اعلان
اعلان

"الختامين".. صناعة من الماضي.. شيخ ختامي مصر: جدى نقش الرسومات على هدايا الملوك والرؤساء.. صناعة الأختام ليست منقرضة ولا يوجد عليها طلب "صور"

في حقبة زمنية مضت سادت الأمية قطاع عريض من البلاد، فكان أبرز ما يميز الناس في تلك الفترة هو «الختم»، الذي حمله الفرد ليوقع به على أوراقه الخاصة،حيث أن الختم كان بديلًا عن التوقيع، وحينها من يمارس مهنة نقش على الأختام يلقب بـ «شيخ الختامين».

ففي شوارع خان الخليلي التي حملت الكثير من العراقة المصرية القديمة، احتضنت جوانبها أقدم ورشة في مصر تقتصر مساحتها ما يقرب من (متر في متر) لتصنيع الأختام، جالسًا بداخلها الرجل الخمسيني، ممسكا بيده آلة حادة ينحت بها قطعة من الحديد، أنه عم "مجدي محمد حفاظ" فهو أصغر الملقبون بـ "شيخ الختامين".

بدأ عم مجدي في تلك المهنة منذ أن كان طفلًا صغيرًا، عندما كان يشاهد والده يحفر ويدق على المعدن، لينتج تحف جميلة صنعت بالأيدي بمساعدة الأدوات البسيطة، فتعلم في طفولته الكثير، حتى شرب الصنعة، وأصبح الوريث لها، مثلما ورثها والده من أجداده، فتتوارث تلك المهنة بين أجيال متتالية، حتى بلغ عمر الورشة 223 عاما، ففي البداية جلس أجداده في نفس المكان عندما كان على شكل مصطبة يجلسون عليها لصناعة الأختام.

تخرج "شيخ الختامين" من كلية الفنون التطبيقية، بجانب مساعدته لوالده وعمه في العمل داخل الورشة، قائلًا: «من حين لأخر كنت أذهب إلى الورشة لمساعدة والدي وعمي، لكي أتعلم منهما تلك المهنة، التي اقتصرت فقط على أفرد عائلتنا، حيث أن والدي كان خطاط الملك فاروق، وعمي خطاط الملك فؤاد"».

عم مجدي أخذ نفسًا عميقًا أثناء عمله، لأن ذلك من المعتاد أن يأخذ أنفاسه بشكل متقطع ليسيطر على الآله الحادة التي يعمل بها، أضاف إلى كلماته «داومت على الاستمرار في الورشة، بعدما أصيب والدي بضعف النظر، فمهنة تصنيع الأختام أو النحت على المعدن تحتاج إلى صفات خاصة، تنحصر في القوة البدنية، وحدة البصر، لأننا غالبًا نتعامل مع قطع صغيرة الحجم، كما أنها تحتاج إلى جهد كبير».

هدايا الملوك والأمراء

تعلم عم مجدي وسط عائلة لها تاريخ، حيث أن أجداده صنعوا هدايا عديدة لتزين أساس بيوت الملوك والأمراء، مثل هدايا الملك فاروق، فكان يحضر إلى الورشة مسئول القصر ليطلب تفاصيل بعينها من أسماء وحروف أو بعض الكتابات الملكية، ليتم تصنيعها خصيصًا للملوك التابع له، كما أن والده كتب على الكاسات والصواني المستخدمة للملكة ناريمان والملكة فوزية.

وقال شيخ الختامين «أقوم بحفر ونقش هدايا القصر الرئاسي حتى الآن، مثل الرئيس الراحل محمد أنور السادات عندما كتب على ساعته آية الكرسي، والرئيس الراحل محمد حسني مبارك، والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي ببعض الكتابات التي تتواجد على مكتبه، وهدايا قناة السويس الجديدة».

وأشار أنه بحكم تواجد الورشة وسط محلات الصاغة، فأنه يصنع أيضًا الأساور، ويكتب الحروف على الدبل، كما يصنع الحروف والأسماء بأشكال متعددة تتسم بالبساطة والجمال، مما ساعده كثيرًا في سيرعمله داخل الورشة، فبعدما كان يبيع حوالي 60 ختم في الشهر، أصبح يصنع ختمًا واحدًا في الشهر،، مضيفا «ما يحتاج الناس إلى الختم في عصرنا الحالي، كما أن سعر الختم كان قرشًا، أما الآن أصبح سعره 60جنيه».

واختتم مجدي حديثه «الأختام قديمًا كانت تستخدم بدلًأ من الإمضاء، بسبب انتشار الأمية وقتها، وبتقدم الأمم واختفاء تلك الظاهرة، أصبح الإقبال على شراء الأختام ضئيل جدًا، ولكننا مازلنا نحرص عليها مهنة مقتصرة على نفس العائلة يتوارثها فردًا تلو الأخر».

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
لأول مرة.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى يجتمعون اليوم مع نتنياهو