اعلان

في اليوم العالمي للمرأة.. حكاية رحاب جمعة حتشبثوت العصر الحديث.. فسخت خطبتها من أجل كرة اليد.. وتحدت "الدواعش" في أوروبا

كتب :

الملكة «حتشبسوت» هكذا استمدت رحاب جمعة لقبها من ملكة مصرية عظيمة، وهو اللقب الذي ساعدها في تحطيم الصخر والتربع على عرش لعبة اليد في مصر وإفريقيا وأكبر أندية العالم، في رحلة لم تكن مفروشة بالورود بل على العكس كانت ملغمة بالصعاب والعنصرية ووقفت في طريقها العادات وحتى الجغرافيا.. “أهل مصر” اقتربت من عالم رحاب جمعة المليء بالإثارة والمفاجآت ترويها هي بنفسها.

"وقع اختيار المدرب على الفتيات أصحاب طول القامة ولم يختارني بسبب قصر قامتى"

هكذا بدأت رحاب جمعة مشوارها مع لعبة كرة اليد، بعد إلحاح معلمتها بالصف الثالث الإبتدائي على "رفاعى عاطف" أحد مدربى كرة اليد، الذي حضر إلى مدرستها لاختيار أطفال لتكوين فريق جديد بنادى ناصر، فقد رفض فى البداية ضمها لقصر قامتها، ولكنه سرعان ما وافق.

"لم أخبر أبي بممارستي للرياضة لأنه كان متشدد جدًا وقتها.. البنت في نظره لا تقوم إلا بالمذاكرة والكرة للشباب فقط"،

هكذا انطلقت رحاب نحو حلمها بكل اصرار، حتى انطلقت لناشئي النادي الأكبر فى مصر –الأهلي- وهي فى الثانية عشر من عمرها.

وبالصدفة البحتة اكتشف والد رحاب ممارستها لكرة اليد، بل وانضمامها لنادي كبير –كما اخبرها- كالنادي الأهلي، الأمر الذي جعله فخورًا بها، لتواصل الفتاة التى لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها مشوارها، وتنضم لمنتخب الناشئات المشاركة فى بطولة بوركينا فاسو.

"”ومن هنا تلقيت أول عرض احتراف بالدوري الجزائرى، إلا أن الأهلي رفض حينها، وقال لى كابتن رامى إننى فى حالة تحقيق 3 بطولات محلية سيتركن احترف"،

انطلقت رحاب فى أولى خطواتها الاحترافية بدوري تشتعل فيه المنافسة النسائية بكرة اليد، وتنال اللعبة الاهتمام الجماهيري.

صالت وجالت رحاب فى صالات كرة اليد وقضت فترة تعتبرها "وش السعد" حيث ساهمت مع فريقها فى التتويج بثلاث ميداليات خلال سنتين.

بعد تألق إبنة الجنوب عُرض عليها الحصول على الجنسية الجزائرية إلا أنها أبت وتمسكت بتمثيل مصر فى المحافل الدولية.

لم تمر تجربة الاحتراف الجزائري مرور الكرام على حياة "جمعة" بل تركت الأثر السلبي بها بعد ما أعترض خطيبها على سفرها وخيرها بين الاحتراف وبينه فاختارت الاستمرار فى الطريق، وشهدت المرحلة التالية من مراحل مشوار ملكة اليد تعرضها لصعوبات عديدة مثل اللغة والديانة.

"وصلت الأمور لابتعاد الفريق عني بسبب ديانتي الإسلامية،« كثيراً ما كان يتم سؤالي حول الدين الإسلامي وتصرفات جماعة داعش الإرهابية، ولكنى رفضي الدائم لتلك التصرفات دفع اللاعبات الأوروبيات للتقرب مني".

في نادي فينسيسل لم تحصل اللاعبة المصرية على فرصة للمشاركة وفضلت الإعارة إلى نادي آخر،وبعد انتقالها إلى بونسلوا تأقلمت سريعاً ساعدتهم في الوصول لمركز متقدم بالدوري الدنماركي واقتنصت لقب أفضل لاعبة في مباراتين.

"74 عشان شهداء الأهلي وانتمائي للأهلي" هكذا علقت رحاب على اختيارها لرقم قميصها فى فريقها الفرنسي الذي انتقلت له مؤخراً.

بعد ما قرأت في إحدى الصحف عن رغبة النادي الفرنسي في ضم لاعبات جدد ذوي مهارة عالية، فسارع أخيها في ارسال سيرتها الذاتية وتواصلت معاهم، ومن ثم أرسلوا إليها مسئولوا النادى دعوة للسفر إلى فرنسا.

"في إحدى المباريات كان هناك أحد افراد الجمهور يتابعني باهتمام وعقب المباراة أشاد بادائي ولياقتي وطلب التقاط الصور التذكارية معي".

من هنا بدأت قصة ارتباط رحاب رسمياً من شاب مسلم فرنسي، ففي اليوم التالي تم دعوت فريقها لحفل عشاء بمناسبة الفوز، فوجئت أنه صاحب الدعوة قبل أن يطلب منها الارتباط بعد ذلك بفترة.

"لن نخيب ظنونكم ولكن أمنحونا الفرصة"، تطمح رحاب في انشاء مدرسة لتعليم كرة اليد للفتيات فى "الصعيد الجواني" وتسعى لذلك بكل جد، كما تحلم باهتمام المسؤولين بالفتيات، ومنح الفرصة للاعبات كرة اليد للمشاركة بأسم مصر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً