اعلان

"اللهم أضرب الظالمين بالظالمين".. هربوا من جحيم "محمود عزت" لويلات البشير.. حكايات شباب المحظورة بعد أن تخلت عنهم الجماعة

كتب : سها صلاح

شهدت الصحراء علي شباب في العشرينات لم يجدوا طريقاً سوي الهروب بعد خلافهم مع جماعة الإخوان المحظورة في مصر، أيام قضوها في سيارات الدفع الرباعي و الخيام و بين الرمال وصولاً إلي السودان بعد أن تخلت عنهم جماعتهم فهربوا إلي جماعات إرهابية أخري ولكن في مكان أكثر اشتعالاً.

كشفت صحيفة النيوزويك الأمريكية عالم شباب في العشرينات وبداية الثلاثينات وقفوا في شارع من شوارع الخرطوم ليشهد العالم على ما فعل بهم خلافهم مع إخوانهم الكبار ،فقط الخلاف في الرؤية بينهم، وبين مسؤولي الجماعة حول كيفية تداول السلطة داخليًّا، واتخاذ القرارات.

بدأ الحديث اولاً مع محمد الحلواني الذي روي قصة هروبه فقال طُلب منا أن نترك السكن وعندما سألنا عن موقفنا لأننا لم نبلغ بالمكان الجديد، قال مسؤول السكن أننا منشقون.

وتابع رفض الشباب الخروج في البداية حتى أبلغتهم المنظمة الخيرية التي تمتلك المبنى بضرورة الإخلاء بعد أن أرسل لهم البعض -في إشارة للطرف الآخر، رسائل علي أننا شبابًا ينتهج العنف ومخربًا.

-إلي أين يتوجه هؤلاء؟

قالت الصحيفة أن هؤلاء يتوجهون لأحد مسؤولي الإخوان في السودان، الرجل هو أعمال متواجد في السودان منذ سنوات.

التواصل مع هذا الشخص للرد على تلك التهم التي توجه له دائمًا، وأجرينا بالفعل الاتصال ورد علينا، وطلب تأجيل المحادثة مدة ساعتين على أن يكون إجراؤها عبر تطبيق الواتساب، وبعد نحو 12 ساعة أعدنا الاتصال به من جديد على رقمه الخاص الذي يستخدمه في تطبيق الواتساب، ولكنه لم يجب على الهاتف أو على رسائل الواتساب، وفقاً للصحيفة.

من خلال بعض الاتصالات والعلاقات أجرينا اتصالًا بشباب قريب من رؤية هذا الشخص من بينهم حسن، الذي اكتفى بذكر أول اسم له فقط، وقال أنا شاهد عيان فقط، وقال:مجموعة المنشقين "هكذا أصر على تسميتهم"لديهم شقق وغرف، ولكنهم حاولوا أن يستغلوا الأمر إعلاميًّا في الصراع مع القيادات الشرعية، وإن كان لدى مجموعة نحو النور مكتب يقوم بالصرف عليهم، ما شأنهم بجماعة الإخوان"، هكذا قال حسن، وتابع وبالرغم من كل ذلك ترك لهم حرية التصرف إما الخروج من السكنات وإما أن نتركها لهم وعليهم دفع الإيجار.

- الطرد جزاء الفكر

عبدالله الشحات الشاب الذي تحدث معنا بشكل مباشر، قال للصحيفة استضافنا بعض الإخوة لحين الحصول على شقة ، ونؤكد أننا لم نسع للشو الإعلامي كما يقول البعض، ولكن نحن قلنا ما يرضي ضمائرنا أمام الله وأمام إخواننا، وفي المقابل كانت هناك اتهامات لنا بالتطرف والإرهاب، وأخرى بعلاقات نسائية وشرب المسكرات.

والحقيقة أننا طالبنا بالحصول على حقنا، التمويل المالي الذي يصل للسودان يأتي تحت مسمى "مخصصات المتضررين" بعد الإطاحة بمرسي، ولا يحدد الانتماء الفكري، وبفرض أننا منشقون عن الجماعة،فلنا حق في التمويل لأنه غير قاصر على جماعة الإخوان وأفرادها.

الشحات أكد أن مجموعة الإسكندرية ليست الأولى التي يتم طردها، وهناك مجموعات أخرى، وتبعهم مجموعة من محافظة الغربية،أربعة أفراد تم طردهم من السكن أيضًا،ومن قبلها مجموعات كثيرة من محافظات مختلفة: الجيزة والغربية والقليوبية وبني سويف، وصل الأمر لرفض تسكين الشباب الذين يأتون حديثًا إلا بعد التأكد من انتمائهم لمجموعة الدكتور محمود عزت، التي ليس لها شعبية كما تدعي، والحقيقة أن القائمين على أموال الإخوان في السودان تابعون لتلك المجموعة، ويطردون ويمنعون التموين الشهري، وهناك طلاب منع عنهم مصروفات الدراسة حتى يعلنوا تأييد مجموعة الدكتور محمود عزت، والكثير فعل ذلك لضيق الأحوال المادية، الأمر كارثي.

مع جبهة عزت ولكن

وقالت الصحيفة أنها خلال مقابلتها مع "علي السحار" أكد أن بعض الشباب الهارب للسودان، وإخفاء أفكارهم وميولهم لضمان الحصول على المصروفات والتمويل، هرب من مصر إلى السودان عبر الصحراء في رحلة لا تقل خطورة عن خطورة السجون التي تنقل بينها لنحو ستة أشهر، شهد خلالها تعذيب، لمجرد انتمائه للجماعة، قبل أن يحصل على إخلاء سبيل ويهرب.

انضم محمد لجماعة الإخوان بداية من مرحلة الطفولة وعائلته جميعها إخوان، سافر للسودان في محاولة لبدء حياة جديدة، وقال: "حاولت السفر لاستكمال تعليمي في تركيا أو ماليزيا، ولكن الحالة المادية لعائلتي منعتني من ذلك.

دراستي هنا تحتاج مصروفات كثيرة، والإخوة الكبار "في إشارة لمجموعة محمود عزت" هم القادرون على توفيرها، في حين أن الإخوة في المكتب العام قدرتهم المالية بسيطة، واحتاج للدراسة في الجامعة لمصروفات تصل إلى نحو 1500 دولار، وهذه أقل جامعة يمكن أن ألتحق بها، ومصروفاتي الشخصية لو كان سكني خارج شقق الإخوان لن تقل عن 500 دولار، وحاولت العمل فى أعمال يدوية ولكن العائد غير نافع.

وفي سياق متصل قال فتحي أبو السعود أنه عندما طُلب من بعض المنتمين لمجموعة المكتب العام المعارضة لمجموعة الدكتور محمود عزت ترك السكن، حاول أن يأخذ موقفًا، ولكن ظروف المعيشة منعته وعاد مرة أخرى.

ويقول لدي زوجة وأبناء، ولكني لا أستطيع دعوتهم للحضور، وكنت أفكر في المعيشة في تركيا أو ماليزيا ولكن الضمانة الوحيدة هنا هي الإقامة التي يجد فيها البعض صعوبة مالية في الحصول عليها في ماليزيا، في حين تحتاج تركيا لفيزا، وأنا هارب عبر الحدود وليس لدي إقامة في أي دولة، كما أن تمويل إخوان مصر في السودان كبير لقربها من مصر، ولأنها أول محطة في الهروب.

وتابع الحديث قائلًا إن الاتهامات التي تطول الشباب الذي يطرد من شقق مجموعة محمود عزت اتهامات غير أخلاقية، ولا تصح أن تصدر من أفراد في جماعة الإخوان، وخاصة مسألة التطرف، فجميع من مر على السودان أو يعيش فيها على علم بأن المتطرف لا يحتاج للسكن الخاص بالجماعة، أو تمويلها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً