اعلان

عبد السلام المحجوب.. حياة حافلة فى عالم المخابرات.. أسرار من حياة "الريس زكريا".. أنقذ مبارك من الموت وأربك الموساد الإسرائيلي

هناك رجال سطروا تاريخهم بأحرف من النور، عندما يرحلون يبقى أثرهم محفور في ذاكرتنا، واليوم رحل عن عالمنا رجل وبطل مصري ذو نكهة خاصة، فلم يقتصر دوره على العمل بالمخابرات المصرية ولم يكتفي برئاسته لمحافظتي الإسماعيلية والإسكندرية، بل ترأس وزارة الدولة للتنمية المحلية، وعمل ملحقا عسكريا، كما تولى منصب نائب رئيس الأمن القومي، ولا يمكن أن ننسى بصمته في العملية الخاصة بالجاسوس المصري جمعة الشوان في إسرائيل، حيث جسد شخصيته الفنان الراحل صلاح قابيل في مسلسل " دموع في عيون وقحة"، وكان يدعى" الريس ذكريا"، إنه اللواء محمد عبد السلام المحجوب، الذي كانت حياته أشبه بقصص " أدهم صبري" البوليسية، والذي ترك أثرًا بارزًا في حياة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ونظيره الليبي الراحل معمر القذافي، والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وغيرهم من القادة والمؤثرين في عالمنا العربي، كما أن محافظة الإسكندرية خير دليل على إنجازاته، حيث حولها إلى جنة عندما تولى منصب محافظ الإسكندرية، فهو حقًا بطل من ذهب، ولكنه رحل عن عالمنا عن عمر يناهز الـ83 سنة.

ونرصد فى هذا التقرير، أبرز المحطات الفارقة في تاريخ اللواء محمد عبد السلام المحجوب، أو كما يطلقوا عليه «صائد الجواسيس».

*المحطة الأولى في حياته:

ولد اللواء محمد عبد السلام المحجوب، في عام 1935 بمدينة محلة الدمنة في محافظة الدقهلية، وفي عام 1955 حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية، وتدرج في المناصب حتى تولى مناصب مرموقه، حيث كان ملحقا عسكريا، ونائب رئيس الأمن القومي، ومحافظ سابق لمحافظتي الإسماعيلية والإسكندرية، ووزير أسبق لـ وزارة الدولة للتنمية المحلية، ونائبًا في البرلمان.

*بصمته في عملية الجاسوس" جمعة الشوان":

أكد جمعة الشوان، أنه عندما ترك السويس واتجه إلى أثينا بحثًا عن عمل قابل اللواء محمد عبد السلام "المحجوب" أو "الريس زكريا"، وأخبره المحبوب أنه من محافظة دمياط ويبحث عن عمل، وعندما ضاقت به الدنيا بأثينا، عرض عليه شراء ساعته كى يأكل بثمنها، وبعدها حاول الموساد الإسرائيلى اصطياده للعمل لصالحهم، فتوجه إلى المخابرات المصرية ليخبرهم بما حدث معه، وهناك قابل هذا الرجل" المحبوب"، حيث فوجىء بأنه ضابط بالمخابرات المصرية، وأعاد له الساعة التي اشتراها منه، وأصبح الضابط المسئول عنه.

كما كان للواء محمد عبد السلام، دور كبير في إدارة عملية جمعة الشوان من اليونان بعيدًا عن عيون عناصر الموساد، حيث كانت هناك محطة تجسس للمخابرات الإسرائيلية، إذ تسببت عملية جمعة الشوان في إرباك "الموساد" لعدة سنوات، ودفعته إلى التخلص من العديد من عملائه المخلصين خوفًا أن يكون قد تم الدفع بهم من قبل المخابرات المصرية، كما تخلص الموساد من العديد من ضباطه أيضًا لفشلهم.

*محافظ للإسكندرية:

لعب اللواء عبد السلام المحجوب دورًا كبيرا في تطوير الإسكندرية، حين تولى منصب محافظة الإسكندرية، تلك المدينة التي تعتبر ثاني أكبر مدن مصر، حيث عمل على إعادة بناء صيانة عدد كبير من منشآت ومرافق المدينة ومنها مشروع توسيع كورنيش الإسكندرية الشهير خلال الفترة التي تولى فيها المحافظة من عام 1997 حتي عام 2006.

* عملية «أحمد الهوان»:

ساهم اللواء محمد عبد السلام في اجتياز أحمد الهوان، جهاز كشف الكذب، وحصلت المخابرات على أسرع وأصغر جهاز لاسلكى لا يوجد منه سوى 4 أجهزة في العالم كله آنذاك ، حيث كان يستخدمه الموساد في التراسل، بالإضافة إلى تفكيك العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية في مصر وبعض البلدان العربية.

* دوره بعملية الحفارأو «الحج»:

كان اللواء محمد عبد السلام، أحد ضباط المخابرات المصرية الذين سافروا إلى السنغال وباريس لتنفيذ عملية الحفار أو عملية "الحج"، حيث نجحوا في تفجير حفار البترول " كنتينج"، الذي اشترته إسرائيل لكى تنقب به عن البترول في خليج السويس بعد نكسة 1967، والتي كانت تديره شركة "اينى" الإيطالية، لكن الضفادع البشرية المصرية نجحت في تدميره في 28 مارس 1968 أثناء توقفه بعاصمة ساحل العاج "أبيدجان"، وذلك أثناء رحلته من كندا إلى إسرائيل، حيث قام بتسهيل شحنات متفجرات عملية الحفار، عن طريق وضع الألغام والملابس والمعدات في حقائب، وتغطية تلك الألغام بمادة تمنع أي أجهزة من كشف ما بداخل الحقيبة، وأيضًا وضع أقلام التفجير داخل علبة أقلام أنيقة جدًا داخل جيب "الجاكيت" الذي كان يرتديه.

*علاقته بالقذافي:

عمل اللواء محمد عبد السلام على وتخليص وتهريب العديد من أسر بعض المعارضين الليبيين، الذين كان يحتجزهم الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى كرهائن في طرابلس للضغط على معارضيه في القاهرة ، للعودة إلى ليبيا والتوقف عن مناهضة حكم، وذلك أثناء حكم الرئيس محمد أنور السادات، وبعدها بفترة كبيرة التقى به القذافي وطلب رؤيته عندما كان " المحبوب" محافظًا للإسكندرية، وطلب القذافي من منه أن يخبره عن الأسلوب المخابراتى الذي اتبعه لتخليص الرهائن وتهريبهم من ليبيا، لكنه اعتذر بلباقة عن عدم التحدث في هذا الأمر.

* حمايته للرئيسان" ياسر عرفات، ومحمد حسني مبارك":

قاد اللواء عبد السلام محمد، العملية المخابراتية التي أخرجت الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، من بيروت في الثمانينيات بعد أن حاصرتها إسرائيل بهدف اغتياله، كما كان له دور بارز في منع اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا، فهو الذي أصر على أخذ السيارة المصفحة فى الرحلة.

*آخر محطة في حياته:

توفي اليوم اللواء محمد عبد السلام المحجوب، في 18 أبريل 2018، عن عمر يناهر الـ83 سنة، إثر أزمة قلبية تسببت في وفاته.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً