بدأ عام 2018 بمحافظة الغربية بتحويل 90 طبيب للتحقيق لتغيبهم عن العمل بمستشفى كفر الزيات العام، ليسجل الإهمال الطبي الذى تعانيه المحافظة أقصى درجاته.
وتلك ليست المرة الأولى التى يهرب فيها الأطباء خلال مواعيد العمل الرسمية، بل يتكرر ذلك المسلسل يوميًا، ومع تكرار تلك الظاهرة بحثت "أهل مصر" عن أسبابها بمستشفيات الغربية.
يقول "أحمد مرعى" طبيب بأحد الوحدات الصحية، إن الطبيب يحتاج فى أول عشر سنوات من حياته أن يذاكر ويجتهد حتى يحصل على التخصص، موضحا أنه لو لم يتقاضى الطبيب راتبا يكفل له معيشة كريمة فلن يستطيع أن يعطى للمجتمع وللعمل، مضيفا: "عندما تخرجنا من كلية الطب وأقسمنا أن نحافظ على الأرواح، لم نكن نعلم أن مهنتنا ستكون سر شقائنا؛ فبعد التخصصات يبدأ عملنا بالوحدات الصحية بالأرياف، فكلًا يشد الرحال إلى منفاه، والذى قد يستغرق الوصول إليه ساعات ووسائل مواصلات غير آدمية تتنوع بين الحمير والتروسيكلات، أو عربية بوكس، ولا بد أن تصل للوحدة أو المستشفى فى الثامنة صباحًا، لتبدأ فى استقبال المرضى الذين لا يأتون فى معظم الأوقات.
وأضاف "مرعى"، أن الوحدات والمستشفيات هى الأخرى غير مجهزة والصيدليات تعانى عجز فى الأدوية وحالة المرضى تدمى القلوب، لا نستطيع المساعدة طالبنا كثيرًا الوزارة بتوفير أدوية ومعدات كى نستطيع أن نمارس مهنتنا بآدمية لكن يبقى الوضع على ما هو عليه.
وتابع "أحمد رؤوف"، طبيب أسنان: "أعمل بوحدة صحية بقرية آبيار على كرسى متهالك، شبه كرسى الحلاق"، متسائلا: كيف أمارس مهنتى وأنا لا أحصل على أقل حقوقى كطبيب؛ فالمنظومة الصحية لها ثلاثة شروط أولها المكان المجهز بالأجهزة، وثانيها الطبيب الذى يؤدى الخدمة، وثالثها نظام العمل، وهو ما لا يتوفر فى مصرنا.
واستطرد "رؤوف": "بعد أول راتب تقاضيته شعرت بصدمة، ومرت أمامي سنوات الطب السبع، وقفت أمام شباك الصرف أقلب وريقات المرتب بين أصابعى حيث لم يتجاوزوا ألف جنيه والكارثة الأكبر هى بدل العدوى؛ فالطبيب الصغير يتقاضى 19 جنيه والطبيب المتمرس 30 جنيه رغم صدور قرار بزيادة بدل العدوى إلا أنه لم يطبق، فلا نجد سبيل لحياة كريمة إلا العمل فى المستشفيات الخاص لعدم استطاعتنا فتح عيادات خاصة".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
