اعلان

خطر"الإرهاب الآخر".. تجديد الخطاب الديني المسيحي "محلك سر".. قيادات قبطية: الكنيسة تأخرت في تلبية دعوات السيسي لتطوير المناهج والمفاهيم

«لايوجد إرهابي بل يوجد فكر إرهابي» عبارة علل بها خبراء الأمن والإجتماع على انتشار العمليات الإرهابية والتنظيمات في العالم، لاتمر مناسبة إلا ويستغل الرئيس عبد الفتاح السيسي، توجيه المؤسسات الدينية إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني وتصحيح الأفكار والمفاهيم التي ليست من ثوابت الدين، مطالبا بـ«ثورة دينية»، لتغيير المفاهيم الخاطئة، التي أدت بصورة أو بأخرى إلى الإرهاب، الأمر الذي تتوقف عنده القيادات الكنسية مليا.

الدكتور أندرية زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، أكد أن تجديد الخطاب الديني للمؤسسات يبدأ بتحديث محتوى المناهج الدراسية، التي يتلقاها طلاب كليات اللاهوت والمعاهد الأزهرية، بالإضافة لعقد دورات دورية للقساوسة والدعاة لتغيير المفاهيم التي تؤدي إلى التشدد الديني.

وأضاف زكي، أن الكنيسة الإنجيلية بدأت بالخطوة الأولى لتلبية دعوة الرئيس السيسي من خلال عقد مؤتمرات تجمع كافة المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية وعدد من الوزارات المختصة لمناقشة سبل تجديد الخطاب الديني المتشدد، مضيفا أن المصريين على أعتاب مرحلة جديدة تحتاج ليس فقط إلى تجديد الخطاب الديني وإنما لتجديد البناء والدماء والمؤسسات والأطروحات، موضحا أن الخطاب الديني المنشود لابد، أن يستلهم روح الظروف والمتغيرات التي أحدثها الربيع العربي .

ووجه رئيس الطائفة الإنجيلية، اتهاما للمؤسسات الدينية بالتباطؤ في إجراء خطوات جادة ما أنتج التطرف والتشدد الديني من ناحية، وإنتشار ظاهرة الإلحاد من الناحية الآخرى، كاشفا أن المؤتمرات ستتناول سبل تجديد تعاليم الأديان و التقنيات المستخدمة وتطوير قدرات حاملو هذا الخطاب ومنتجيه، لكي يلبي احتياجات المصريين في ظل الظروف الراهنة.

فيما أوضح القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل بطريركية الأقباط الأثوذكس، أن الخطاب الديني المسيحي في حالة تجدد مستمر نظرا لإيمان المسيحيين في كافة بقاع الأرض بالمحبة، لافتا إلى أن الرئيس السيسي يقصد بدعوته تجديد الخطاب الديني الإسلامي لإنهاء ظاهرة جذب الشباب المسلم للإنضمام إلى صفوف جماعة داعش الإرهابية.

وأشار القمص سرجيوس، أن تباطؤ إجراءات تجديد الخطاب الديني يؤدي إلى إنتشار التطرف والجماعات المسلحة ولكن لن يزيد من ظاهرة الإلحاد التي يرجع سببها لإنفتاح الشباب على العالم من خلال إستخدام التقنيات الحديثة، مشيدا بدور بيت «العائلة المصري»، الذي ضاعف من نشاطه بعد دعوة الرئيس بتجديد الخطاب الديني، مشددا أنه بات واجبا على كل المؤسسات أن تعمل جاهدة على تجديد الخطاب الديني لمناهضة الفكر المتشدد ثم وضع الدين فى قالبه الصحيح بما يتناسب مع قضايا العصر.

ولفت القمص، أن الكنيسة حددت فى كل قداس يومى قراءات خاصة من الكتاب المقدس تدور حول فضيلة معينة مثل المحبة والوفاء والإخلاص والقناعة وغيرها من الفضائل، مشددا على أنه يجب على كل واعظ يعتلى منبر الكنيسة بدءا من الاب البطريرك مرورا بالأساقفة والكهنة إلى الشمامسة أن يكون الخطاب الدينى "العظة" التي يلقيها فى إطار الفضيلة التى حددتها القراءات الكنسية "القطمارس" الموجود فى جميع الكنائس الارثوذكسية المصرية داخل وخارج مصر.

الأنبا أنطونيوس عزيز، مطران الكنيسة الكاثوليكية بالجيزة، قال بدوره إن أهم خطوة فى عملية تجديد الخطاب الديني سواء المسيحي أو الإسلامي هو التحدث باللغة التى يفهمها الشباب اليوم للتواصل معهم، مشددا على أنه يجب ألا يكون الخطاب الديني إقصائيا، وأن يكون خطابا لقبول الأخر واحترام آرائه، مشيرا إلى أن تجديد الخطاب الديني هو أحد الحلول للقضاء على مشكلة الالحاد التى ظهرت مؤخرا.

فيما يرى المفكر القبطي كمال زاخر، أن دعوة القيادة السياسية إلى تجديد الخطاب الديني بأنها دعوة جيدة خصوصا ،عندما تأتي من رأس الدولة، مشيرا إلى انه يجب على كل المؤسسات الدينيه فى الدولة أن تفعَل دعوة كيفية تجديد هذا الخطاب.

وأضاف زاخر، أن الرئيس فى خطابه لم يذكرتجديد الخطاب الديني بل قال نحن نحتاج إلى ثورة دينية، والمقصود بذلك ثورة تجديدية متابعا أن المؤسسات الدينية تتصف بالتقليدية وصعوبة التغيير ما دفع الرئيس السيسي لإطلاق تلك الدعوة ليدفع المؤسسات الدينية للإسراع في تغيير الخطاب الديني المتشدد واستبداله بقيم المحبة والتسامح، لافتا إلى أن أول خطوات التجديد هي إلتزام الكنيسة والآزهر بالقيم الدعوية وإعادة تأهيل طلاب المعاهد الأزهرية والكليات الإكليريكية وصغار الكهنة والوعاظ .

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً