اعلان

متجمعين في المصالح.. مجلس وزراء مصغر يشارك في احتفالية جريدة اقتصادية خاصة

كتب : أهل مصر

ظاهرة غريبة أصبحت حديث الموظفين داخل وزارات المجموعة الاقتصادية، وهي حرص قيادات تلك الوزارات على تلبية رغبات رئيسة تحرير من فئة الـ«vib»، وإعطاء الأوليات لحضور مؤتمراتها ودعواتها، خاصة بعد ظهورها مع كبار رجال الدولة في المؤتمرات الاقتصادية وتفاخرها بأنها سيدة نافذة، لتُفتح طاقة القدر لـ الإعلامية «رئيس التحرير» لمجلة اقتصادية خاصة، وتنهال عليها حملات الإعلانات من حدب وصوب.

فضيحة من العيار الثقيل شهدها آخر «مؤتمرات السبوبة»، الذي نظمته المجلة المحظوظة، كان في تجاهل سحر نصر، وزيرة الاستثمار للمشاركة في افتتاح مؤتمر شركة «سى أى كابيتال»، الذي يحضره 200 من كبار المستثمرين يمثلون 75 مؤسسة عالمية تدير أصولاً بنحو 10 تريليونات دولار، وفضلت «إثبات حضور» لدى صالون رئيسة التحرير، والتي لايرد لها طلب، ولا يرفض لها إعلان.

فضيحة آخرى كانت بطلتها وزيرة الاستثمار أيضًا، حينما حرصت على إصدار بيان رسمي من الوزارة حول تفاصيل مشاركتها في «قمة الأفضل» والتي لا تعود بأي نفع على الاقتصاد المصري، وتجاهلت حتى إصدار بيان مقتصب حول انطلاق مؤتمر «سي أي كابيتال».

الشبهات طالت أيضًا جميع الوزراء الحاضرين، وهم الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، والدكتور هشام عرفات، وزير النقل، وخالد بدوي، وزير قطاع الأعمال العام، وامتدت لتصل محمد فريد، رئيس البورصة.

وانطلاقا من مبدأ «اللي يجاور السعيد يسعد»؛ هرول عدد من وزراء المجموعة الاقتصادية، لإرضاء وتلبية رغبات رئيسة تحرير مجلة اقتصادية، تدّعي أنها مقربة من دائرة متخذي القرار في مصر، بل تدعى أحيانًا أنها مقربة من "الرؤوس الكبيرة".

وزراء المهندس شريف إسماعيل، لم يتركوا دعوة لحضور أي مناسبة في المجلة إلا وكانوا «كامل العدد»، في الوقت المحدد تمامًا، حرصًا على عدم إثارة غضب رئيسه التحرير «الواصلة».

آخر تلك الفعاليات التي حرص وزراء المجموعة الاقتصادية على حضورها، هي حضورهم لفعاليات المؤتمر الذي نظمته المجلة الاقتصادية تحت عنوان «قمة الأفضل» لتكريم ما وصفته بأفضل 100 شركة وأبرز 50 سيدة تأثيرًا خلال 2017 .

- فضيحة نصر

الواقعة الفضيحة التي كشف عنها المؤتمر هي حضور وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى الدكتورة سحر نصر، كأول المدعويين في الوقت الذي تغيبت وتجاهلت حضور افتتاح المؤتمر السنوي الثاني للاستثمار فى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، الذى نظمته شركة «سي أي كابيتال»، بفندق الفورسيزون، الثلاثاء الماضي، بحضور 200 مستثمر من 75 مؤسسة استثمار عالمية وإقليمية كبرى من الولايات المتحدة وأوروبا وجنوب إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط بإجمالي أصول تحت الإدارة بلغت 10 تريليون دولار، وبمشاركة كبرى الشركات المدرجة بالبورصة المصرية والبورصات العربية.

تصرف الوزيرة يستحق التحقيق العاجل في أسباب تغيبها عن حضور مؤتمر بحجم وأهمية «سي أي كابيتال»، في الوقت الذي تفرغت فيه لتحظى باهتمام رئيسة التحرير «المقربة» من السلطة.

فضيحة آخرى كانت بطلتها وزيرة الاستثمار، حينما حرصت على إصدار بيان رسمي من الوزارة حول تفاصيل مشاركتها في «قمة الأفضل» والتي لا تعود بأي نفع على الاقتصاد المصري، وتجاهلت حتى إصدار بيان مقتصب حول انطلاق مؤتمر استثماري في مصر يحضر به مدير أصول تفوق 10 تريلون دولار، كما تغيبت عن افتتاح المؤتمر من الأساس، وهو ما يضع العديد من علامات الاستفهام حول تواجد الوزراء في المؤتمرات الإعلامية، التي عادة ما تكون لـ"الشو الإعلامي فقط" للوزراء من ناحية، وتلميع رجال الأعمال من ناحية أخرى، فضلاً عن تحقيق مكاسب مالية ضخة للإعلامية «صاحبة الليلة» كما يطلق عليها الحاضرون في مثل هذه المؤتمرات.

بيان وزارة الاستثمار حول «قمة الأفضل» احدث ارتباكاً كبيراً داخل اروقة وزارة الاستثمار خاصة وانه تضمنت تلميعاً كبيراً لـ«صاحبة «الكرامة» رئيس التحرير، التى وصوفوها بـ «المستفزة»، خاصة فيما يتعلق بأن «قمة الأفضل» أصبحت منصة نوعية تستهدف تسليط الضوء على شخصيات قيادية جديدة سنويا فى الحكومة وشركات القطاع الخاص على حد وصفها، كما سلطت الضوء على الاحتفال زعموا أنهم سينضمون لـ«منتدى الخمسين»، الذى يمثل التجمع الأبرز للسيدات فى مجتمع الأعمال المصري ، فى إطار خطته للوصول إلى 1000 قيادة بحلول 2021 وهو ، خاصة وأن أغلب المشاركين فى هذا «الكيان الوهمي» من بينهم سيدات من القطاع الحكومي، والشركات العائلية، والإدارات التنفيذية، ورواد الأعمال وأصحاب مبادرات إجتماعية.

ــ رئيس البورصة فى المصيدة

الشبهات لا تقف عند وزيرة الاستثمار فقط، بل تمتد لجميع الوزراء الحاضرين ، وهم الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، والدكتور هشام عرفات وزير النقل، وخالد بدوي وزير قطاع الأعمال العام، لكن امتدت أيضا لمحمد فريد رئيس البورصة، خاصة وأن شارك فى تكريم الشركات بدون أى داع سوى لتلميع «رئيس التحرير» أمام رجال الأعمال حيث يكونون بعد ذلك صيداً سهلاً ثمياً للحصول على حملات اعلانية للمجلة «المحظوظة» التى ترأس تحريرها صاحبة العصمة، وكذلك تسهيل مهمة شركة تتولى رئاستها شقيقتها الاعلامية الصغري، فى أن تكون مستشاراً إعلاميا لشركات رجال الأعمال، حيث انها شركة علاقات عامة تكون أحد أهدافها تغيير الصورة الذهنية لرجال الأعمال.

ــ معايير وهمية

علامة الاستفهام الأكبر تدور حول رئيس البورصة، وكانت فى عدم وجود معايير خاصة لتقييم الشركات، عكس ما تدعى «رئيس التحرير»، والتى تزعم خضوع جميع الشركات المُصنفة لعدد من المعايير المالية والاقتصادية المنضبطة من خلال مجموعة من الخبراء والباحثين المتخصصين، واقتصر التقييم على الشركات المدرجة فى البورصة المصرية، لتوافر البيانات المالية الخاصة بأدائها خلال عام 2017، فى حين أن أغلب الشركات المقيدة بالبورصة لم تفصح عن نتائج أعمالها المجمعة خلال عام 2017، مما يستوجب محاسبة رئيس البورصة ليس فقط بسبب منصبة الحساس كمسئول أول عن سوق المال فى مصر، بل لأنه أحد الحاصلين على شهادة المحلل المالى المعتمد CFA، لكن كما يبدوا أنه حضر بتكليف من سحر نصر صاحبة قرار تعينه رئيساً للبورصة.

وتتوزع الشركات الفائزة فى تصنيف رئيس التحرير «الخصوصي» لهذا العام بين القطاعات الإنتاجية والخدمية المختلفة وخاصة قطاع النقل وقطاع العقارات وقطاع البنوك وقطاع البنية التحتية، بالإضافة للقطاعات الاستهلاكية المختلفة وخاصة القطاع الغذائى وقطاع الأدوية.

الدكتوره هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، بدروها حرصت على حفظ ماء وجهها بالحديث حول بعض مؤشرات الاقتصاد المصرى، فيما رفضت المشاركة فى تكريم الشركات، وفضلت الظهور فقط فى تكريم السيدات، فيما أكدت أن خطة الدولة الاقتصادية سيتم إعلانها مارس المقبل، كما تستهدف تحقيق معدل نمو في الاستثمار الكلي بنسبة ٢٠٪ ، مشيرة إلى تحقيق معدلات نمو خلال الربع الأول من العام المالي ١٧/٢٠١٨ بنسبة ٥.٢٪ وذلك رغم مرور الدولة بمرحلة إصلاح اقتصادي صعبة للغاية خلال الفترة الماضية .

ـــ سر غياب غادة والى

أما الدكتورة غادة والى، فرفضت المشاركة من الأساس وكان غيابها مفاجأة لجميع رجال الأعمال الحاضرين، ودارت بعض الأحاديث الجانبية أن تفهم «والى» لطبيعة مثل تلك المؤتمرات، كانت السبب وراء غيابها خاصة وانها حضرت العاميين الماضيين.

الحديث عن «قمة المصالح» لا يتوقف عن الوزراء والشركات ورجال الأعمال فقط، بل يمتد كذلك إلى ما وصفته «رئيس التحرير» بأن نتائج القمة مؤشرا ايجابياً على «قدرتنا على تنفيذ رؤية مصر 2030»، وكأن «قمة الأفضل» حلت محل مجلس الوزراء والخبراء الإستراتيجيين الذين يشكلون الرؤية الحكومية للسنوات المقبلة «مصر 2030».

في النهاية تطرح قمة الوزراء الإقتصاديين المصغرة في حضرة رئيس التحرير التساؤل حول مصلحة الدولة في تسخير نصف رجال حكومتها للتخديم على مؤتمر من شأنه فقط أن يسهل وصول حملات الإعلانات للجريدة المحظوظة، بصرف النظر عن أية مسميات رنانة تعقد تحت لوائها، وهل حضور الوزراء لمؤتمر الجريدة «فرض عين» ضمن أجندة حكومة المهندس شريف إسماعيل؟.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً