اعلان

الأسد والفيل والخنزير.. حيوانات استخدمها قادة الحروب لإرهاب العدو

تسخير الحيوانات للخدمة والمنفعة هي ضمن الأمور التي دأب عليها الإنسان منذ بدء الخليقة وحتى الآن، بغرض البقاء والحفاظ على النوع واستمرار الحياة على الأرض.

وبظهور الحروب بدأ القادة والعسكريين في سلوك مسلك مختلف في استخدام الحيوانات، وهو الاستعانة بها في الحروب كمعين وعنصر ارهاب الاعداء بحسب قوة وضخامة الحيوان المستخدم، ومن هنا ظهرت حيوانات جديدة على ساحة تسخير الانسان لمن يخدم احتياجاته اكثر.

-الحصان

الحصان هو ذلك الحيوان التقليدي الذي رافق الإنسان في معاركه على مر التاريخ، فقد تم استخدام حيوانات أخرى كان لها الفضل في عدة انتصارات، وربما كان ضمن اسباب فوز فريق على آخر في معرك عديدة تميزت فيها الخيول بالقوة ووسائل الحماية المتعددة في الحروب.

-الفيل

يعد أضخم الحيوانات على الإطلاق، لجأ الانسان إلى استخدامه في الحروب ليضمن ارهاب الاعداء والانتصار، كما أن الفيل يتمتع بقوة بنيان هائلة تمكنه من سحق من يعاديه، كما أن قتلها صعب لسماكة الجلد وساتخدام الخراطيم كيد قوية ضد الاعداء.

ويُعتبر الآسيويون والهنود تحديدًا، أول من روّض الفيلة في التاريخ، وانحصر استخدامها الحربي في آسيا لقرون، قبل أن ينتقل إلى الجيوش الأوروبية، ونذكر قصة الملك الإغريقي الإسكندر الأكبر عندما قرر غزو بلاد الفرس، إذ تم التصدي لجيشه بخمسة عشر فيلًا، ورغم أنه لم ينهزم في المعركة إلا أن تلك الفيلة كانت قادرة على إرباك جنوده وخيولهم تمامًا، وهو الأمر الذي أثار إعجاب الملك فاستولى على تلك الفيلة، قبل أن يقوم بضم أعداد كبيرة منها لاحقًا إلى جيشه.

ولعل أشهر الحروب التي شاركت فيها الفيلة كانت الحروب البونيقية التي دارت بين روما وقرطاج، وامتدت من سنة 264 قبل الميلاد إلى سنة 146 قبل الميلاد حيث قاد هانيبال، في واقعة شهيرة، جيشًا يتكون من مائة ألف جندي، و37 أو 38 فيلًا مدربًا على القتال، عبر جبال الألب لمهاجمة الرومان، وعلى الرغم من أن عددًا كبيرًا من الفيلة لم يتمكن من مقاومة البرد القاسي وفارق الحياة، إلا أن مهمة الجيش تمت بنجاح.

وبتطور الأساليب والأسلحة الحربية، ومع ظهور نقاط ضعف متعددة للفيلة، تم التخلي عن استعمالها لأغراض القتال شيئًا فشيئًا، وتم الاكتفاء باستخدامها لحمل الأسلحة الثقيلة في المناطق الوعرة، ومع دخولها ضمن قائمة الأنواع المهددة بالانقراض، تم توقيف الاستعمال الحربي لها من قبل جهات تختص بحماية الحيوان وبقاء سلالته ايضا على الأرض.

-الأسود

ربما يكون ترويض الحيوانات المفترسة مختلفا عن الحيوانات التي يمكن ترويضها ومعايشتها اليومية للبشر بشكل عام، وان كانت الأسود ضمن الحيوانات المفترسة، ولكن استطاع بعض العسكريين والملوك ترويضها واستخدامها في الحروب والمواقع التي تميزت بالقوة، وكان لها حضورا في الحروب القديمة تحت قيادة بعض ملوك الرومان والفرس وايضا الدولة البيزنطية.

-الخنازير

استخدم الانسان في العصور القديمة شحوم الخنازير واستعملها في المعارك لكونها مادة شديدة الاشتعال، وقد استُعملت الخنازير الحية أيضًا، لكن ليس في أغراض القتال، وإنما من أجل إرهاب الفيلة التي كانت مصدر قوة جيوش وسبب انتصارها، واعتبرت الجيوش أن الخنازير غير مكلفة في ظل احتياج تدريب وتربية الفيل الواحد لثروة ايام الحروب، كما أنها ترهب الفيل برغم صغر حجمها.

ويقوم الجنود بطلاء الخنازير بمواد شديدة الاشتعال ثم يُضرمون النار في أجسادها لتقوم الحيوانات المسكينة بالجري في اتجاه الفيلة التي تُصاب بالذعر فترتبك وتهرب، فيكون الاستحواذ على هذه الفيلة سهل في ظل هذا الارتباك.

أما أهم الوقائع التاريخية التي استخدمت فيها هذه الطريقة فكان منها من واقعة غزو الامبراطور بيروس الأول لروما في القرن الثالث قبل الميلاد بجيش ضم عددًا كبيرًا من الفيلة وجدت في انتظارها عددًا كبيرًا من الخنازير المشتعلة.

وفي واقعة غزو قائد الجيش التركي المنغولي تيمور لانج لمدينة دلهي الهندية في سنة 1398، أضرم الجيش النار في الخنازير الحية لنفس السبب.

-الخِراف

تم استخدام الخِراف في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وعلى عكس أغلب الحيوانات التي تم ذكرها، كان استعمالهم يتم بهدف الحفاظ على حياة الإنسان وليس قتله، وفي سبيل هذا الهدف تمت التضحية بمئات الخِراف.

كانت مهمة الكباش وقتها تتمثل تحديدًا في جعل طرق الجنود آمنة من الألغام، حيث كان يتم نقل العشرات من هذه الحيوانات إلى المناطق الملغومة، وتركها تمشي في هذه المناطق لتنفجر فيها تلك الألغام، وتفقد مفعولها، ويزول الخطر الذي تشكّله على حياة الجنود فيكملون طريقهم بأمان.

-الكلاب

المعروف أن الكلاب أصدقاء أوفياء للإنسان، إلا أن هذا الأخير لم يكن دائم الوفاء لهم، وقد استخدمها بطرق محزنة جدًا، نتحدث هنا عن الحرب العالمية الثانية، حين قام الجيش الروسي بتجويع الكلاب لأيام ثم وضع طعامها أسفل الدبابات، وكانت هذه العملية مجرد تمهيد للمرحلة التالية من الخطة، التي تقتضي أن يقوم الجيش بتجويع الكلاب، ثم يركّب قنابل موقوتة على ظهرها، ويوجهها نحو الدبابات الألمانية وهي تتوقّع وجود الطعام أسفلها، كما حدث سابقا، وهكذا بعد ثوان من وصولها إلى الدبابة تنفجر القنبلة الموضوعة على ظهرها.

وعلى الرغم من نجاح هذه العملية في تفجير أكثر من 300 دبابة ألمانية، فقد تم التخلي عنها، ليس رحمةً بالكلاب، وإنما بسبب الخسارات التي تكبدها الجيش الروسي بعد أن كان عدد كبير من الكلاب يتجه نحو الدبابات الروسية التي يعرفها سابقا ويأنس بها والقائمين عليها بدلًا من التوجه إلى دبابات العدو الألماني، وهو الأمر الذي جعل الجيش يعدل عن استخدام الكلاب وتجويعها في الحرب، وبدأ استخدامهم بشكل مختلف لخدمة الحرب ايضا والجنود.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً