اعلان

قصة فنان أسعد 8000 زائر في جناح الأزهر بمعرض الكتاب: "تعبي يهون قصاد نظرة سعادة" (فيديو وصور)

تتسلل يده برشاقة على ورقة لها ملمس الحرير يغلب عليها اللون الأبيض محاطة بإطار ذهبي يبرز شعار الأزهر في أحد أركانه، حاملة قلمًا خشبيا غني بنقاط الحبر الأسود؛ لرسم لوحة فنية هادئة لا تتعدى مكوناتها عدة حروف، انصاعت لتشكل أَيْقُونَة من الخط العربي.من التاسعة صباحًا تخطو قدم الفنان التشكيلي، خريج كلية التربية الفنية جامعة الأزهر، إسماعيل عبده، ركن تستقر أعلاه لافتة مخطوط عليها حروف سرقت الأعين "الخط العربي"، بجناح الأزهر بمعرض الكتاب، أمام ذلك الركن تتعالى صحيات الشيوخ والشباب والأطفال بأسمائهم، التي تحمل كل منها لهجة مختلفة، بينما يجلس الفنان خلف مكتبه الذي تراصت عليه أدوات الخط العربي، ملتقطًا تلك الأسماء، محولًا إياها من حروف ساكنة إلى سحر يخطف أنظار الزوار.أكثر من 10 ساعات يتوارى فيها "إسماعيل" خلف مكتبه الزجاجي الذي لم يختلف لونه عن الحبر الأسود ذات اللامعة الهادئة، يخط أسماء الوافدين على جناح الأزهر، راسمًا فوق شفتيه إبتسامة تشبه كثيرًا إبتسامة كل من ينتظر خروج اسمه من أسفل ريشة فنان، فيقول لـ"إسماعيل: الحاجة اللى تتصنع بالأيد بتكون ذكرى قوية وسعيدة عن ما تكون صنع آلى".لم يخلو جناح الأزهر الشريف على مدار الـ8 أيام الماضية التي مرت على افتتاح معرض الكتاب، لكن ركن "الخط العربي" اصطف أمامه المئات من راغبي رؤية ألقابهم أيقونة من الرسومات التاريخية، فيكشف "إسماعيل" لـ"أهل مصر" عدد زواره قائلا: "الإقبال على الركن تعدى الـ1000 زائر يوميًا، منهم أطفال كتير".دراسة "إسماعيل" في الأزهر الشريف، جعلته عاشقًا لتلك المؤسسة التي تسعى لترتقى بالإنسانية، فيقول: "أنا ابن الأزهر ولا يمكن أنسى فضله عليا وأنه غير في شخصيتي وفهمني الدين الصحيح كمان أنا خريج كلية الفنون الجميلة جامعة الأزهر".لم يكن الخط العربي هو أول عمل لـ"إسماعيل" مع الأزهر الشريف، فصفحته الشخصية على "فيس بوك" مليئة بالشعارات التي تحمل كل ما يخص الأزهر، بداية من كلمة "الأزهر" إلى "الإمام الأكبر"، فيعلق على تلك اللوحات، قائلًا: "أنا عملت شعار القدس وشعار بيت الزكاة وغيرها من الشعارات الكتير الخاصة بالأزهر الشريف، ودائمًا أقدر الإمام الأكبر، فهو شخصًا غاية في الاحترام والتدين".النقد الذي ذكره البعض عن الأزهر الشريف كان له ردًا عند الخطاط "إسماعيل" فرد قائلًا: "نقد الأزهر ما هو إلا غيرة وحسد لأنه الباقي من الدين الوسطي في العالم الإسلامي كله ولذلك يحاولون هدم الجزء الوسطي أو تشويهه، والأزهر في السنوات الأخيرة دوره معروف في العالم كله وده ظهر من الزيارات اللي تمت بين شيخ الإمام وبابا الفاتيكان وكمان مؤتمرات السلام ومؤتمر نصرة القدس". كلما شعر "إسماعيل" بالآلم في يده التي لا تتهاون لحظة عن رسم أسماء المسلمين المتواجدين بجناح الأزهر، بحثت عينه عن نظرة حب من الأطفال، ولهفة من الكبار، فيقول ويده ترسم اسمًا لصغير تشبثت يده بطرف المكتب، عله يرى كيف يخرج ذلك الفنان اسمًا بذلك الجمال: "لما بشوف الأمل والحب في عيون اللي منتظرين اسمهم بالخط العربي تعبي بيهون.. أتمني منهم نظرة سعادة زي اللي برسمها على وجوههم كل يوم".في السابع والعشرين من يناير الماضي، نشر "إسماعيل عبده" على صفحته الشخصية بـ"فيس بوك" مجموع الأسماء التي دونها على الورق بالخط العربي، فقال: "كتابة حوالي 700 اسم وإدخال الفرحة لقلوبهم شيء ممتع ومرهق في نفس ذات الوقت ولكن كله يهون قصاد الفرحة اللي في العيون".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً