اعلان
اعلان

"سري جداً".. وثائق كتبها القذافي لـ"بلير" تكشف تخلي ليبيا عن برنامجها للأسلحة النووية مقابل 5 مطالب.. و"بلحاج" يقاضي وزير خارجية بريطانيا لاحتجازه ست سنوات

كتب : سها صلاح

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن وثائق تم الكشف عنها مؤخرا توضح تعاون بين المخابرات البريطانية مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والدور الذي لعبه توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق فى تلك العلاقة.

وتظهر الملفات الليبية أن رئيس المخابرات ميري 6 ، السير ريتشارد ديرلوف، طار إلى طرابلس في عام 2004 لمناقشة كيفية شن حملة مشتركة ضد الجهاديين الليبيين المنفيين الذين وصمهم مسؤولو القذافي بـ "هراطقة".

وتظهر الوثائق التي تم اكتشافها في طرابلس في الأسابيع الأخيرة، والتي وصفت بأنها "سرية" للمرة الأولى التي كتبها القذافي إلى بلير في عام 2003، حيث أدرج خمسة مطالب كان يتقدم بها في مقابل تخلي ليبيا عن برنامجها للأسلحة النووية.

وتلقي هذه المادة الضوء الجديد على التعاون السري بين أجهزة المخابرات البريطانية ونظام القذافي في تنظيم عملية اختطاف أعضاء الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وعودة قواتهم قسرا إلى سجون النظام في طرابلس.

يذكر أن المطالب الخمسة مذكورة في رسالة بعث بها رئيس المخابرات القذافي موسى كوسا إلى رئيس مكافحة الإرهاب في مارس 6 مارك ألين في أكتوبر 2003.

وفي تلك الرسالة طلب كوسا من ألين أن "يؤكد من جانبك أنك سترتكب لهذه المطالب وتنفيذها فعليا".

وفي فبراير التالي، ترأس كل من ديرلوف وألين وفدا من MI6 إلى طرابلس، وأظهرت محاضر الاجتماع الليبية أنهما يتفقان على أن المعلومات المتعلقة "بالعناصر الخطيرة" سوف يتقاسمها عملاء المخابرات القذافي.

وبعد ثلاثة أسابيع احتجز زعيم الجماعة الإسلامية، عبد الحكيم بلحاج، وزوجته الحامل في بانكوك و "قدم" إلى طرابلس، وتظهر الوثائق التي اكتشفت خلال الثورة الليبية أن ألين ادعى الفضل في المخابرات التي سمحت للزوجين بأن يكونا موجودين.

واحتجز بلحاج في أحد سجون القذافي لمدة ست سنوات، وقال إنه تعرض للتعذيب بشكل متكرر.

وتظهر الأوراق المكتشفة حديثا أن ضابطا من طراز MI6 توجه إلى طرابلس في غضون أيام من الاختطاف وسأل عن مدى تعاون بلحاج مع التحقيقات. كما قالت لنظيرها الليبي إن لدى وزارة الخارجية البريطانية عددا من الأسئلة التي تريد طرحها على بلحاج.

وقال هذا الضابط أيضا لليبيين عن موقع زعيم الجماعة الإسلامية الثانية سامي السعدي الذي اختطف أيضا و "قدم" إلى طرابلس في وقت لاحق من ذلك الشهر، مع زوجته وأطفاله الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 عاما.

ولم يتنازع محامو الحكومة بعد على صحة الوثائق الجديدة على الرغم من أنهم قد خدموها قبل عدة أسابيع.

استقر السعدي في ادعاءه ضد الحكومة البريطانية في عام 2012 بعد تلقي 2.2 مليون جنيه استرليني في تسوية خارج المحكمة.

فيما قاضى بلحاج وزوجته الآن ألين، MI6 وجاك سترو، الذي كان وزيرا للخارجية في ذلك الوقت، واستمعت المحكمة العليا إلى أن القضية لن يحتمل ان تجرى محاكمة كاملة قبل العام القادم.

وقال محامي بلحاج، كوري كريدر من جمعية خيرية ريبريف الخيرية القانونية: "لدينا أدلة جديدة تثير تساؤلات حول كم لا يعرف 10 من خطة لاختطاف موكلي. هل طلب القذافي من بلير مساعدته في استهداف المنشقين؟ لماذا لم ترسل (10) مبعوثا للقاء الجواسيس الليبيين قبل أسابيع من الاختطاف؟ ماذا حدث حقا في عرض مجموعة ديرلوف للقذافي؟ تعال محاكمة، تفلون توني، جاك سترو، وغيرها في قلب الحكومة قد تجد نفسها في بقعة لزجة جدا، ويحاول محامو بلحاج أيضا الطعن في قرار النيابة بعدم توجيه اتهامات جنائية ضد ألن.

في جلسة منفصلة في الأسبوع الماضي كجزء من هذا التحدي، برزت أن المشورة القانونية السرية المقدمة إلى وزارة الخارجية حول شرعية التسليم يتم حجبها عن بلحاج ومحاميه على الرغم من أن الوثائق تم تقاسمها بالفعل مع الشرطة والمدعين العامين والنواب و وهو تحقيق يقوده القاضي.

وأطلق سراح شاهد من تشاناكا ويكرمسينغه، وهو مستشار قانوني في وزارة الخارجية، في جلسة استماع مؤقتة في قضية تتحدى قرار دائرة الادعاء العام بعدم مقاضاة أي شخص عن اختطاف بلحاج وأسرته في عام 2004 في الشرق الأقصى وإزالتهما قسرا إلى ليبيا.

وقال بيان ويكرماسينغه ان "معظم الوثائق حساسة بطبيعتها" مؤكدا انهم قد عرضوا ايضا على سترو، وقال ويكرماسينجه أن الغرض من ذلك هو المساعدة فى تحقيقات الشرطة وكى بى اس ولكن بعض المواد ذهبت ايضا الى تحقيق جيبسون فى تورط المملكة المتحدة فى التسليم والتعذيب ولجنة المخابرات والامن التابعة لمجلس العموم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً