اعلان

في حوار خاص مع "أهل مصر".. خبير الاستشعارعن بعد من كالفورنيا: كنت مسؤولاً عن تأمين اتصالات الرئيس السادات..والاقتصاد المصري على الطريق الصحيح بعد إلغاء الدعم "العبثي"

كتب : سها صلاح

المهندس علاء الدين سيد هو عالم و خبير مصري في مجال صناعات الفضاء واجهزة الاستشعار عن بعد وصاحب ثلاث اختراعات مسجله باسمه في هذا المجال ومجال الألكترونيات في الولايات المتحده الامريكيه، وكان لنا معه حواراً من كاليفورنيا من خلال مصدرنا في امريكا "حاتم الجمسي".حصل المهندس علاء الدين سيد علي بكالوريوس هندسه الكترونيه في جامعه القاهره عام 1973 ثم ماجستير اداره اعمال في جامعه JFK اُوريندا بولاية كاليفورنيا عام 1993 واصبح خبيرًا معتمداً في عدد من التخصصات منها البرمجيات و الفيزياء و الإدارة وسيجما 6.كانت أول وظيفه يحصل عليها المهندس علاء الدين سيد في مصر هى مهندس اتصالات في قصر عابدين في عهد الرئيس السادات حيث كان أول مدنى يحصل على هذه الوظيفة و رافق الرئيس السادات فی کثیر من تنقلاله حيث كان مسؤولا عن تأمين الخطوط الساخنه لاتصال الرئيس السادات بالملوك والرؤساء العرب و كذلك بالبيت الابيض.هاجر علاء الدين سيد الى الولايات المتحده في العام 1983 وعمل مهندساً في الصناعات الفضائية مع شركه لوكهيد ثم انتقل للعمل لدى شركة رايثيون حيث اصبح كبير التقنين في الاستشعار عن بعد، وتعد شركة رايثيون واحدة من أعرق و أكبر شركات صناعة الأسلحة الدفاعية والصواريخ الموجهة في العالم.* کیف كانت بداية عملك في هذا المجال؟

بدأت عملي في الولايات المتحدة في مجال الاتصالات مع شركة أمريكية كنت أعمل معها في العراق وقد أصر صاحب الشركة بعد أن أعجب بأدائي أن ينقلني للفرع الرئيسي في منطقة وادي السيليكون وهي تعتبر المنطقة الرائدة في العالم لكل الصناعات الألكترونية وبالتالي لم أستطع مقاومة العرض خاصة أن العرض لم يكن للهجرة وإنما لعمليات التصميم لمشاريع في الشرق الأوسط.جئت إلى أمريكا وأنا في شوق لتعلم ذلك العلم الأسود الذي كان يقال لنا في بلادنا أنه محرم علينا حتى نظل متخلفين وتظل هذه البلاد متقدمة علينا لتنهبنا وتحتلنا.كنت أتوقع أن ألاقي صعوبات في العمل على أساس أنني قادم من دولة متخلفة ولكن وجدت أن الدراسة التي حصلنا عليها والخبرة التي نلتها في المحروسة كانت على مستوى ليس فقط عال بل يفوق كثيراً الكثير من الأمريكيين الذين عملت معهم.ومن حسن حظي تعرفت على أحد الأخوة المصريين وهو رجل فاضل وعالم متخصص في مجال التصوير الحراري الذي يعتبر من مكونات الاستشعار عن بعد وعرض علي أن أعمل في الشركة التي يعمل بها وكان المنصب أقل كثيراً من منصبي في الشركة التي كنت أعمل فيها والمرتب أقل كثيراً.ونظراً لكوني وجدتها فرصة كي أتعلم هذا العلم الحرام قبلت العرض بدون أي تردد وكان من هنا مدخلي لهذا المجال، وكان كل أملي أن أتعلم ما هو محرم علينا كدول متخلفة.* الاستشعار عن بعد هو من اهم التقنية المستخدمة حاليا في صناعة الأسلحة وفي مجال استكشاف الفضاء،هل استخدام هذه التقنية في مجال التسليح یمکن أن يكون له دور فعال في الحروب الحديثة؟ هو بالتأكيد نتيجة لأبحاث في الصناعات العسكرية وهو مكون رئيسي والأهم في أي تسليح حديث وخاصة في الوقت الحالي الذي تكثر فيه حروب الشوارع والمدن وحروب العصابات والإرهاب.وفي حرب فييتنام كان النهج مشابهاً وكثرت عمليات ضرب المدن واشتد السخط العالمي والمحلي لعمليات قصف المدنيين والزيادة في قتلاهم فاتجهت قيادات الجيش لتبني العمليات الجراحية في القتال وطلبت من مصانع السلاح تنمية قدراتها في تقنية الاستشعار عن بعد.*هل أصبح وصول أول انسان لکوکب المريخ مجرد مسألة وقت؟

الكلام أننا يمكننا أن نستعمر المريخ وأننا نستطيع أن نخلق له دورة مائية ونستعيد له الأكسجين والجو الملائم مثل كوكب الأرض في خلال مائة عام وبالتالي تقل تكاليف الحياة هناك ويمكن استعماره.لعل أكثر الاجتهادات التي حازت على إعجابي هي أننا يمكننا أن نجهز أحد النيازك التي تدور حول الأرض بإرسال شحنات من المواد اللازمة لإقامة مستعمرة على هذا النيزك وسوف نختار هذا النيزك بحيث يكون في حجم مناسب مثل ملعب كرة مثلا وبعد تجهيزه واستعمار هذا النيزك يمكننا أن ندفعه بسهولة في مسار في اتجاه المريخ حيث يدخل مداره ويظل يدور حوله وكل هذا يحتاج كمية ضئيلة جدا من الوقود ويتم انزال البضائع والمستعمرين من المدار إلى المريخ بمنتهى السهولة والسلاسة ولعل صواريخ شركة سبيس أكس الأخيرة قفزة نوعية في اتجاه مثل تلك الرحلة.*نترك المريخ و نعود لکوکب الأرض وبالتحديد إلى مصر..هل تسير بلادنا في الطريق الصحيح لتصبح دولة عصرية مستقرة سیاسیا واقتصاديا؟بالتأكيد بدأت مصر أول الطريق وهو طويل جداً ولا يقطعه إلا الأمم ذات البأس والمصريون الحقيقيون معروفون بالبأس الشديد وهذا حديث آخر.*ما هي -برأيك- الخطوات او الاجراءات التي تمت في مصر و تجعلك مقتنعا اننا نسير على الطريق الصحيح؟

من ضمن علامات الطريق الصحيح بالنسبة لي هي في الآتي:1. رفع الدعم العبثي الذي دمر الاقتصاد وزاد من التواكل والتقاعس والفساد الذي نعاني منه بل وخلق طبقات اقتصادية طفيلية ورأسمالية مستغلة وخائنة استطاعت أن تبتز الدولة وتضاعف ثرواتها على حساب الغلابة وباسمهم.2. التواصل بين القيادة والشعب في صورة المؤتمرات التي يحرص على إقامتها رئيس الدولة ويحرص فيها على ان يشرح للشعب المشاكل وتوجهاته. لقد كان ناصر والسادات حريصين أشد الحرص على التخاطب والتواصل مع الشعب على الأقل مرة كل شهر وهذا أساسي بل موضوع حتمي. وما كانت النكات والقفشات التي تنتشر بين الشعب تعليقاً على خطب ناصر والسادات إلا دليلاً حقيقياً على نجاح التواصل ووصول الرسالة. ولذلك استطاعوا أن يحشدوا جماهير مؤيدة لهم ساعدتهم على تنفيذ اتجاهاتهم. للأسف الشديد لم يولِ مبارك هذا الموضوع أي أهمية وبالتالي تشتت الشعب إلى فرق وطوائف ووقع الشعب في فوضى الفراغ وسقط فريسة لمن ملأ أذنه بحكاوى الشاطر حسن وستنا أم الغول وأساطير الأولين.3. حرص الرئيس على أن يلقي على الشعب المسئولية كاملة وبوضوح صادم حتى يستفيق الناس من المخدرات الفكرية والمعلبات الفارغة.لقد أفاق الشعب ليتضح له بدون أي شك أنه هو المسئول عن النهضة وهو من سيدفع الثمن ولا أجد أقوى ولا أكثر فاعلية من حشد مثل تلك القوة الجبارة لتحقيق النهضة بدلاً من الفرارجي صاحب طائر النهضة الذي لم يكن هو نفسه مقتنعاً بها فاستفاض يصف لنفسه قبل الشعب أنه طائر له جناحين ومؤخرة وخلافه من الهطل والهزل ودجل الطائفة المشعوذة.4. تعويم العملة وأتمنى أن يستمر سعر الجنيه المصري كما هو -أو حتى ينخفض- حتى تستطيع الدولة أن تقلب الميزان التجاري لتكون الصادرات أعلى من الواردات وتكون مصر هي صين الشرق الأوسط وهي حقيقة مؤهلة لذلك.5. التركيز على البنية التحتية والمشاريع الاستراتيجية هو بدون شك يؤهل الدولة لتناول مشاريع ضخمة ويشجع رأس المال على الاستثمار.6. واضح أن الاتجاه الذي تسلكه الدولة هو في نظام اقتصادي مشابه للنظام الصيني بحيث يلعب الجيش دور المقاول العام ويدير المقاولين المنفذين طبقاً لقواعد تضمن سلامة المشاريع وكفاءة التكاليف. وهنا ينتهي عصر من أطلقوا على أنفسهم "رجال أعمال" زوراً وبهتاناً وبالتالي ينتهي عصر الفساد والطبقات المحظية.7. جميع المؤشرات الاقتصادية -وهذا من التقارير الدولية- تضع مصر من ضمن أكبر ثلاثين إقتصاد عالمي حوالي سنة 2050. *يبدو انك متفائل بمستقبل مصر الاقتصادى؟

باختصار أنا متفائل جداً مع التأكيد أن المشوار طويل وشاق وهذا هو مشوار كل الشعوب القوية ذات الحضارات فمصر ليست دولة موز ولا هي دولة زفت و سولار.*اين تقف مصر في مجال امتلاك الأسلحة المتطورة والحديثة مقارنة بالقوى الاقليمية الآخرى؟

مصر عندها قاعدة عريضة وقوية لتصنيع الأسلحة المتطورة والحديثة فمصر تملك الثروة البشرية والعقول القادرة والمعامل المتقدمة والمصانع الواعدة بل وفيها من الورش الصغيرة ما يعطي البلاد القاعدة السليمة لمثل تلك الصناعة، يجب ألا ننسى أن مصر فيها مؤسسات بحث علمي وعسكري على أعلى المستويات.أما قدرتها على أن تتنافس مع القوى العالمية والإقليمية ففي رأيي أن الأساس موجود ولكن القرار السياسي مازال غير موجود، فبمجرد توفر النية السياسية سيتحدد الهدف وتتوفر المادة المالية والإدارة المركزية والموجهة، ولابد أن تعطي مصر كل الإشارات الواجبة لاستعدادها في التعاون الدولي في هذا المجال حتى تستطيع أن تصدر ما تنتجه من معدات لأن التصدير لابد منه حتى لا تكون الصناعة عبئا على اقتصاد البلاد.لابد أن نبتعد عن الأحجام الثقيلة والأخبار الكبيرة مثل صناعة الطائرات والدبابات والغواصات، فهذه صناعات تحتاج للمال الوفير والوقت الطويل وهي في طريقها للانكماش أو لانخفاض حجم الاحتياج لها بفضل دخول معدات أخرى أصغر حجماً وأشد فتكاً وكذلك أسلحة مضادة تحد من فاعليتها هذا غير أن مثل تلك المنصات الكبيرة تفقد قدراتها القتالية وتصير حملاً ثقيلاً بدون المعدات المساعدة في الملاحة والقتال وبالتالي تصير لا قيمة لها تقريباً.وعليه فلابد أن يكون المدخل في معدات ليست استراتيجية بقدر أن تكون معدات أساسية في الملاحة مثلاً أو التوجيه أو الاستشعار عن بعد أو المفرقعات بحيث تكون تلك المعدات المصرية ذات قدرة تنافسية في الأداء والكلفة لتستخدم في أسلحة استراتيجية لدول عظمى ودول أخرى.مثلاً إسرائيل عندها صناعات لمعدات تجهيز لطائرات أمريكية في الملاحة والتوجيه وأصبحت المنافس الأول في تجهيز تلك الطائرات بمثل تلك المعدات. وهناك أبحاث في المتفجرات لصناعة قنابل متناهية الصغر بقدرات تدميرية فائقة فليس الغرض من السلاح تدمير كامل للمعدة بقدر ما هو خروجها من ميدان القتال بأسرع ما يمكن. وبالتالي فصناعة الطائرات والدبابات وخلافه من المعدات الثقيلة أو الاستراتيجية هي صناعات مكلفة جدا وذات منحنى تعليمي طويل المدى وفي النهاية الطائرة أو الدبابة لا قيمة لها بدون معدات التوجيه والقتال والاستشعار وخلافه من القدرات القتالية التي بدونها تصير تلك المركبات كما البطة العارجة تنتظر الصياد. فلابد أن تحدد للبلد وضعاً تنافسياً فريداً يمكنك من السيطرة على سلاح معين أو قدرات عسكرية بعينها.ويمكنني أن أستثني من ذلك صناعات الصواريخ والطائرات بدون طيار فكلاهما صار لهما توظيف أوسع هذه الأيام والدخول فيها وصناعتها ليست مكلفة مثل الدبابات والطائرات والسفن بل أن مصر بها الآن البنية الأساسية والخبرة في هذا المجال.ويمكن الدخول في تلك الصناعة بمنتهى السهولة بالبدء في تربية جيل من المصممين لدوائر الرقائق الالكترونية إلى بناء مصنع للرقائق والعجيب أن مصر تملك أهم المواد الخام اللازمة لتلك الصناعة ونبيعها بتراب الفلوس لتعود لنا بدون مبالغة بأسعار لا تقل عن 100 ألف ضعف الثمن الزهيد الذي نأخذه. ولعل أهم تلك المواد هو درجة النقاء العالية المتوفرة في رمال الصحارى المصرية. ومثل تلك الصناعة أساسية ومحورية واستراتيجية وحيوية لعشرات السنين القادمة كما كانت لعشرات السنين الماضية كما هي بنية أساسية للصناعة على الإطلاق سواء كانت عسكرية أو مدنية.*أخيراً ما الشيء الذي تراه في الولايات المتحدة وتتمنى ان تراه مطبقا في مصر؟

1. علم الإدارة:بدون شك يتعلم الأمريكيون الادارة من سن صغير جدا ولعل أهم ما ينتج عن هذا التعليم أننا جميعا تولينا مناصب إدارية في سن صغيرة ولما كبرنا صرنا مستشارين ومدربين وملاحظين للشباب في إدارتهم لشئون العمل ولا يضير أي منا أن يلتزم بما يطلبه هذا المدير الشاب بخصوص العمل ولا ينقص من قدرنا أي شيء أن ننصاع للخطة التي ينفذها هذا الشاب. وهنا أذكر واقعة لعلها معبرة عن مدى تخلفنا في الإدارة.خلال عملي توليت في مرة مهمة انتقال تقنية ألكترونية معينة من شركة صغيرة للشركة الكبيرة التي كنت أعمل بها. وخلال هذه المهمة تعرفت على صاحب تلك الشركة الصغيرة وهو يعتبر عالما من العلماء المعتد بهم في مجاله هذا. وفي يوم وخلال وجبة غذاء عمل كان صاحبنا هذا يؤسس لشركة أخرى وفاجأني بأنه يسعى للوصول بعدد المهندسين لرقم ٢٥ ثم سوف يبحث عن رئيس للشركة كي يعمل هو تحت رئاسة هذا الرئيس. وقبل أن أبدي دهشتي شرح لي أنه يعتبر نفسه رجلا مُنظِّرا ومبدعاً وليس رئيساً ويعلم أنه لا يطيق عبء الادارة ودرجة تميزه تكون في خلق منتجات جديدة والابداع في التسويق.يذكرني هذا بأحد الأصدقاء الذي روى لي أنه عندما كان صغيراً كان هو الوحيد من أهل الحي الذي يستطيع أن يشتري كرة قدم وعليه فكان له فريق للكرة يتنافس به مع الأحياء المجاورة وكان يحتفظ لنفسه بحق الفيتو في كل قرار للحكم وهو من يركل جميع الركلات التي يحب أن يركلها وبالطبع ركلة الجزاء كانت مفضلة له. ولو لم ينصع الجميع له كان يأخذ الكرة ويذهب إلى منزله.كذلك الحال مع أم الدنيا بل والعالم العربي. صاخب رأس المال هو من يقرر كل كبيرة وصغيرة وهو رب العمل بل هو رب الكون. لن تفلح بلاد بمثل ذلك المنطق.2. قوانين العمل:قوانين العمل في المحروسة بل وفي العالم العربي لا تختلف كثيرا عن قوانين العبودية وهي تسرق المواطن في شبابه وفي مرضه وفي شيخوخته ومستقبل أولاده.هيكل الرواتب وتركيبها هو أضحوكة وتقنين لسرقة الشعب فموضوع المرتب الأساسي الهزيل مقابل بدلات إسمية كل الغرض منها هو سرقة نصيب الدولة وبالتالي الفرد لحقه في العلاج والبنية التحتية والتأمينات والتعليم هو سرقة علنية ولا يوجد مثل تلك الأساليب البهلوانية في أي دولة محترمة. وفي اعتقادي الشخصي هو مخالف لقوانين حقوق الإنسان في إنسانيته. ولعل مشروع أمل الذي نادى به الرئيس أخيراً ليشمل عمال التراحيل بغطاء تأمينات هو البادرة الحسنة ولكن لابد أن تفرض قانون عمل مشابه تماماً للقوانين الأوربية ولعل القانون الأمريكي هو الأكثر حماية لصاحب العمل.3. التربية الأخلاقية والسلوكية:خلال الخمسين عاما الماضية ومنذ هزيمة ٦٧ غابت الدولة تماما عن التربية الأخلاقية للشباب وتركت المهمة بالكامل في أيدي طبقة خريجي المعاهد الدينية الفاشلة الذين هم لا يقرأون ولا يتثقفون وربما لا يملكوا قراءة الصحف أو تتبع الأخبار العالمية. بل وزادت الدولة في فشلها بأن خصصت مساحات عريضة وثمينة في الميديا لتلك الطائفة المضلِّلة والمضلَّلة لبث مزيد من الضلال على الشعب فكان ما كان وتم القضاء على الثقافة والأخلاق المصرية المتميزة.في أمريكا وعلى مدار أكثر من ثلاثين عاماً من العمل هو فرض سنوي على كل العاملين في الشركات التي عملت بها أن يحضر دورات تدريبية للأخلاقيات والسلوكيات وأؤكد أن كل دورة كانت مختلفة عن الأخرى لأنها تطورت مع مجريات الأحداث فتجد بعضها يمس مواضيع الرشوة ثم مواضيع التحرش الجنسي ثم مواضيع التمييز العنصري ثم مواضيع التمييز الديني وهكذا كانت التدريبات دائما متفاعلة مع المجتمع والأحداث ولا تتناول تتناول أساطير الأولين وسؤالي هنا لماذا مثلا نتناول أساطير أناس عاشوا في بيئة مختلفة تماما وقصصهم تنالها الكثير من المضحكات المبكيات بل والخبل الغير منطقي وغير متفق على أغلب تفاصيلها ونترك مثلا أساطير إيزيس وأوزوريس وتدريس دستور قدماء المصريين الذي لا ينافسه حتى الآن أي دستور في العالم من حيث الرقي والطاقة الإيجابية التي يخلقها في المواطن؟4. احترام الآخر والخصوصيات:أحسن ما يلفت النظر في المجتمع الأمريكي هو احترامه لخصوصيات الآخر وكيفية التعامل عند الاختلاف في الرأي. وقد تابعت هذا الموضوع خلال عملي وفي تعليم أبنائي بالمدارس. ويكون ذلك بورش عمل دورية يديرها متخصصون في علم الاجتماع والانثروبولوجي وفاتني أن أذكر ذلك أيضا في الموضوع السابق الخاص بالتربية الأخلاقية.ففي خلال عملي وعند اختلافي مع زميل في أي موضوع سواء كان عملياً أو علمياً تستطيع أن تتخاطب معه لتبيان موضوع الخلاف بمنتهى الاحترام وترفع الموضوع للادارة او للجنة متخصصة بعد أن يتم الاتفاق التام فيما بينكما على نقاط الاختلاف. في حين أن صاحب العمل أو مدير الإدارة في أغلب الشرق الأوسط يحرص على التناحر والنميمة بين العاملين نظراً لعلمه التام بخيبته في الإدارة وأنه بقدر الفرقة بين المرؤوسين يضمن قدرته في التحكم والسيطرة.وأحب أن أختم بأنه بعد المشوار الطويل في بلاد العم سام وجدت أن العلم الأسود المحرم علينا لم يحرمه علينا الغرب ولا الشرق وإنما حرمناه نحن على أنفسنا وهذا العلم هو علم الإدارة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مفتي الجمهورية لـ الحجاج: ادعو لمصر وأولياء أمر البلاد ليعم الخير