اعلان

"هذا ما حصده الروحاني".. بالأرقام.. مليارات الحرب بالوكالة.. الانهيار الاقتصادي وراء "الثورة الإيرانية"

كتب : سها صلاح

كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن إيران أنفقت المليارات في حروب بالوكالة لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، و كما يقول المثل المصري "طباخ السم بيدوقه" أنقلب الأمر علي السلطة الإيرانية.ووفقاً لتقديرات إحصائية حصلت عليها الصحيفة للتعرف على حجم هذه الأموال ومصارفها، قالت أن موجة الاحتجاج بدأت في مدينة مشهد وتم تنظيمها بشكل أساسي من قبل رجال دين متشددين منافسين للرئيس حسن روحاني، حاولوا الاستفادة من القلق بشأن البطالة وارتفاع الأسعار. واحد من بين العديد من الشعارات التي سُمعت في الاحتجاجات: "لا غزة ولا لبنان ولا سوريا، حياتنا من أجل إيران"، في إشارة معلنة إلى المليارات التي تنفق على حلفائها في المنطقة بدلًا من استثمارها في الاقتصاد الإيراني.وبينما تبدو الحرب الأهلية في سوريا تدخل مرحلة حل الأزمة، يحاول الحرس الثوري الاستفادة من الأموال التي أنفقوها هناك وترسيخ وجودهم ببناء قاعدة عسكرية دائمة ومرافئ لرسو السفن على شاطئ البحر المتوسط، وهذا يعني إنفاق مئات الملايين على الأقل إن لم يكن مليارات في البناء.ووفقًا لمصادر مخابراتية بريطانية فإن الفصائل القريبة من روحاني تعارض إنفاق هذا المال الذي يقولون إنه مطلوب لتحسين البنية التحتية وتوفير وظائف في إيران،، ويبدو أن النقاش الذي دار خلف الأبواب المغلقة في طهران تسرب إلى شوارع المدن الإيرانية. حجم الدعم الذي تقدمه إيران لحلفائها ووكلائها في المنطقة من المستحيل أن يقيم بشكل كبير؛ وذلك لأن جزءًا كبيرًا من الدعم يقدم في شكل أسلحة ومعدات، إضافة لنقل المقاتلين والإمدادات في طائرات تدار من قبل خطوط جوية مملوكة لدولة إيران.كما أن إيران تقدم دعمًا لا يقدر لحلفائها من خلال عمل ضباطها كمستشارين عسكريين وتأسيس ميلشيات شيعية تدرب وتنتشر في أنحاء المنطقة.وجاء استثمار إيران في نظام الأسد خلال السنوات الست الماضية في أشكال مختلفة، ولكن من الصعب تقديرها؛ فقد دشنت بنوك مملوكة للدولة خطوط ائتمان للحكومة السورية تقدر بـ 3.6 مليار دولار في 2013 ومليار في 2015 لتسمح للنظام بشراء النفط والسلع من إيرانهذه المليارات الـ 4.6 لا تشمل إمدادات السلاح التي تصل بشكل يومي في طائرات شحن إيرانية إلى مطار دمشق ونشر آلاف المستشارين العسكريين للجيش الإيراني والحرس الثوري، ألف منهم قتلوا في الحرب تضم بشكل أساسي مقاتلين من أفغانستان، تنظمهم إيران وتمولهم.ويقاتل نحو 50 ألف من هذه الميلشيات في سوريا، فهم يتقاضون 300 دولار في الشهر كما تدفع إيران نفقات أسلحتهم وسفرهم وطعامهم، وبعبارة أخرى إيران أنفقت مليارات أكثر بشكل سنوي على نظام الأسد خلال السنوات الست الماضية.ويعمل في العراق 100 ألف مقاتل من الميلشيا المدعومة من إيران يقاتلون تنظيم الدولة ويزيدون مصالح إيران في الدولة المجاورة.وعلى الرغم من أن جزءًا من تمويل هذه الميلشيا يأتي من مصادر عراقية فإن حصة الأسد من مرتباتهم تأتي من طهران. بالطبع فإن حزب الله هو الميلشيا التي اكتسبت معظم الكرم الإيراني، مقارنة بباقي الميلشيات الشيعية في المنطقة،تقديرات الدعم السنوي للجماعة اللبنانية تصل إلى ما بين 60 مليون دولار ومليار دولار.وتأتي في شكل دعم مالي مباشر، وكميات ضخمة من الأسلحة وأنظمة أسلحة متطورة، وتدريب في إيران واستثمار في مشروعات تعمير في لبنان لدعم مواقف إيران وحزب الله في لبنان.هذا النموذج الذي ابتكرته إيران في لبنان منذ الثمانينيات من القرن الماضي من تدريب وتسليح لحزب الله كوكيلها المحلي تم تكراره مع جماعات سرية شيعية مناهضة للحكومة في السعودية والبحرين، وميليشيا في العراق منذ الغزو الأمريكي في 2003 والحوثيين في اليمن منذ 2015 على الأقل،وفي حالتهم تأتي المساعدات في شكل صواريخ طويلة المدى والتي يطلقها الحوثي على السعودية.وليست المجموعات الإيرانية فقط هي التي تتلقى أسلحة وتمويلًا، فقد قدرت الاستخبارات الإسرائيلية الدعم المالي لحماس بنحو 100 مليون دولار سنويًا، على الرغم من أن هذا الرقم تراجع منذ بداية الحرب الأهلية السورية عندما قطعت حماس القريبة من الجماعة المسلحة السنية في سوريا علاقتها بنظام الأسد.وعلى مدار العامين الماضيين هذه العلاقات أُعِيد تأسيسها مجددًا وأصبح التمويل المالي لحماس حاليًا نحو 50 مليون دولار، بينما تتلقى حركة الجهاد الإسلامي التي لم تقطع علاقتها بطهران نحو 70 مليون دولار.وتمتلك إيران واحدة من أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم، ووفقًا لشركة النفط الوطنية الإيرانية، تمتلك طهران احتياطي نفط يقدر بحوالي 150 مليار برميل، و33.5 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. واعتادت إيران أن تنتج ما يصل إلى 5 ملايين برميل نفط يوميًا قبل الثورة الإيرانية التي اندلعت في العام 1979،وبعد تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الحالية، أنتجت طهران ما يتراوح بين 3.5 و4.5 ملايين برميل نفط يوميًا.وخلال فترة العقوبات التي فرضت على طهران من قبل الأمم المتحدة بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، أصيبت صناعة النفط الإيرانية بالشلل التام.فقد تراجع الإنتاج النفطي بنسبة 28% خلال الفترة بين 2010 و 2013، وهبطت الصادرات النفطية أيضًا إلى 1.1 مليون برميل يوميًا في 2013. والأهم من ذلك هو عدم قدرة طهرن على شراء المعدات الضرورية لصيانة البنية التحتية النفطية المتهالكة لديها.وكان يُعتقد أنَّه وبعد رفع العقوبات عليها، ستشهد صناعة النفط الإيرانية تحسنًا، برغم أن تلك الصناعة بدت ظاهريًا وكأنها تتعافى بوتيرة سريعة. ومع ذلك فإن الإنتاج المرتفع وأرقام الصادرات التي أعلنت عنها طهران كانت خادعة ولا تزال الصناعة تعج بالمشكلات.وتحتاج صناعة النفط الإيرانية إلى استثمارات ضخمة كي تتحسن، لكن طهران لا تمتلك السيولة النقدية أو المعدات اللازمة لذلك. ويرى الشعب الإيراني أن أموال بلاده يتم إهدارها على التدخلات العسكرية الخارجية والأنشطة الإرهابية بالخارج بدلًا من تخصيصها لتحسين الاقتصاد المأزوم، وكانت تلك هي الشكوى العامة للمحتجين.كما أن السياسات الأخرى، استمرار طهران في برنامج الصواريخ الباليستية والذي يهدّد الولايات المتحدة وإسرائيل، وكذا ملف طهران السيئ في مجال حقوق الإنسان، يثير مخاوف المستثمرين من إمكانية فرض عقوبات جديدة على إيران، ما يهدد استثماراتهم في المستقبل.وهذا في الأساس خطأ الحكومة السلطوية في البلد الشيعي الذي يحكمه نظام "ولاية الفقيه" الذي يجلس على رأسه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي.فهذا النظام مسؤول عن إهدار أموال الشعب على الحروب الخارجية وحبس المواطنين الأجانب بتهم التجسس وتعثر العقود النفطية مع الشركات الأجنبية واستمرار برنامج الصواريخ الباليستية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً