اتجاه تركيا نحو التعاون مع دول مثل إيران والعراق وروسيا لأن هناك تكاملًا اقتصاديًا بين تركيا وتلك الدول.. أنا لا أقول ذلك انطلاقا من امتلاك تلك الدول مصادر طاقة في حين تحتاج تركيا للطاقة.. فروسيا مثلًا متطورة في مجال الصناعات الدفاعية بينما تركيا لديها إمكانيات كبيرة في مجال تكنولوجيا الغذاء والزراعة وبدأت تركيا منذ فترة بتنفيذ مشروع الإصلاح الاقتصادي وهنا ضمن هذا الإطار يمكن لتركيا البروز في مجال الزراعة ".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً