اعلان

"سرابيط الخادم" المعبد المنسي.. اليهود حاولوا سرقته والآن فريسة للإهمال

في وسط مدينة أبوزنيمة بمحافظة جنوب سيناء تربض منطقة «سرابيط الخادم» أهم المناطق الأثرية التي يحرص العديد من السائحين على زيارتها خلال تواجدهم بمصر، تحتوي على معبد للآلهة حتحور «ربة الفيروز» وتحتاج هذه المنطقة الأثرية الى تضافر الجهود بين وزارتي السياحة والآثار لإعادة تأهيلها مزارا سياحيا عالميا.

خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء أكد أن معبد سرابيط الخادم مصرى 100% ولا علاقة له بتاريخ اليهود، نافيا جميع ما قاله الباحث الاسرائيلي «بتري»، حيث إن الكتابة التي توجد بالمعبد ويتحدث عنها بترى في دراسته اعتقد أنها كتابة مجهولة لها علاقة ببنى إسرائيل فهى الأبجدية السينائية المبكرة Proto- Sinatic Alphabet أي «الأبجدية الأم»، لأنها نشأت فى سيناء بين القرنين 18 - 20 قبل الميلاد فى منطقة سرابيط الخادم ثم انتقلت إلى فلسطين فيما عرف بالأبجدية الكنعانية ما بين القرنين 17 – 15 قبل الميلاد حتى انتقلت هذه الكتابة للأرض الفينيقية ورغم عثور الباحث على لوحة تؤكد مصرية هذا المعبد عليها خرطوش للملك تحتمس الثالث إلا انه فسّر من خلالها برؤيته الاستعمارية عمارة المعبد بأنها لا علاقة لها بالعمارة فى مصر القديمة.

وأرجع «ريحان» سبب التسمية بسرابيط الخادم هو أن السربوط مفرد سرابيط تعنى عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها وهو ما يعرف بالأنصاب ومفردها نصب وكانت كل حملة تتجه لسيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرين ينقشون أخبارها على هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد، أما كلمة الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة.

ويصف الدكتور ريحان المعبد بأنه يقع على قمة الجبل الذى يرتفع 300م عن المنطقة حوله طوله 80م وعرضه 35م وقد كرس لعبادة حتحور التى أطلق عليها فى النصوص المصرية القديمة (نبت مفكات) أى سيدة الفيروز، كما يضم المعبد قاعة لعبادة سوبد الذى أطلق عليه (نب سشمت) أى رب سيناء وبالمعبد هيكلان محفوران فى الصخر، أحدهما خاص بالمعبودة حتحور وأقيم فى عهد الملك سنفرو والآخر خاص بالمعبود سوبد ومدخل المعبد تكتنفه لوحتان، إحداهما من عصر رمسيس الثانى والأخرى من عصر الملك ست نخت أول ملوك أسرة 20 ويلى المدخل صرح شيد فى عصر تحتمس الثالث يؤدى لمجموعة من الأفنية المتعاقبة التى تتضمن الحجرات والمقاصير وقد شيد البعض منها دون التزام بتخطيط المعبد وهذا ما دعا بترى لاعتبار التخطيط مختلفا عن المعابد المصرية القديمة فنسبه للمصطلح المبتدع السامية.

ونوه إلى أن تخطيط معبد سرابيط الخادم بهذا الشكل جاء نتيجة استخدام عمال محليين من أهل سيناء خبرتهم قليلة فى هذا المجال، كما أن طبيعة البناء فى هذا الموقع المرتفع فرضت تخطيطًا معينًا على المعبد وهذا ما لاحظناه فى كل الآثار المكتشفة بسيناء من أديرة وقلاع وقصور وكان للمعبد سور من الحجر غير المنحوت طوله 80م وعرضه 35م وكان بداخل هذا السور تسعة أنصاب، وخارجه فى طريق الهيكل من الغرب 12 نصبا ومن هذه الأنصاب نصب من عهد أمنمحات الثالث أسرة 12 وآخر لرمسيس الثانى (1304- 1237ق.م.) أسرة 19 ويحيط بكل نصب دائرة من الأحجار غير المنحوتة ويتراوح ارتفاع النصب ما بين 1.5 و4م وكان ينقش على جانبيها أو جانب واحد منها أخبار حملات استخراج الفيروز.

ويتابع الدكتور ريحان بأن المصريين القدماء كانوا يستخرجون الفيروز من منطقة سرابيط الخادم ومن منطقة المغارة القريبة منه ولاتزال حتى الآن بقايا عروق الفيروز التى استخرجها المصريون القدماء وأرسلت البعثات لاستخراج الفيروز والنحاس من سيناء منذ عهد الدولة القديمة.

يوسف جمعة أحد سكان منطقة سرابيط الخادم قال إنه لم يطلق على سيناء أرض الفيروز من فراغ بل لأنها كانت مصدر الفيروز فى مصر القديمة، حيث سجلت أخبار حملات تعدين الفيروز على صخور معبد سرابيط الخادم بسيناء الذى يبعد 268 كم عن القاهرة وعلى بعد 60 كم جنوب شرق أبوزنيمة.

وأكد جمعة أن منطقة سرابيط الخادم يقصدها العديد من السائحين ولكن المنطقة مهملة تماما، ولم تلق أي اهتمام من وزارتي السياحة والآثار.

وقال يوسف بأنه يعمل في مجال السفاري لافتا الى أن هناك أفواجا سياحية تأتي خصيصا لزيارة هذه المنطقة رغم وعورة الوصول اليها فهم يستمتعون بركوب الجمال والسير في الصحراء ساعات حتى يصلوا إلى سرابيط الخادم هذا المكان الذي لا يعرف قيمته الأثرية الكثير من المصريين مطالبا بترميم المنطقة وتطويرها واحيائها لوضعها على الخريطة السياحية بجنوب سيناء.

الشيخ جمعة بركات من اهالي المنطقة طالب بالترويج للمنطقة سياحيا ووضعها على الخريطة السياحية ورصف الطريق المؤدي اليها ورفع القيود على مبيت السياح في المكان وتطويره وذلك لتوفير فرص عمل لسكان المنطقة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً