اعلان

بين التنازل عن الجنسية و"الهروب" خارج الدولة.. أستاذ علوم سياسية: مرعب للأمن القومي.. وخبير نفسي: لا يمكن تقديم أعذار

لسان حال الكثير من الشباب في مصر خلال الآونة الأخيرة، الذين يبحثون عن فرصة لمغادرة البلاد من خلال ما أطلق عليه البعض "الهروب"، باحثين عن وطن جديد، في ظل الأوضاع التي تشهدها مصر خلال السنوات الماضية، وبعد أن ضاع حلم الكثير منهم في بلده، فباتوا يبحثون عن نافذة جديدة خارج حدود الوطن.

الشاب محمد سلطان يتنازل عن الجنسية في 30 يونيو 2013

وتكررت حالات التنازل عن الجنسية في مصر عقب 30يونيو 2013، وكان أشهرها تنازل الشاب محمد سلطان عن الجنسية المصرية، من أجل الإفراج عنه، بعد حبس تسبب له في أمراض جسدية كبيرة بسبب إضرابه عن الطعام طوال تلك الفترة، فسجد لله شكرًا عقب وصوله إلى مطار الولايات المتحدة.

الناشطة السياسية اَية حجازي

الناشطة السياسية آية حجازي، تعرضت لوضع مشابه، بعد أن زج بها في السجون، بسبب نشاطها في رعاية أطفال الشوارع في مصر، قبل أن يتدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإفراج عنها بعد 3 سنوات من حبسها احتياطيًا بسبب جنسيتها الأمريكية.

إبراهيم حلاوة الناشط السياسي

الأمر الذي تكرر مع الشاب إبراهيم حلاوة الذي ألقي القبض عليه في مصر عقب فض اعتصامي النهضة ورابعة في 14 أغسطس 2013، وقد عاد إلى ايرلندا أمس، ولاقى استقبال حافل فور وصوله.

حالات سلطان وحجازى وحلاوة، لم تكن الوحيدة وإنما شهد عام 2015 ما يقرب من 1000 حالة تنازل عن الجنسية من بعض الشباب المصري، وهي أعداد في زيادة مستمرة وفق الأحكام القضائية.

وقال الدكتور أحمد دراج أستاذ العلوم السياسية لـ"أهل مصر"، إن "الشباب المصريين الذين يتنازلون عن الجنسية يبقي له أعذار كبرى، ولاسيما عدم قيام الوطن بدوره تجاه أهله، من قيم عادلة واستحقاقات ديمقراطية وسياسية، واجتماعية، يصطدم بفقدانها الشباب بعد إتمام كل الواجبات التي من المفترض أن يقوم بها للوطن الذي نشأ فيه".

وأضاف دراج لـ"أهل مصر"، أن "فكرة التنازل عن الجنسية لصالح جنسيات أخرى منها ما هو أدنى قيمة من الجنسية المصرية، أمر مرعب للأمن القومي ويجب على النخبة العامة في المجتمع سرعة تقديم حلول لمواجهة هذه الظاهرة، خاصة وأن الذي ترك الوطن وتنازل عن جنسيته سيتحول مع الوقت إلى كاره للوطن، لأنه مرتبط في ذاكرته بأنه أهانه وظلمه.

من جهته، قال الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، إنه "بأي حال من الأحوال لا يمكن أن يتم تقديم أعذار عن فكرة التنازل عن الجنسية وهو فقد لثقافة عامة فى التفريق بين فكرة الوطن والدولة، الوطن تمثله الجنسية والأهل والأصدقاء والانتماء وللإنسان بحكم طبيعته البشرية، بينما الدولة من الممكن أن نتركها بعض الوقت أو نسافر بعيدًا عنها أو نتعارك معها سياسيًا، وهى متمثلة فى نظام الحكم السياسى الذى يدير المؤسسات التنظيمية لها".

وأضاف، أن "نظام الحكم السياسي أصبح من الواجب عليه نشر هذه الثقافة، لمنع مثل هذه الخروجات التي تتم، ففكرة رفع علم دولة أخرى أو السجود على أرضها، يهين الدولة المصرية بالأساس، ويجعل منها منطقة لكبت الحريات وانتهاك حقوق الإنسان، ويجب الحفاظ على حقوق حامل الجنسية المصرية مثلما حاربت هذه الدول الأجنبية خروج بعض مساجينها نظرًا لحملهم فقط "باسبور الدولة" على الرغم من أنها ليست الدولة الأم لهم".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً