اعلان

سوريا "المنكوبة" على طاولة قمة "مثلث الشر" في أنقرة.. إيران وروسيا وتركيا يقسمون "الغنائم" بعقود عسكرية ومدنية.. وأمريكا تسيطر على "نهر الفرات" للسيطرة على النفط

صورة أرشيفية
كتب : سها صلاح

دخلت سوريا مرحلة جديدة من الصراعات والتحالفات، ومن الواضح أن روسيا هي من تمتلك مقاليد الأمور بشكل كبير في بلاد الشام "المنكوبة"، وكانت عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها تركيا بداية خطة روسيا لدحر أي محاولات للسيطرة الأمريكية أوغيرها على مقاليد الأمور هناك، دون موافقة روسيا.

وقد أعلنت روسيا عن قمة ثلاثية في أنقرة اليوم بين موسكو وتركيا وطهران لتحديد مستقبل سوريا أو بالأحري تقسيمها وفقاً لمصالح الدول المتنازعة.

وتناقش القمة الترتيبات العسكرية بشأن "تل رفعت" بعد سيطرة تركيا و حلفاءها في عفرين، و السؤال هنا هل أصبح تقسيم الدولة أمر واقع؟

وياتي الهدف من قمة أنقرة تسوية الخلافات بين الأطراف المتنازعة، بعد الإطاحة لمفاوضات الأستانة التي خرجت تركيا وروسيا منها باتفاق حول مناطق خفض التصعيد في إدلب وحلب و اللاذقية وحمص و الغوطة، ولم يتم الالتزام بها، ولم يكن على أرض الواقع وجود لوقف إطلاق النار، فعقب الاتفاق اجتاحت تركيا عفرين.

و يأتي السؤال آخر هنا هل وحدة سوريا في تقسيمها؟، هناك عبارة تتكرر دائماً في المفاوضات بشأن سوريا وهي أهمية "السيادة السورية"، ولكن تقرير مصير سوريا الآن لم يعد ملكاً لحكومتها أو شعبها بل ملكأ للأطراف المتنازعة وخاصة روسيا التي تمتلك مقاليد "اللُعبة"، لكن روسيا حتى الآن لم تجد حلاً سياسياً، ويبدو أن تقسيم النفوذ بين الدول المتنازعة أصبحت ترسم بالسلاح والدم.

-أهمية إقليم نهر الفرات

يضم إقليم "نهر الفرات" على 90 % من أنتاج النفط السوري، و45% من الغاز السورى، ويسيطر على تلك المنطقة الأكراد التي تدعمهم أمريكا، وجرى اتفاق في مايو الماضي بين واشنطن وموسكو يضمن عدم عبور حلفاء روسيا الضفة الشرقية "منطقة النفط".

وبالتالي أصبحت أمريكا تسيطر على أهم شئ في سوريا " النفط" الذي تسعى إليه، لكن روسيا حاولت خرق الاتفاق عدة مرات كان أخرها محاولة السيطرة على مصنع غاز شركة "كونوكو" الأمريكية، حيث قصفت القوات الروسية مناطق لقوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على إقليم "نهر الفرات" تحت حماية أمريكية، لكنها فشلت في السيطرة.

وهاجمت موسكو مرة أخرى من خلال "مجموعة فاغنر" المرتزقة الروس المرتبط أسمهم برجل الأعمال الروسي يفجيني بريجوجين المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موقعاً للأكراد للضغط على امريكا في أكبر حقل نفطي، لكن الجيش الأمريكي أفسد الخطة مرة أخرى وقصف قافلة المرتوقة و قتل 195 منهم.

وكانت تلك إشارة من واشنطن للدفاع نهر الفرات وان الأمر بالنسبة لها حياة أو موت، للحفاظ على مصالحها الاقتصادية، وتقليص النفوذ الإيراني بين العراق وسوريا.

-قمة أنقرة وتقسيم جديد لسوريا:

-الأكراد:

يعتبر الأكراد من أهم ما سيناقش على طاولة القمة الثلاثية، فهي "صفقة" تباديلة لخروج تركيا من "عفرين" التي تحارب بالوكالة لروسيا لكسر "شوكة" امريكا بعد فشل روسيا وحدها في إبعادها عن مكاسبها في سوريا.

-الساحل السوري:

أما عن القوات الروسية فستبدأ بسط نفوذها على جسر الشغور، وتل رفعت ومطار "منج" العسكري، ولكن هل ستوافق روسيا على التنازل على "تل رفعت" لتركيا، تقول صحيفة الواشنطن بوست أن موسكو يمكن أن تتنازل كما فعلت في "عفرين" مقابل "معرة النعمان" و"جسر شغور".

-منبج:

لمنبج أهمية استراتيجية بالنسبة إلى جميع الأطراف المتنازعة، بالنسبة إلى أنقرة فهي تقع بالقرب من مناطق سيطرة حلفاءها، أما أهميتها بالنسبة للأكراد في تربط إقليم الفرات الذي تدعم أمريكا الأكراد به لما فيه من حقول نفط بعفرين.

-إدلب:

في إدلب بين 3 ملايين مدني وأكثر من 50 ألف مقاتل من فصائل معتدلة ومتشددة، وتعبر إدلب ملجأ المهاجرين من الغوطة الشرقية و عفرين و تسيطر روسيا 40 % منها و 60 % يسيطر عليها جبهة النصرة.

وتقول الصحيفة الأمريكية أن كسب المعركة في إدلب يتوقف على قدرة أنقرة على السيطرة على شمال سوريا لقلب الموازين لصالح روسيا.

-مستقبل سوريا المنكوبة:

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن أجتماع تركيا وروسيا وإيران سيحدد مستقبل سوريا ، كما سيتم مناقشة صياغة دستور جديد لسوريا وكيفية تأمين مناطق إزالة التصعيد.

والسؤال هنا كيف ستتوصل القمة لاتفاق يرضي جميع الأطراف حيث تدعم روسيا وإيران الرئيس السوري بشار الأسد، في حين تدعم تركيا عدم بقائه.

لكن هناك طريقة لإرضاء جميع الأطراف، وهي "تقسيم الغنائم" الاقتصادية من أجل إعمار سوريا حيث ستناقش الدول الثلاث تخصيص عقود عسكرية ومدنية لإعمار سوريا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة سيراميكا كليوباترا وفاركو (1-0) بالدوري المصري لحظة بلحظة | استراحة