اعلان

"عمر مكرم": دخولي المستشفى كان سبب علاقتي بأسرة عبد الناصر (حوار)

سويعات قليلة، وتطل الذكرى الـ100 لرحيل الزعيم جمال عبد الناصر، الذي ولد في الخامس عشر من يناير عام 1918، ويعد أحد قادة ثورة الـ23 من يوليو 1952، وتولى السلطة منذ 1956 إلى 1970، وهي آخر لحظات حياته، لتعم حالة من الصدمة في مصر والوطن العربي، على فقدان الزعيم الذي حضر جنازته ما يقرب الـ7 مليون شخص.

التقت "أهل مصر" باللواء متقاعد محمد عمر مكرم الدفعة "53" حربية، الذي ربطته علاقة صداقة قوية بنجل الزعيم الراحل "خالد" لمعرفة حياة "عبدالناصر" الشخصية وكيف كان يعامل المواطنين وأسباب الانتقاد الذي يوجهه البعض إلى الراحل؟.. إلى نص الحوار..

1- كيف كان اللقاء الأول بينك وبين الزعيم الراحل جمال عبدالناصر؟

عندما كنت في سن الخامسة الذي صادف عام 1953، أصيبت بجرح عميق بقدمي أثناء تواجدي بفيلا جدتي "نفسية حسين"، لكن في ذلك التوقيت لم يكن هناك مستشفيات في منطقة مصر الجديدة تسمح بعلاج الجرح، ومن حسن حظي أن والدتي كانت ماهرة في القيادة فأصطحبتني إلى "مظهر عاشور" كبير جراحين الجيش المصري.

لحظة وصولنا المستشفى كانت مغلقة بسبب خضوع الزعيم عبدالناصر إلى عملية الزائدة، لكن في ذلك الوقت كان مقدم أركان حرب، لكن بعد خروج الرائد عبد الحكيم عامر، والاطلاع على حالتي، سمح لنا بالدخول بإذن من "عبدالناصر".

استمر علاجي بالمستشفى شهرًا كاملًا، وقضيت 15 يوميًا في الغرفة المجاورة للمقدم أركان حرب "عبدالناصر"، في ذلك الوقت تعرفنا على بعض، لأنني طفل وهو يحب الأطفال، فكان يطمئن على صحتي من وقتًا لآخر.

2- هل استمرت علاقتك بالزعيم الراحل "عبدالناصر" بعد خروجه من المستشفى؟

شاءت الأقدار أن تستمر العلاقة، بعد أن فوجئت أن أطفال الزعيم الثلاثة "خالد- عبدالحميد- عبدالحكيم" يتلقون تعليمهم من ذات المدرسة التي ادرس بها "مدرسة القومية الخاصة بمصر الجديدة"، لكن "خالد" هو من بدأ معي الدراسة في الصف الأول الابتدائي.

3- هل كانت الزمالة التي جمعت بينك وبين خالد جمال عبدالناصر سببًا في استمرار علاقتك بالزعيم الراحل؟

بالطبع علاقتي أنا والدكتور "خالد" وهو من خريجي جامعة "كامبريدج" البريطانية، لم تقف عند حدود الزمالة، فأصبحنا أصدقاء سريعًا، ووصل الأمر إلى المنافسة على إحراز أعلى الدرجات، لكن العلاقة تطورت بيننا وأصبح يدعوني لحضور حفلات عيد مولده في الثالث عشر من ديسمبر.

4- كيف كانت احتفالية مولد "خالد عبدالناصر" في منزل الزعيم الراحل؟

كانت فيلا الراحل عبدالناصر التي يقع أمامها فيلا للسكرتارية، فور وصولنا إلى الفيلا، يقوم طقم السكرتارية بتفتيش متعلقاتنا والهدايا، وبعد التأكد من سلامتنا يصحطبنا أحد من المتواجد إلى داخل فيلا "عبدالناصر".

في بداية الحديقة يقف الزعيم مرتديًا بذلة وبالجيب منديل على هيئة 3 أهرامات، والسجارة بيده كالعادة، بجانبه زوجته "تحيا كاظم"، وأبنائه الخمسة "خالد- عبدالحكيم- عبدالحميد- هدى- منى"، بعد التحية نتوجه إلى داخل الفيلا التي تقع على أعتابها منضدة كبيرة نضع أعلاها الهدايا التي تحمل اسماء أصحابها.

تبدأ الحفلة التي تضم عشرات من القيادات العسكرية، بجانب أبطال فيلم "رد قلبي" منهم رشدي أباظة وأحمد مظهر وإسماعيل يس، والمخرج فاطين عبد الوهاب، بعد دقائق من بدء الحفل، يتم افتتاح مائدة الطعام التي كانت تضم أنواع متعددة من الحلويات والأطعمة المجهزة في مطبخ فيلا الزعيم.

بعد الانتهاء من الطعام، يأتي دور مشاهدة الأفلام التي تتنوع بين الأفلام العسكرية والكوميديا، وذلك قبل عرضها بالأسواق بما يقرب الشهرين.

في الـ 12 بمنتصف الليل تنتهي الحفلة وتقوم سيارة تابعة للرئاسة يقودها سائق مسلح، وحارس مسلح، يقومون بإيصال كل 4 أطفال في سيارة وتسليمهم إلى والدهم شخصيًا.

5- ما هي الهدايا التي كنت تقدمها لـ"خالد" نجل الزعيم الراحل؟

كان الزعيم قد تولى قيادة البلاد بعد وضع الرئيس الأسبق، محمد نجيب، في المعتقل ووضع تحت التحفظ بفيلا "زينب الوكيل"، تولى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر شئون البلاد، وتولى زمام أمر 4 مناصب "رئيس جمهورية- رئيس وزارء- وزير الحربية- وزير داخلية" للسيطرة على البلاد ومن ثم بدأ في توزيع المهام.

نظرًا لأن والد خالد أصبح رئيسًا للجمهورية، كان يجب شراء الهدايا ذات القيمة المرتفعة، فكانت الهدايا عام 1957 تتدرج أسعارها بين 10- 12 جنيهًا، وهي ساعة ذهب أو بندقية رش أو كاميرا تصوير كوداك أو دبابيس للقميص أو كرافتة، أو مضرب تنس أو بندقية صيد تحت الماء، لكن خالد نجل الرئيس الراحل كان يرد الهدايا التي كنت اقدمها له في عيد مولدي بهدايا أقيم منها.

6- ما هو مواصفات فيلا "عبد الناصر"؟

يحيط الفيلا حديقة كبيرة تضم طاولة تنس، وحمام سباحة ضخم، وجراج سيارات رئيس الجمهورية، والفيلا كانت مقر لقيادات القائد الإنجليزي للجيش المصري وبعد تولي عبد الناصر لرئاسة الجمهورية، استعدى مهندسين من ضمنهم والدي من مجلس قيادة الثورة لتجهيز الفيلا لتكون مقرًا لإقامة "عبدالناصر"، وهو الرئيس الذي عاش في فيلا ملكة الدولة.

تتعدى مساحة الفيلا 600 متر، وتحتوى على دور سفلي "خدم- مطابخ- أوفيس- مخازن"، ودور للملجأ الذري في حالة قيام هجوم مفاجئ على فيلا الرئيس، أما الأدور العلوي الأول "مكتب للرئيس- غرفة للأطفال- غرفة للطعام تتحول إلى سينما- تراس يطل على الحديقة- قاعدة للعب البينج بونج"، والدور الثاني "يضم عدة حمامات وغرف لأبناء الرئيس الـ5- وجناح للرئيس وجناح لزوجته- غرفة للخدم- أوفيس تجهيز الطعام- غرفة للمذاكرة".

أما الدور الثالث فيضم "غرفة الغسيل- غرفة أجهزة المراقبة- التحكم في التكييف المركزي- ترزي ملابس".

وغرفة الزعيم تضم "سرير ومصحف ومصلية وراديو لسماع أغاني (أم كلثوم) ومكتبة مليئة بالكتب العالمية التي تتحدث عن الحرب العالمية الأولى والثانية والحروب بشكل عام والكتب السياسية والعلوم الوطنية".

7- هل شاهدت لحظات مرض الزعيم الراحل؟

لم أشاهد تلك اللحظات لكني علمت كم كان يعاني من المرض "في يوم كنت بذاكر مع خالد في الفيلا وخدني أتفرج على عربية الزعيم المصفحة موديل 63، لما شوفت العربية من جوه كانت مؤمنة من الزجاج ضد الرصاص، وبعد فحص السيارة وصلت لكرسي الزعيم لقيت درج أسفل منه فتحته لقيت عشرات الأدوية (ضغط وحقن الأنسولين وأدوية القلب والمنشطات والرشاش الخاص به سويدي 9 ملي من أقوى الرشاشات في العالم)".

8- لماذا يتم انتقاد عبد الناصر في أغلب الأحيان؟

بسبب نكسة 1967 وحرب اليمن، والزعيم الراحل جمال عبدالناصر كان رجلًا عسكريًا لكن معلوماته العسكرية توقفت عند عام 1955، فكان يتبع النظام الأكاديمي، لكن التكتيك العسكري يخضع للتغيير كل 5 أشهر عالميًا وحاليًا كل شهر، ولذلك دخل الزعيم الراحل عرب اليمن بالدبابات في الوقت الذي كانت تحتاج إلى قوات خاصة، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك قوات كافية، فتم استعمال الأسلحة الثقيلة التي كلفتنا خسائر باهظة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً