اعلان

أزمة تلوث النيل بالإسكندرية تفضح المسؤولين.. تسمم المواطنين يحرج "نواب الميه".. والمحافظ يعتذر (صور)

"إن كنت لا تدرى فتلك مصيبة.. وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم".. تلك المقولة هي لسان حال الشعب السكندرى، جراء الأزمة القائمة فى مياه الشرب بالإسكندرية، وهكذا وصف نشطاء الإسكندرية مسؤولي المحافظة وكذلك بعض نواب الإسكندرية، الذين أخفوا حقيقة تلوث المياه، وأنكروا وجود حالات تسمم من جراء شرب المياه الملوثة.

ووجه بعض أبناء الشعب السكندرى تلك الكلمات إلى المسؤولين والنواب مؤكدين أنهم فى كافة الحالات أخطأوا فى حق الشعب السكندري.

حيث أخفى مسؤولى شركة مياه الشرب بالإسكندرية حقيقة تلوث المياه فى المدينة، وبدأوا فى تكذيب كل ما أثير حول المياه من وجود تلوث وإصابة عدد من الحالات بالتسمم، وأصدروا بيانا رسميا بأن المياه آمنة ولا توجد أى تلوث فيها وكل ما يتردد هو شائعات لا أصل لها، بل وازداد الأمر إلى ظهور بعض المسؤولين وأصدروا بيانا بـ"الصوت والصورة" الهدف منه القضاء على الشائعات، الأمر الذى أكد بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يوجد أي تلوث فى المياه ولا يوجد أى إصابات نهائيا.

-فضيحة المحافظ

الأمر الذى دفع العديد من المواطنين بالتغلب على ظنونهم وتناول مياه الشرب بلا أدنى قلق لما يولونه من ثقة للمسؤولين فى الإسكندرية، لتأتي الطامة الكبري وهي إصابة عدد من المواطنين بحالة تسمم عقب تناولهم المياه، وتوجيه اتهامات لمحافظ الإسكندرية والمسؤولين بالمحافظة بالتسبب فيما حدث لهم.

-ظهور "نواب الميه"

على الجانب الآخر سرعان ما ظهر خلال الأزمة "نواب الميه" حيث ظهر بعض النواب بالمحافظة وهم يتناولون المياه ووثقوا تلك اللحظات بالفيديو والصور، ليبثوا الثقة والأمن فى نفوس السكندريين بعدما انتشرت أنباء عن تسمم بعض الحالات من جراء تناول المياه.

الأمر الذي عرّض هؤلاء النواب لهجوم حاد من قِبل المواطنين خاصة عقب ظهور حالات تسمم، مما وضعهم في موقف محرج أدي لامتناع بعضهم عن التحدث مجددا أو الخوض في تلك المشكلة.

-ضحايا التصريحات الكاذبة

عالم آخر يعيشه مسؤولي الثغر بعيدا كل البعد عن الحقيقة الكارثية ومعاناة المواطن الذي قد يصاب بالأمراض الخطيرة التي قد تودي بحياته جراء تصريحات خرجت دون النظر إلى العواقب الوخيمة التي قد تترتب علي تلك التصريحات، حيث يعيش المواطن في واقع حيث يوجد تغير في لون مياه الشرب التى تنزل من صنبور المياه الخاص بمنزله، وامتلائها بالشوائب والتعكر، فضلا عن رائحتها الكريهة، مما يتنافى تماما مع تصريحات المسؤولين وتأكيدات نواب الميه".

فيما اجتاحت مقاطع الفيديو وصور تلوث المياه وتعكرها تماما مواقع التواصل الاجتماعي لفضح تصريحات المسؤولين وردا على ادعاءاتهم، وما زاد من الأمر سوءا وأدى لانقلاب الموازين ظهور بعض الحالات التى تتلقى العلاج من جراء تسمم المياه، وثبت يقينا بما لا يدع مجالا للشك بأن المياه فى الإسكندرية ملوثة، ولا يجوز الشرب منها فى ذلك الوقت حتى يتم تحسينها وتنقيتها.

حيث استقبلت المستشفى الرئيسى الجامعى عدد من المصابين بالتسمم عقب تناولهم المياه ومن بينهم أطفال لم يتجاوزوا الثلاث سنوات، وذلك بعدة مناطق مختلفة بالمحافظة، وهم: "مصطفى عبد القادر محمد" من منطقة محرم بك، و"مريم محمد جابر محمد" من منطقة الحضرة، وفهد أحمد خميس من منطقة الرأس السوداء، و"عمر عاطف فوزى" مقيم منطقة المطار، وأنس نادر سعيد محمود، مقيم منطقة أبو يوسف مصابين بالآم البطن "ادعاء تسمم غذائى"، حيث أكدوا أنهم شعروا بالآم البطن عقب تناولهم مياه الشرب بمنزلهم واتهموا المسؤولى بالمحافظة بالتسبب في إصابتهم.

-الهروب من الأزمة

إخفاء الحقائق جريمة تستحق العقاب، ترتب عليها أزمات أخرى غير التى نشأت من الأزمة نفسها وهى تلوث المياه، فكان واجبا على كل مسؤول أن يظهر الحقيقة بكل ثقة ويدعوا المواطنين للتعاون للقضاء على تلك الأزمة، وكذلك عمل الاحتياطات الواجبة لحماية المواطنين من الإصابة بالتسمم أو أى أضرار تنتج عن المياه فى ذلك الوقت.

ودعت الحقيقة محافظ الإسكندرية الدكتور محمد سلطان، إلي تقديم اعتذارًا من خلال مداخلة هاتفية عبر وسائل الإعلام لمواطني المحافظة عن تلوث مياه الشرب خلال الساعات الأخيرة، مشيرًا إلى عاملين تسببا في تلوث المياه قبل 48 ساعة، وأنه تم إعادة الأمور إلى نصابها في معظم المناطق حاليًا.

وأوضح المحافظ، أن أحد الخطوط الرئيسية تعرضت لكسر مفاجئ، ما تسبب في تسرب مياه غير نقية للشبكة، فضلًا عن انخفاض منسوب المياه في ترعة المحمودية، هو الأمر الذي تسبب بدوره في دخول مواد عضوية للشبكة، موضحا أن ترعة المحمودية هي آخر المصب وأي تلوث في مجرى المياه يذهب مباشرة إلى المحطة الخاصة بمحافظة الإسكندرية، لافتًا إلى تنسيق المحافظة مع وزارة الري لرفع منسوب المياه في الترعة ومعالجة الأمر بصورة عاجلة.

وأكد أن الوضع صار أفضل مما كان عليه خلال اليومين الماضيين الذين شهدا تلوث المياه، موضحًا أنه يتابع الشكاوى التي ترد لشركة المياه والمناطق التي ترد منها للتعرف على الوضع الحالي والمناطق التي ما زالت تعاني، وتابع: "لا ننكر وجود مشكلة، والمياه كانت غامقة ولكن الأمور أفضل حاليًا وسنتفقد غدًا المحطة مع فريق عمل من الشركة وسنتابع تحاليل المياه"، مطمئنًا الأهالي بأن المياه صارت أفضل، وطالبهم بالشكوى إذا حدثت مشكلة.

-فقدان الثقة في المسؤولين

محمد ناصف، أحد أهالي الإسكندرية، يقول إن المسؤول الذى ينكر ويخفى الحقيقة يفقد الثقة فيما بعد، ولا يلتفت أحد من المواطنين إلى تصريحاته أو وعوده، لأنه ببساطة فقد ثقتهم به، وكذلك النواب الذين حصلوا على أصوات المواطنين لدخولهم مجلس النواب، مضيفا أنه لولا أصوات هؤلاء المواطنين وبفضل ثقتهم لهؤلاء النواب لما تمكنوا من دخول البرلمان، وما ظهروا على الصفحات والشاشات والصحف والمجلات، وملكوا القرار واجتمعوا مع المسؤولين فى الدولة، ولكن واجهوا تلك الثقة التى حصلوا عليها، بالتعتيم على الحقائق وإخفائها والاشتراك فى توثيق تصريحات المسؤولين غير الصادقة.

وتسائل ناصف، كيف لهؤلاء المسؤولين والنواب الذين ظهروا أمام المواطنين وأكدوا أن المياه صالحة نظيفة وآمنة أن يستمروا فى مناصبهم أو يواجهوا المواطنين مرة ثانية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
كل يوم تسريب.. هل انتصر شاومينج على خطط "التعليم" لتأمين الامتحانات؟