اعلان

سماسرة "اللحم الأبيض" في دمياط.. التجار يحجبون الأسماك عن الأسواق لتصديرها ويخربون مصايد "المنزلة".. مواطنون: "الأسعار نار".. والمحافظة تفشل في حل الأزمة

مابين مطرقة قراصنة الصيد وسندان أباطرة التجار، ضاع حلم أهالي دمياط في الحصول على الأسماك بأسعار معقولة، بعدما أحكمت مافيا التجار قبضتها على السوق حتى وصل الأمر إلى حجب أنواع معينة من الأسماك من الأسواق لرفع أسعارها أو تصديرها.

ويشهد سوق الأسماك بدمياط، مخالفات جسيمة واستغلال نفوذ وفرض سيطرة من قبل التجار، في منطقة غنية بكافة أنواع الأسماك، تحتوى على ثلث أسطول الصيد بالعالم.

اختفاء الأسماك الفاخرة

فجأة اختفت أصناف بعينها من حلقات السمك ومحال التجار، فلم يعد للوقار أو القاروص مكاناً على طاولة بائعى الأسماك، وتسائل الأهالى عن سر اختفاء تلك الأصناف وأين يتم العثور عليها؟!، لكن الأمر ليس بخفى على أحد فالجميع يعلم أنه تمت مصادرة انتاج كافة المزارع وحصيلة الصيادين من هذين النوعيين لصالح التصدير لدول الخارج، حيث أجيال متعاقبة لم تعرف شكل تلك الأصناف الفاخرة.

وجاء الجمبرى لينضم هو الأخر لقائمة الأصناف التى حُرمت منها دمياط ، فلم يتبقى من ذكراه سوى بعض الأصناف فقط التى سمح تجار السمك بتداولها بالأسواق بينما ذهب نوع "الجامبو" وغيره لكبرى الفنادق والمطاعم وكفى، ناهيك طبعاً عن التصدير.

لم يكن هذا كل شئ، بينما تحكم هؤلاء الأباطرة لفترات بعيدة فى تسعيرة الأسماك ورفعها دون ضوابط، ما خلق حالة من السخط لدى الأهالى.

- اتلاف بحيرة المنزلة

اجتمع عدداً من تجار الأسماك على عدم تطوير بحيرة المنزلة، حتى لا يؤثر تطويرها على تضخم ثرواتهم، وما يسببه المشروع من توافر الأسماك وانخفاض أسعارها بالتالي، بدأت التعديات تعود لضفاف البحيرة من جديد، مستغلين غياب الدولة فى فترات من الزمن لتصبح مساحة الصيد الحر المتروكة للصيادين فقط ثلث مساحة البحيرة ، كما أطلق هؤلاء رجالهم لصيد الزريعة مما تسبب فى تجفيف البحيرة ومنع تكاثر تلك الأنواع بشكل طبيعى .

ما شهدته بحيرة المنزلة من إهمال ساهم بشكل كبير فى تضخم سيطرة هؤلاء على السوق لسنوات عدة ، فلم يجد أحد ملجأ سواهم لبيع منتجاته أو شراء ما يريد من احتياجاته.

- تبوير المصايد

أكثر من مليون فدان تم تبويرها لصالح هؤلاء اباطرة تجارة الأسماك في دمياط، الأمر الذى أدى إلى وصول كيلو السمك إلى 100 جنيه وفى بعض الأحيان وصل سعره 150 جنيها لبعض الأصناف.

- محاولات فاشلة

اجتهدت المحافظة بالتنسيق مع وزارة التموين فى توفير أصناف الأسماك بأسعار مخفضة، لكنها لم تكن تلك المحاولات كافية لردع هؤلاء، رغم توزيع أكثر من 5 أطنان سمك بأسعار مخفضة على مستوى دمياط ، ولكن مازال التجار متحكمون فى التسعيرة بمبدأ (إذا كان عاجبك)، ومعها استمرت معانأة المواطن البسيط .

"قناة البط" مشروع الأمل

جاء قرار تطوير مشروع قناة البط بمثابة الفاجعة لهؤلاء الأباطرة الذين سعوا جاهدين فى عدم اتمامه، ويمثل الخطوة الأولى نحو تطوير محور بحيرة المنزلة، الأمر الذى سيزيد من انتاجية الأسماك بقطاع الصيد، يتمنى الكثير أن ينال هذا المشروع من هؤلاء، آملين فى انخفاض أسعار «أكلة الشعب».

- مشروع "غليون" تحدى جديد

عند افتتاح مشروع «غليون» راح الجميع ينتظر انخفاض أسعار الأسماك، إلا أن الواقع جاء خالف الأمنيات، لتزداد أسعار الأسماك بنسبة تجاوزت الـ 30 % ، فأصبح سعر كيلو الشبار 85 جنيها، بينما بلغ سعر الباربونى 50 جنيها، وسجل سمك البورى بـ 45 جنيها للكيلو، ووصل الدنيس إلى 160 جنيا فى بعض المناطق، بسبب التصدير.

ممدوح السعدنى، عامل، قال إنه منذ زمن لم يأكل سمك الوقا، مضيفا «ولادى ماشوفوهوش نهائى بسبب التصدير».

وأضاف محمد سلامة عامل، «أنا عارف إن الدولة بتحاول توقفهم لكن لازم من فرض تسعيرة جبرية على الصنف ده تحديداً كل يوم بيغلى وبيرخص على مزاجهم ومابقناش عارفين نشترى».

وقال محمد داوود، موظف، «أنا بشوف التعديات على المزارع لأنى عند ترعة السلام وبشوف الأعلاف اللى بيأكلوها للسمك لو تابعنا انتاج الناس دي مش هناكل سمك تانى لانهم مش بيتقوا ربنا».

بينما طالب حازم مرجان، موظف ، الدولة بتشديد الرقابة على هؤلاء التجار ، وتحويل انتاج مزارع "غليون" إلى السوق المحلى لاستقرار الأسعار.

وقالت أميرة سالم مهندسة ، «نفسى الدولة تفتح منافذ دائمة، الناس عندها استعداد تشترى من منافذ الدولة بس هيا فين؟».

نقلا عن العد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً