اعلان

"سيد جلال" شيخ البرلمانيين.. كرمه الشعراوي وأحرج برلمانيا بنساء عائلته.. الرجل الذي ألغي "الدعارة" في مصر

"الدعارة" هي ضمن الأعمال المنافية للآداب والعادات والتقاليد، وهي ايضا مهنة حرمتها الأديان والكتب السماوية، ولكن كانت مصر بسبب الاحتلال الإنجليزي لها على مدار سنوات تقر بالدعارة أو البغاء وذلك لأن الإحتلال يعتمد دائما على إنتشار كل ما هو سيئ في المجتمع الذي يحتله وهو كان أمرا يصيب مصر بالعار لأنها في النهاية دولة الأزهر الشريف، ومهد الحضارات.

ولكن بعد جهاد إمتد 6 سنوات او اكثر قليلا، تمكن هذا النائب البرلمانيمن أن يمسح العار عن جبين مصر، وأن يجعل البرلمان يصدر قراره بإلغاء ممارسة البغاء الذي كان مصرحا به ولا يجرم حينها، إنه النائب البرلماني "سيد جلال" والذي لقب فيما بعد بشيخ البرلمانيين وذلك في أعقاب ثورة 23 يوليو المجيدة.من هو "سيد جلال" شيخ البرلمانيينتعود القصة إلى هذا الشخص الذي كان يعمل تاجرا وله تجارته المزدهرة وتمكن من دخول مجلس الأمة في عام 1945 عن دائرة باب الشعرية، وحينما دخل البرلمان استمر سنوات يجاهد على المستوي السياسي كي يصدر قرارا بإلغاء البغاء أو ممارسة الدعارة في مصر نهائيا وهو ما نجح في تحقيقه في عام 1947.صعوباتكان سيد جلال يواجه صعوبة في تنفيذ الحكم من قبل الحكومة التي كانت تؤيد الدعارة في مصر حينها ولكنه لجأ إلى حيلة قوية وذكية جدا ليقنع الوزير المختص بإتخاذ القرار وهو وزير الشئون الإجتماعية آنذاك ويدعي "جلال فهيم باشا".علاقته بالشعراوييجب التنويه أن من روي تلك القصة هو الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي كان يعتبر صديق "سيد جلال" المقرب، وكان سيد جلال يتردد عليه في منزله في الحسين كل يوم تقريبا، وقد حكي عن سيد جلال هذا الموقف حينما أستطاع أن يقنع وزير الشئون الاجتماعية بان يأتي إلى دائرته بباب الشعرية ليفتتح مدرسة سيقوم النائب سيد جلال بانشائها.وكانت دائرة باب الشعرية بها شارع "كلود بك" الذي ما زال قائما حتى الآن، وهو الشارع الذي يعتبر أشهر شارع للعاهرات حينها، والذي كان يعتبره وصمة عار له شخصيا بصفته نائبا عن تلك الدائرة، وبالفعل وافق الوزير على الحضور لدائرة سيد جلال من أجل إفتتاح تلك المدرسة ولكن كان سيد جلال قد خطط له “مقلب” إذا اتفق مع سائق الحنطور الذي كان سيستقله الوزير أن يدخل بالوزير شارع كلود بك وأن يسير ببطء ليشهد بنفسه ما يحدث هناك.خدعة كلود بكتعرض الوزير لدعوات من العاهرات إذ فكرن أنه أحد الزبائن الأثرياء وتعرض الوزير للإمتهان من العاهرات ومزقت ملابسه وسقط طربوشه حتي استطاع أن يخرج من هذا الشارع وهو يوجه السباب والشتائم لسيد جلال بسبب ما فعله به، ولكنه بعد أيام قليلة قرر إصدار قرارا صارما وغير متوقعا بمنع الدعارة في مصر بشكل نهائي، وهو القرار الذي غسل هذا الوجه عن مصر والذي التصق بها لسنوات طويلة سوداء.قرار جرئدخل سيد جلال للوزير بعد القرار واخبره انه سعيد بشجاعته لاتخاذ هذا القرار الذي أعاد كرامة مصر مرة أخري ولكن الوزير اتهم سيد جلال بانه دبر له هذا المقلب، مهما كانت النتائج مقنعة لأنه أهين في هذه المنطقة.إعادة الدعارةوبعد إقرار قانون منع البغاء في مصر كان هناك أحد النواب من مدينة الأسكندرية يريد أن يعيد البغاء مرة أخري لمصر وذلك من خلال البرلمان وكان لديه مبررات واهية، ومنها أنه أدعي أن الشباب سينتشر بينهم الأمراض السرية في حين يمكن وضع العاهرات كلهن في مكان واحد وإخضاعهن للكشف الطبي ويكن سببا في تخفيف الكبت عن الشباب.الغريب أن عدد لا بأس به من النواب وافقوه على إعادة مهنة البغاء، ولكن "سيد جلال" كان له أسلوب يدافع به عن ما حققه من نجاح من إلغاء ممارسة الدعارة في مصر، وكان رده بالأدلة والأرقام حينما كشف أن الأمراض تنتشر اكثر في الدول التي تسمح بممارسة البغاء على عكس غيرها من الدول التي ترفض ذلك استنادا على مؤتمرات طبية عالمية.ثم توجه إلى النائب الذي طلب ممارسة البغاء وأخبره بأن يسمح لخمسة من نساء أسرته ليقوموا بهذا المشروع أولا طالما أنه يري أن عودة البغاء ستحمي الشباب مما جعل النائب يصمت للأبد من الحرج ويخرج من القاعة وهو يجر أذيال الخيبة، لتنتهي فصول الصراع على هذا الأمر للأبد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً