اعلان

"دقت طبول الحرب".. تيلرسون يتراجع عن تصريحاته بشأن مفاوضات غير مشروطة مع كوريا الشمالية.. سياسة "العصا والجزرة" تفشل في ترويض الشمال

كتب : سها صلاح

بعد أن أكد السيد تیلرسون الثلاثاء الماضي أمام مجلس الأطلنطي في واشنطن أن الولايات المتحدة مستعدة للبدء في محادثات مباشرة مع كوريا الشمالية دون أي شروط مسبقة، عاد الجمعة الماضية إلى التأكيد على ضرورة أن تتخلى کوریا الشمالية عن برنامجها النووي إن كانت ترغب في العودة إلى المفاوضات.

كان ذلك خلال كلمة السيد تيلرسون امام اجتماع مجلس الامن في نيويورك على مستوى وزراء الخارجية لبحث برنامج کوریا الشمالية الصاروخي والنووی، الذي نقله إلي أهل مصر في تصريحات خاصة من داخل الأمم المتحدة المحلل في الشئون الأمريكية حاتم الجمسي.

وقال أن وزير الخارجية الامريكي طالب روسيا والصين بمزيد من الضغط على بيونج يانج لتتخلی عن برنامجها النووي وإلا يتوقف دورهما على تنفيذ العقوبات فقط.

كلمة السيد تیلرسون تعکس التخبط في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الملف الکوری و عدم وجود خطة أو سياسة أمريكية واضحة للتعامل مع هذا الملف.

كما عكست تصريحات السيد تيلرسون يوم الثلاثاء الماضی تباينا واضحا في المواقف بينه وبين البيت الأبيض الذي ينتهج موقفا متشدداً تجاه کوریا الشمالية و یری عدم جدوى المفاوضات كما أوضحت السيدة سارة ساندرز يوم الثلاثاء الماضي عندما سئلت عن تصريحات تیلرسون للبدء في المفاوضات دون قيد أو شرط وان كان تصريحه يعكس وجهة نظر البيت الابيض.

يبدو أن التناول الأمريكي الحالى للأزمة الكورية لن يساعد على حلحلة الموقف على المدى القريب للاسباب التالية:

1-الإشارات المزدوجة وعدم توحید الخطاب السياسي الأمريكي في الشان الکوری لن يساعد ابدا في بناء الثقة بين الجانبين خصوصا ان الشماليين ليس لديهم اى ثقة في الجانب الأمريكي. السيناريو العراقي و اللیبی یؤکد مخاوف الشماليين.

لقد وافق صدام على التخلي عن اسلحة الدمار الشامل و برامج الصواريخ طويلة المدى و تم تدميرها باشراف الأمم المتحدة التي طالب مفتشوها حتى بتفتيش قصور صدام و سمح لهم بذلك، وكذلك فعل القدافي و كلنا يعرف ماذا حدث بعد ذلك.

الشماليون يعتقدون أنهم تحت تهديد أمريكي حقیقی و یرون أن الردع النووي هو صمام الأمان الوحيد لهم.

2- سياسة العصا والجزرة فشلت تماما في ترویض الشمال, فقد تعلم الشماليون کیف يتعايشون تحت حصار اقتصادي جائر مفروض عليهم منذ أكثر من عقد من الزمان و تم تشدیده عدة مرات كان آخرها قرار مجلس الأمن الذي صدر في الثاني عشر من سبتمبر الماضي والذي تقدمت به الولايات المتحده ووافق عليه المجلس بالاجماع.

بل ان هذا الحصار لم يمنعهم من الاستمرار اجراء مزيد من التجارب النووية و تطوير الصواريخ حتى اصبح لديهم الآن صواريخ عابرة للقارات ICBM وقادره على ضرب المدن الأمريكية الكبرى كما ان التلويح الأمريكي بمساعدات اقتصادية ضخمة للشماليين في حال تجميد البرنامج النووي والصاروخي لم یکن له أي جدوى لانعدام الثقة بين الجانبين خصوصا ثقه الشماليين في واشنطن.

3-الولايات المتحدة تصر على سياسة املاء الشروط واعطاء الأوامر و کیل الاتهامات في التعامل مع الملف الکوری ويرفضون تماما اتخاذ اي خطوه ولو رمزية لإبداء حسن النية تجاه الشماليين وحلحلة الموقف. لقد اقترحت الصين في مارس الماضي ودعمت روسیا الاقتراح ان يتم التجميد أو الايقاف المزدوج Double Freeze حيث يقوم الشماليين يوقف اى تجارب نووية أو صاروخية في حين توقف الولايات المتحدة المناورات العسكرية الضخمة بالاشتراك مع الجنوبيين والتي تجري مرتين سنويا و يعتبرها الشماليون تهديداً مباشراً لهم.

الولايات المتحدة رفضت الاقتراح جملة وتفصيلا بعد صدوره بساعات وليس أيام مما يدل أيضا على ان الأمريكيين يتعاملون بشئ من الغطرسة مع اللاعبين الكبار المؤثرين في هذا الملف وهما الصين وروسيا مما جعلهم يفقدون الرغبة في تقديم المساعدة في هذا الملف.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً