اعلان

"كنت فاكراها نقص كالسيوم طلعت شلل دماغي".. هكذا بدأت رحلة الطفلة "جنى" على طريق المرض.. ووالدها: "مش هعالج بنتي كدا كدا هتموت"(صور وفيديو)

استقبلت فاطمة زوجة أحد الصيادين المعروفين في المطرية دقهلية، مولودًا جديدًا بعد عام من إنجابها محمد، صرخات ضعيفة تصدرها الطفلة المولودة، تنظر إليها جدتها التي وقفت على مقربة من سريرها الصغير بابتسامة، بينما تبكي والدتها من جمال طفلتها التي ترفض ترك حضنها منذ ولادتها.

"جنى".. أصرت العائلة أن تطلق ذلك الاسم على الطفلة صاحبة الملامح الصافية

والبشرة البيضاء والشعر القصير الناعم، ساعات وتركت الرضيعة، عيادة الطبيب

الخاص، وانتقلت إلى المنزل وسط رعاية والدها ووالدتها وأخيها محمد الصغير

الذي ظل يداعب أناملها الصغيرة.

3 أيام مضت على وجود جنى بين أحضان

عائلتها، دماء تسيل من فمها دون سبب، بمجرد أن رأت الأم تلك الدماء، وصراخ

جنى المتواصل، ولون جسدها الذي تحول إلى الأزرق، اصطحبتها إلى طبيب

الأطفال.

بدون فحص شامل شخص الطبيب الحالة المرضية التي تعاني منها

الطفلة التي لم يتعد عمرها 72 ساعة "مشاكل بسيطة في المعدة"، حسبما ذكرت

فاطمة والدة الطفلة لـ"أهل مصر".

وزن جنى في ذلك الوقت كان ضئيل

بشكل أخاف والدتها التي أصبحت تتابع حالتها منذ علمها أنها تعاني من مشاكل

المعدة، فقالت: "وزن بنتي في الوقت ده كان أقل من كليو ونصف".

مرت 6

أشهر كاملة منذ زيارة جنى لذلك الطبيب، والأم لا تملك ما تقدمه لها إلا

دواء المعدة، لتبدأ فاطمة دخول دوامة جديدة في العلاج: "لما وصلت 6 شهور

مكنش فيه تحسن في حالتها ولما كشفت عند دكتور مخ وأعصاب طلب أشاعات على

المخ".

بعد معاناة في عمل إشاعات عديدة على المخ، حملت فاطمة طفلتها

على يدها اليمنى، ونتيجة الأشاعات تمسكت بها بيدها اليسرى: "حضنت بنتي

والأشاعات ورحت على الدكتور في العيادة الخاصة، بدعي ربنا تطلع سليمة"، دقت

غرفة الطبيب ودخلت بقلق يعصف قلبها.

نظرات الطبيب تتناقل بين

الأشعة وجنى التي تتمسك بأمها بأناملها الصغيرة "بنتك عندها ضمور في المخ"،

حسبما ذكر الطبيب، لكن فاطمة لم تدرك ما معني تلك الكلمة "أنا مفهمتش إيه

ضمور في المخ وروحت البيت عادي وبنتي في حضني بدعي ربنا يشفيها".

أيام

قضتها فاطمة بعد معرفتها بإصابة طفلتها ذات الـ186 يومًا بضمور في المخ،

داخل المستشفيات بحثًا عن كلمة طبيب تطمئنها "كنت بتحجز بيها أيام كتير في

المستشفى وفاكرة إن ده عشان نقص الكالسيوم، لحد لما الناس فهمتني إيه هو

ضمور المخ وفهمت إنه شلل دماغي".

منذ ذلك الوقت توقفت جنى عن تناول

علاج المعدة، وبدأت في تناول أدوية علاج ضمور المخ، بعدما أكد لها عدد من

الأطباء أن إصابة طفلتها صعبة، فتتذكر فاطمة حال طفلتها الوحيدة بعد 6 أشهر

معانأة "حركتها مكنتش مظبوطة خالص ومكنتش بتقف على رجلها".

أتمت

جنى عامها الأول، وسط دموع عائلتها التي تدعو الله كل ليلة أن يزيل المرض

عن طفلتهم التي بدأت في دخول مجال العلاج الطبيعي "أول ما بقى عندها سنة

عملنا لها علاج طبيعي، بس حسبي الله ونعم الوكيل الدكتور مكنش عنده ضمير

وبنتي ادمرت أكتر".

بعد أيام من العلاج الطبيعي تضخمت قدم جنى "روحت

الجلسة للدكتور وقولتله البنت رجلها ورمة جدًا وكل ما المسها تصرخ ومش

بتنام"، لكن ضمير طبيب العلاج الطبيعي كان "خارج الخدمة" حسبما أكدت والدة

فاطمة "الدكتور كان رده أن اللي في رجلها ده التهابات بتظهر عادي من العلاج

الطبيعي والتمارين".

مرت الأيام وانتهى بكاء الطفلة التي اعتادت

تحمل الآلم ونظرت الحزن التي دائمًا ما تجدها من والدتها، لكن عظامها لم

تكن قوية لتتحمل ذلك الكسر الذي دمرها "رجل جنى اتلحمت غلط وطلع عندها كسر

في الحوض كمان ودلوقتي لا بتتحرك ولا رجلها بتتفرد ولا بتقدر تقف عليها".

مشاكل

عديدة ومشادات كلامية كانت تتصاعد من منزل الطفلة البرئية "أبوها رفض

يعالجها وقال أنا معالجش بنات وفلوسي بصرفها على الفاضي على طفلة كده كده

ميته ومامته كانت بتشجعه على إنه ميعالجش بنته"، ذلك ما حملته ذاكرة فاطمة

من حديثة زوجها عن علاج طفلته المريضة.

250 جنيهًا.. قد يصرف بعض

الأطفال ذلك المبلغ على بعض الحلوى والألعاب، لكن ذلك المبلغ هو النفقة

التي يمنحها طليق فاطمة لأطفاله جنى ذات الـ9 سنوات ومحمد الذي يكبرها بعام

واحد "بقالي 5 سنين من وقت ما أطلقت من جوزي وأنا بأخذ النفقة دي بقضية

رفعتها.. هتكفي مصاريف وإلا علاج بنتي اللي بشوفها بتموت كل يوم قدامي."

بعد

فترة طويلة من انفصال فاطمة عن والد جنى، تزوجت مرة ثانية "جوزي (عمر)

بيراعي جنى ومحمد وبيصرف على علاج البنت لكن الفلوس اللي معاه مش قادر يكمل

بيها علاج".

من الجلوس وتناول الطعام بضحكة عالية وحركة منتظمة،

إلى النوم الدائم والصمت "جني الأول كانت بتقدر تاكل وتقف على رجلها نوعًا

ما.. لكن بعد وقف العلاج الطبيعي بقت نايمة مش بتتحرك ولا بتتكلم ووزنها

بقى 11 كيلو بس"، حسبما أكدت والدتها.

التدهور في حالة جنى قادها

إلى ماسأة جديدة، فتقول والدتها "الأسبوع الجاي هتعمل عملية إزالة أسنانها

كلها عشان اتكسرت من كتر تدهور حالتها والتشنجات اللي بتحصل لها طول الوقت،

والأسنان المتبقية عملت لها تهتك في اللثة.. بشوف بنتي بتموت كل يوم ومش

قادرة أعمل لها حاجة غير الدعاء لله".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
القميص الأحمر والشورت الأبيض.. الأهلي بالزي التقليدي أمام مازيمبي