اعلان

العلويون متورطون في قصف قاعدة "حميميم".. من هاجم روسيا في سوريا؟

كتب : سها صلاح

سلسلة من الهجمات الغامضة ضد القاعدة العسكرية الروسية في سوريا، بما في ذلك واحدة قامت بها عدة طائرات بدون طيار،وأثارت الهجمات موجة من الأسئلة حول من قد يكون مسؤولاً عن ما يشكل أكبر تحد عسكري حتى الآن لدور روسيا في سوريا.

وقالت صحيفة "الواشنطن بوست" الامريكية أن الهجمات الأخيرة غير المعتادة، حيث نزل أكثر من اثني عشر طائرة بدون طيار مسلحة من موقع مجهول إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية، في مقاطعة اللاذقية الشمالية الغربية، ومقر العمليات العسكرية الروسية في سوريا، وعلى قاعدة البحرية الروسية القريبة في طرطوس .

يبدو أن هجمات الطائرات بدون طيار وقذائف الهاون تمثل الهجوم الأكثر تزايداً على المقر الروسي في سوريا منذ التدخل العسكري في سبتمبر 2015، الذي نجح بشكل عام في تحقيق هدفها المتمثل في دعم معركة الرئيس بشار الأسد في 7سنوات، كما أفادت وسائل الأنباء الروسية عن هجومين بلا طيارين أصغر على مواقع استيطانية روسية في مقاطعتي حمص واللاذقية، فضلا عن هجوم آخر على حميميم، وكل ذلك في الأسبوعين الماضيين.

وقال مكسيم سوشكوف من مجلس الشؤون الدولية الروسي، الذي يكتب أيضا للنشر "المونيتور" إن قاعدة حميميم، التي تشكل قلب العمليات العسكرية الروسية في سوريا، عميقة في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية، وحتى الآن يبدو أنها محصنة من الهجوم .

وقال "اعتقدوا ان القاعدة كانت آمنة لكن الآن يبدو أنها ضعيفة"، ومن بين الأسئلة المطروحة في موسكو، ما إذا كان الجيش الروسي قد وفر القاعدة الكافية وما إذا كان قد فشل في اكتشاف اكتساب خصومه للتكنولوجيا الجديدة.

وقالت جنيفر كافاريلا من معهد دراسات الحرب في واشنطن ان الهجمات تثير ايضا تساؤلات حول استدامة مكاسب روسيا في سوريا، وفي ديسمبر، زار بوتين قاعدة حميميم وقال أن روسيا ستبدأ في انحسار وجودها لان الحرب في سوريا انتهت بشكل اساسي.

واشارت إلى أن الاحداث التى وقعت فى الايام الاخيرة هى رسالة "ان كل من قام بهذه الهجمات لا يزال بامكانه اختراق مناطق النظام وفرض تكاليف على الروس"، وأضاف "ان المكاسب التى حققها النظام ليست آمنة وانها معرضة لخطر التواجد مؤقتا".

ولعل السؤال الأكبر من ذلك كله هو من هو المسؤول، ما يجعل الهجمات غير عادية على وجه الخصوص هو أنه لم يكن هناك أي ادعاء، مما أثار موجة من التكهنات في وسائل الإعلام الروسية والسورية حول الذين قد نفذت بها.

يبدو ان وزارة الدفاع الروسية اتهمت الولايات المتحدة بتزويدها بالهجمات على الطائرات بدون طيار، قائلة ان الهجوم يتطلب مستوى اعلى من الخبرة التى تمتلكها اى جماعة مسلحة فى سوريا.

وقال المتحدث باسم البنتاجون اريك باهون ان هذا الادعاء "كاذب تماما"، مضيفا ان "داعش كثيرا ما استخدم طائرات مسلحة بدون طيار ضد القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة في شرق سوريا والعراق بدون" اثر كبير ".

لكن أقرب مواقع لتنظيم داعش تقع على بعد مئات الأميال من المقاطعة الساحلية الغربية التي تقع فيها حميميم، مما يجعل الجماعة متورطة.

بالإضافة إلي ذلك، فإن معظم طائرات "داعش" بدون طيار المستخدمة ضد حلفاء امريكا، كان نطاقها لا يزيد عن واحد إلى كيلومترين، وفقا لتحليل من قبل مجموعة الاستشارات إهس ماركيت.

وذكر بيان لوزارة الدفاع الروسية ان الطائرات بدون طيار التى استخدمت فى هجوم حميميم جاءت من 50 الى 100 كم مما جعلها اكثر تطورا وتوسيع مجموعة المشتبه فيهم المحتملين وفقا لما ذكره تحليل معهد الصحة.

وقال التقرير ان روسيا بعثت برسالة الى السلطات التركية تحثها على الالتزام بالتزامات تركيا فى المنطقة بموجب اتفاقيات وقف اطلاق النار مع روسيا.

غير أن ذلك يترك علامة استفهام على أي من المجموعات العديدة المعنية، لأن جماعات المتمردين تدعي عادة جميع عملياتها، وقال سوشكوف: "إذا كانت المعارضة، فإنها تميل إلى وضع كل شيء على الإنترنت وتتباهى به".

ومن بين النظريات التي تنتشر على نطاق واسع أن العلويين من طائفة الأقلية الخاصة بالأسد مسؤولين عن ماحدث.

وتم نشر بيان عن الهجمات على القاعدة، التي تقع في منطقة علوية في الغالب، على الإنترنت باسم مجموعة غامضة تدعى الحركة العلوية الحرة، وحذر من أن العلويين الذين يؤيدون النظام السوري أن الهجمات أثبتت أن الأسد لا يزال في مأمن، لكنه لم يدع صراحة أنه نفذ الهجمات.

وقال عدد من أعضاء المعارضة العلوية إنهم لا يعتقدون أن المجموعة حقيقية، وتكهن بأن وكالات الاستخبارات الأجنبية تسعى إلى خلق انطباع بالصراع بين الموالين للنظام.

وهناك مطالبة أخرى في وسائل الإعلام السورية المعارضة وهي أن ميليشيات تدعمها إيران لصالح النظام وتقع في التلال الخاضعة لسيطرة الحكومة القريبة هي المسؤولة.

ووفقًا لهذه النظرية، فإن إيران تريد إحباط جهود روسيا لفرض تسوية سلمية على سوريا من شأنها أن تقوض المصالح الإيرانية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً