اعلان

تلوث المياه واندثار الغابات.. مشاكل إفريقيا البيئية في 2018

يلاحظ سكان قارة أفريقيا أنه في السنوات الأخيرة زادت مشاكل القارة البيئية بوتيرة يصعب السيطرة عليها إلا من خلال الدعم والتعاون الشامل بين المؤسسات الحكومية والمنظمات البيئية المحلية والدولية، وبالرغم من وجود بعض الجهود الجماعية إلا أن ما تم تحقيقه لا يغطي إلا نسبة ضئيلة من النتائج المطلوبة، ولا يخفى على أي منا أن هناك العديد من المشاكل التي تقف عائقا أمام تقدم أفريقيا وأهمها مشاكل البيئة التي تؤثر بدورها على صحة الأفراد ومتوقع أن تزيد في 2018.

-تدهور التربة

تطل مشكلة تدهور التربة بصورة بالغة في القارة السمراء وبمعدلات مخيفة عن القارات الأخرى بسبب عوامل طبيعية وبشرية، أهم العوامل الطبيعية نجد عملية التعرية التي تؤدي إلى انحسار أجزاء كبيرة من التربة لتنتقل إلى مكان آخر ثم تفقد خصوبتها وهي تحدث بسبب الأمطار وروافد الأنهار والرياح بالإضافة إلى الاستخدام المكثف لعمليات الزراعة والاستخدام القليل لروث الحيوانات الذي يعتبر من أهم الأسمدة الطبيعية، وهذا ما نجده بكثرة الآن في دول حوض النيل والمناطق القريبة من نهر أورانج في جنوب أفريقيا، كما أن قلة مصانع الأسمدة وعدم قدرة المزارعين على شراء الأسمدة الجيدة يزيد من المشكلة خاصةً مع غياب الأسمدة الطبيعية، بالإضافة إلى مشكلة الزيادة السكانية التي جعلت السكان يضطرون إلى زراعة المحاصيل بالكمية القصوى دون النظر إلى التأثير المستقبلي للتربة، وايضا العديد من الدول الأفريقية تفتقر إلى المكونات الطبيعية في تربتها حيث تكثر فيها الصخور المتحولة بسبب الانفجارات البركانية.

-تلوث الهواء

لا تحتل القارة الأفريقية المركز الأول من ناحية تلوث الهواء حيث يزيد في بعض القارات الأخرى بسبب التقدم التكنولوجي وبعض المؤثرات المختلفة مثل شراهة التدخين وعمليات الحرق المنظمة، وكل تلك هي عمليات اقتصادية لا تستطيع الدولة الوقوف في وجهها بيد من حديد، أما في أفريقيا فإن الوضع مأساوي بسبب الممارسات التقليدية وغياب الوعي البيئي وهو ما تقدر عليه الدولة لكن حتى الآن لا توجد خطوات فعلية للتخلص من المشكلة، فالسبب الأول في تلوث الهواء هو الوسائل التقليدية في الزراعة والتي لا يعرف غيرها السكان ولا يقدرون على تحمل عبء تكاليف الوسائل المتقدمة، وقد صرحت منظمة الفاو أن ما يقرب من 11.3 مليون هكتار من الأرض يتم خسارتها كل سنة بسبب الزراعة والرعي والحرق غير المنظم واستهلاك الوقود عبر حرق الأخشاب.

-تلوث الماء

السبب الأول في زيادة نسبة تلوث الماء في القارة السمراء هو الهجرة المتزايدة للسكان من القرى إلى المناطق الحضرية، فبسبب زيادة نسبة الفقر فإن السلطات الحكومية لا تقدر على توفير أنظمة المياه النظيفة وشبكات الصرف الصحي المناسبة لكل هذا العدد الكبير من السكان، كما أن تجريف الأراضي الزراعية لبناء المنازل أو تركها بدون اهتمام يؤدي إلى تصحر وتآكل ونقص التربة، وهذا يؤثر على دورة المطر ويزيد من نسبة التلوث فيها، كما أن العديد من الدول الأفريقية النامية تشهد زيادة بالغة في النمو الاقتصادي وبناء المصانع دون وضع الإجراءات البيئية فيما يخص تلوث المياه، وهذا يؤثر في درجة الأس الهيدروجيني للمياه وتغير لونها ويؤدي إلى عملية إغناء الماء وهي عملية تزيد فيها نسبة المكونات الغذائية التي تسبب زيادة النباتات وهذا يؤدي بدوره إلى زيادة التلوث وزيادة مشاكل أفريقيا البيئية.

-إزالة الغابات

وفقًا لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة فإن أفريقيا تعاني من مشكلة إزالة الغابات بمعدل يضاعف المعدل العالمي، وتشير بعض المصادر التابعة لمنظمات بيئية مستقلة إلى أن غابات غرب أفريقيا تعرضت بالفعل إلى اجترار كامل بنسبة 90% وهي نسبة تجعلنا ننظر إلى المشكلة باعتبارها أحد أهم مشاكل أفريقيا البيئية، والمشكلة تتصاعد بوتيرة مخيفة في وسط أفريقيا حيث تزداد نسبة الفقر وتقل الوسائل التكنولوجية الحديثة والبحث العلمي، وطبقًا لمنظمة الفاو فإن أفريقيا هي القارة الأكثر تضررًا في هذه الناحية في العقود الأخيرة وأكثر من أية قارة أخرى، كما أصدرت المنظمة أيضًا بيانات تقول فيها أن نسبة 22.8% فقط من الغابات الرطبة في أفريقيا هي التي نجت من المشكلة، في حين أن الغابات معرضة للإندثار بشكل خطير.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً