اعلان
اعلان

"أهل مصر" في مغامرة بين الكهوف والجبال بالصحراء الغربية.. "من هنا مر الإرهاب" (معايشة)

يصارع الخيط الأبيض الأسود، لتبدأ أشعة الشمس في التسلل إلى قمم الجبال في الصحراء الغربية، معلنة بدء يوم جديد، ليسود الهدوء وتخلو الوديان والكهوف من البشر، سوى الكلاب الضالة أو الطيور الجارحة، البيئة مناسبة للإرهاب، فالصحراء واسعة والكهوف منتشرة بكثرة، وحملات قوات الأمن تعكر صفوا المسلحين من آن لآخر، إلا أن الغلبة تكون لمن يعرف الطريق الوعر ويحفظ خريطة الكهوف، وهي المعركة التي تضمن للمتطرفين انتصارًا مؤقتًا يتمثل في الهروب من قبضة رجال الأمن.

ومنذ حادث طريق الواحات، منتصف الشهر الماضي، وتكثف وزارة الداخلية من جهودها ومحاولاتها لضبط العناصر والخلايا الإرهابية الهاربة في الجبال والوديان المختلفة بمحافظات مصر، إلا أن الوديان والمناطق الجبلية التي تربط بين محافظات الصعيد، ما تزال خالية من كافة العناصر الأمنية، والتي يستغلها الإرهابيين كملجأ للهروب والإقامة بداخلها.

وبحسب مصادر أمنية رفيعة، في مديرية أمن محافظة قنا، فإن الجبال الغربية الواقعة في الصحراء الغربية لمحافظة قنا، والتي تربط بين محافظات الصعيد بأكملها، بداية من محافظة أسوان وحتى محافظة بني سويف، استخدمتها العناصر الإرهابية التي داهمتها قوات أمن قنا، منذ أشهر داخل منطقة جبال الكرنك، لتنفيذ حادث مدينة إسنا الواقع جنوب الأقصر، للهروب من تلك الجبال وصولًا إلى محافظة قنا، ومنطقة جبل الكرنك بالتحديد، ثم للهروب إلى محافظات الصعيد المختلفة.

وخاضت "أهل مصر" رحلة اختراق تلك الجبال بالصحراء الغربية في محافظة قنا، والتي تبدأ بالقرب من مركز نقادة جنوبي المحافظة، على حدود محافظة الأقصر، والتي تصل حتى جبال الكرنك، وتمتد حتى محافظات المنيا والوادي الجديد ومرسى مطروح.وبحسب خالد سليمان، قصاص أثر في محافظة قنا، وشارك في بحث الأجهزة الأمنية عن العناصر الإرهابية الهاربة، فإن منطقة الصحراء الغربية، كانت "تذكرة مرور" الإرهاب ومنفذًا لهروب المتسللين غرب المحافظات الصعيدية خاصة الجنوبية، وذلك لما كشفه من اقتصاص أثرهم، حتى تمكنوا من الهروب في اتجاه محافظات الوادي الجديد ومرسى مطروح والمنيا، وذلك عن طريق الجبال الغربية الممتدة إلى تلك المحافظات أيضًا.

- ممرات ضيقة:داخل ممرات ضيقة، تفوح منها رائحة الحيوانات النافقة، التي تزكم الأنوف، من الممكن أن تصل إلى جبال الصحراء الغربية، بعد أن تنحرف لقرابة 7 كيلو مترًا عن طريق قنا الصحراوي الغربي، والذي يمتد من محافظة الأقصر وحتي محافظة سوهاج - جنوب الصعيد.

- جبال عاتية:المنطقة الصحراوية الغربية، تمتلئ بالجبال العاتية التي يبلغ طولها قرابة 50 مترًا في أدغال الصحراء، الممتدة في مختلف محافظات الصعيد، فضلًا عن كون تلك الجبال متاخمة، فهنالك العديد من الجبال التي تربط بعضها ببعضًا داخل المنطقة الصحراوية.ورصدت عدسة "أهل مصر" تلك الجبال المتاخمة في الصحراء الغربية، بدءًا من مركز نقادة جنوب قنا، ووصولًا إلى الجبال الغربية بالطريق الصحراوي الغربي "قنا - نجع حمادي"، وذلك وسط محاولات للبحث واكتشاف الطرق التي مر منها الإرهابيين في جبال الصعيد.

- مغارات وكهوفخلال رحلة البحث، داخل تلك الجبال التى استخدمها الإرهابيون للهروب من قبضة الأجهزة الأمنية، عقب تنفيذ حادث إسنا الإرهابي، حتى وصلوا إلى جبال قرية الكرنك بأبوتشت في قنا، وتمكنوا من الهرب بعد ذلك دون القبض عليهم من قبل رجال الأمن، اكتشفت "أهل مصر" وجود العديد من الكهوف والمغارات الجبلية، والمحفورة داخل تلك الجبال والتلال في تلك الجبال الواقعة بالظهير الصحراوي لمحافظة قنا.خلال البحث داخل، تبين أن تلك الجبال والمنطقة الصحراوية، تحتوي على قدر كبير من الكهوف والمغارات، التي لم يتوقف خلال الرحلة، فعلى بعد كل 30 مترًا تنتشر المغارات والكهوف، والمحفورة في الجبال، دون معرفة المتسبب في حفرها داخل الجبال العاتية، والتي يشتبه في استخدام عددًا منها من قبل الخلية الإرهابية التي كان يتزعمها الإرهابي عمرو سعد، وذلك خلال فترة الجلوس داخل تلك الجبال للهروب من رجال الأمن، قبل أن يستقروا لفترة في جبال الكرنك بأبوتشت، وحتى استمرار عملية هروبهم من قبضة الأجهزة الأمنية بالصعيد.

- الصمت يسيطر:هنا في تلك المنطقة الصحراوية والجبال، تسيطر حالة من الصمت والسكون، حيث الهدوء يسود المنطقة، ولا يوجد أي من المارة خلال فترة ضوء الشمس، فلا يوجد سوى أصوات الطيور، وأصوات السيارات البعيدة على الطريق الصحراوي الغربي.

- الأمن يختفي:وعلى الرغم من تحديد الأجهزة الأمنية في محافظة قنا، ووزارة الداخلية لطريق مرور الخلية الإرهابية، التي تسببت في حادث إسنا، والتي تمركزت في جبال الكرنك، والتي يشتبه في تورطها في حادث الواحات الإرهابي بعد هروبها من جبال الكرنك، إلا أن الأجهزة الأمنية تختفي من تلك الجبال الواصلة من محافظتي أسوان والأقصر وحتى محافظة قنا.واستقل محرر "أهل مصر" دراجة بخارية للدخول إلى تلك المنطقة الصحراوية البعيدة عن أعين المواطنين والمارة من سائقي السيارات المختلفة، ودخل إلى المنطقة بأكملها، وذلك دون أن يتبعه أحدًا ودون أن يكون هناك أفراد من الأمن أو أي أشخاص مكلفين بمراقبة تلك المنطقة والجبال المحيطة بداخلها.

- المطاريد وتجار السلاح:وبحسب محمد عاشور، أحد أهالي محافظة قنا، فإن تلك المنطقة الصحراوية والجبال المحيطة بها، تأوي مطاريد الجبال، والهاربين من الأحكام القضائية وتجار الأسلحة والمخدرات، وذلك لكونها بعيدة عن الأمن والأجهزة التنفيذية بالمحافظة، لافتًا إلى أن المنطقة شهدت العديد من حالات الاختطاف سابقًا.

- الذئابوأضاف أيمن رمضان، أحد أهالي محافظة قنا، خلال حديثه لـ"أهل مصر" أن تلك المنطقة تشتهر بتواجد العشرات وكميات كبري من الحيوانات المفترسة خاصة الذئاب، والتي تبدأ في الخروج من البؤر التي تعيش بداخلها ليلًا، لتهاجم أي شخص تجده في المنطقة.- من هنا مر الإرهابوكشف مصدر أمني بمديرية أمن قنا، أن تلك المنطقة الصحراوية المذكورة والجبال الغربية التي بداخلها، كانت طريق هروب ومرور العناصر الإرهابية، المسؤولة عن تفجيرات الكنائس، والتى تورطت في حادث إسنا، ومرت عبر تلك المنطقة وهربت إلى محافظة الوادي الجديد، وتجري الأجهزة الأمنية بمختلف محافظات الصعيد بدعم الوزارة عمليات واسعة لكشف مواقع تواجد تلك العناصر.ولفت المصدر إلى أنه ليس هناك خلية إرهابية واحدة تتواجد في محافظات الصعيد، لكنها أكثر من خلية، فمنهم خلية مسؤولة عن تفجير إسنا، والتواجد في مداهمة جبال الكرنك، وأخرى المتهمة في حادث الواحات وآخرون.- مدير الأمن: نبحث كل دقيقةومن جانبه أكد اللواء علاء العياط، مدير أمن قنا، أن الأجهزة الأمنية في محافظة قنا، تبحث عن الجماعات والعناصر الإرهابية في مختلف أنحاء محافظة قنا على مدار الساعة بشكل يومي، منوهًا إلى أن الأجهزة الأمنية تبحث في المغارات والكهوف والمناطق الصحراوية والجبلية بمدن ومراكز المحافظة.وتابع مدير الأمن في سياق تصريحاته، أن أجهزة الأمن شكلت درويات وكمائن أمنية متحركة وثابتة، فضلًا عن تكليف مخبرين سريين بالبحث عن الإرهابيين، والتنسيق مع الأهالي والمواطنين بمدن ومراكز المحافظة، للإبلاغ عن أي غرباء يدخلون إلى المحافظة، يتم الشك بهم أو في سلوكهم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
لأول مرة.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى يجتمعون اليوم مع نتنياهو