اعلان

"أهل مصر" تحاور صاحب عقار الدقى الذي أقرض حاكم الشارقة 300 جنيه.. طلب أن يسكن عندي ورفضت فى البداية

أعلى سطح العقار رقم 32 بشارع المساحة-حي الدقي- يعيش الحاج إبراهيم علي حسن، وسط مجموعة من الأشجار، يرجع تاريخها إلى ستينيات القرن الماضي؛ ويتذكر بها الطالب الذي جاء من دولة الإمارات ليتعلم بجامعة القاهرة "سلطان القاسمي حاكم الشارقة".

لم ينس الرجل الذي يبلغ من العمر 85 ربيعًا عندما جاء إليه الشاب سلطان القاسمي، وهو فى سن العشرين من عمره يطلب سكنًا، إلا أنه قابل طلبه بالرفض" إذا كنت لا تمتلك أسرة أو زوجة لا يوجد لك سكن عندي".

اشترط صاحب العقار -"فلسطيني الجنسية"- على "ابراهيم" حينما أسند إليه العمل كـ"حارس عقار" فى فترة الخمسينيات عدم تسكين الطلبة أو العزاب، لكن الأمير الشاب رغم كونه "عازبًا" حاز موقعًا خاصًا في قلب إبراهيم، لفتت نظره عبارة "القاسمي":( أريد مكانًا طاهرًا أسكن فيه"، بالإضافة إلى إنحداره من عائلة الأشراف " آل نهيان".لم يهدأ دخان سيجارته التي أشعلها منذ بداية الحديث لـ"أهل مصر"؛ إذ تعتبر هي ماتبقى له بعد وفاة زوجته منذ خمسة أعوام-حسب قوله-، فزوجته هي الغائبة الحاضرة فى ذاكرته، معتبرا أن غيابها هو الذي أضعف جسده، وأرعش يديه، يتذكرها بقوله: ( كان نفسي تشوفني، وأنا على التيلفزيون، ومصر كلها بتتكلم عني، الله يرحمها".يتذكر إبراهيم ما فعله مع الأمير الشاب، وما دفع الأخير إلى رد الجميل فى الوقت المناسب "، حينما تأخر الأب عن إرسال حوالة له، حسيت إن مش معاه فلوس فبعت ذهب مراتي، وحطيت 300 جنيه في جيبه"، موضحا أن ما دفعه إلى فعل ذلك هو الأخلاق العالية التي اتصف بها، ومحافظته على الصلاة.يمتلك صاحب الخمسة وثمانين عامًا، تفاصيل الأربع سنوات التي قضاها "سلطان" في رحابه، مؤكدا على أنه كان يحب الزراعة بشكل كبير، حيث قام بتشجير المكان الذي كان يقيم فيه بحي الدقي، وتبرع بشقة لأحد زملائه-" كانت ظروفه تعبانة"، لافتًا إلى أنه كان يزور آل البيت باستمرار خاصة مقام سيدنا الحسين، مشيرا إلى أن ذلك كان يذكره بالقصة البطولية للحسين رضي الله عنه كما قال له.يعدد إبراهيم فضائل الدكتور سلطان القاسمي، التي تركت أثرًا في مصر، وكان آخرها إنشاء الجمعية الخيرية بمدينة البصيلية، بمحافظة أسوان، والتي على إثرها ذاع صيت الحاج إبراهيم بعدما ظل لأكثر من ثلاثين عاما طي الكتمان، حيث تكالبت عليه العديد من القنوات الفضائية ليحكي لها كواليس مرافقته لحاكم الشارقة.عرج الرجل الثمانيني الذي نقلته الصدفة من دكة العقار، إلى استوديوهات الفضائيات، على معايشته لفترة الملك، ومن بعده رؤساء الجمهورية المتعاقبين، واصفًا فترة "فاروق" بأنها أزهى الفترات-حسب وصفه.وقال: "فى عصر الملك فاروق كانت كل حاجة رخيصة"، ومصر كانت تقرض الدول الأجنبية، ولم نستورد لا أرز ولا سكر ولا أي شي".حين تحدث عن فترة "عبدالناصر" غالبته الدموع، واكتفى بعبارة ( عبد الناصر عاش بطل ومات بطل)، موضحا أنه شارك فى حرب 67 وفى العديد من المظاهرات التضامنية مع الجيش، واستطرد: ( وزع الأراضي على الفقراء، وأنشأ السد العالي، وساند الدول العربية فى حروبها ضد المستعمر، الله يرحمك ياجمال"."حارس العقار" الذي استمد خبراته السياسية من معايشة واقعية لحقب تاريخية متباينة، وصف فترتي "السادات"، و"مبارك" بأنهما من أسوأ مراحل الحكم، بينما فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي كانت الأكثر سوداوية على الإطلاق.صديق "حاكم الشارقة" وصف الرئيس عبدالفتاح السيسي بأنه "رجل وطني"، وخايف على البلد"، واستطرد قائلًا: ( مصر هتبقى قد الدنيا على إيده).

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً