اعلان

في ذكرى إنشاء بنك مصر الـ98.. طلعت حرب رجل الاقتصاد الأول في مصر (تقرير)

يعتبر طلعت حرب أحد مؤسسي القطاع المصرفي المصري في القرن الماضي، وذلك بانشائه بنك مصر عام 1920، وفي الذكرى الـ98 على إنشاء البنك، والذي يعد أول بنك مصري 100%، داخل القطاع المصرفي المصري، لا يمكن تغافل دور «حرب»، نظرا للمجهود الكبير الذي قدمه للاقتصاد الوطني.

وجاء إنشاء بنك مصر لتحرير مصر من الاحتكار المصرفي الأجنبي، عقب ثورة التاسع عشر من القرن الماضي في عام 1919، ونتيجة لدوره الكبير في التحرر المصرفي المصري، نسعى خلال السطور القادمة التعريف به، وبجهوده الكبيرة التي قام بها لخدمة الاقتصاد الوطني، والقطاع المصرفي.

من هو طلعت حرب؟:

يعد "طلعت حرب" أحد رجال الاقتصاد المصري، والذي أثر به حتى اليوم لما قام به من دور كبير في خدمة الاقتصاد، من خلال إنشاء بنك مصر وكذلك توفير التمويل المالي لإنشاء العديد من القلاع الصناعية، والتي مازالت تعمل حتي اليوم.

ولد طلعت حرب في 25 نوفمبر 1867، بمنطقة قصر الشوق في حي الجمالية في رحاب مسجد الحسين، وعمل خلال حياته على تحرير الاقتصاد الوطني من التبعية الإنجليزية، والتي كانت تسيطر علي الاقتصاد المصري آنذاك نتيجة لاحتلالهم مصر، في تلك الفترة.

اقرأ أيضا.. بنك مصر: 584 مليون جنيه حصيلة بيع شهادة «أمان» ببنك مصر

تعليمه..

تخرج من جامعة القاهرة من كلية الحقوق عام 1889، واهتم بدراسة الحقوق بدراسة الأمور الاقتصادية، والإطلاع على العديد من الكتب في مختلف مجالات المعرفة والعلوم وقام بدراسة اللغة الفرنسية حتى أجادها إجادة تامة.

حياته العملية..

في بداية حياته العملية التحق بالقسم القضائي بالدائرة السنية، للعمل كمترجم، تتدرجا في المناصب حيث تولي رئاسة إدارة المحاسبات، تلها مديرا لمكتب المنازعات، ثم مديرا لقلم القضايا، وعمل لاحقا مديرا لشركة كوم إمبو بالقاهرة، ثم الشركة العقارية المصرية.

ولقب «حرب» بأبو الاقتصاد نظرا للجهود الكبيرة التي قام بها لخدمة الاقتصاد، حيث عمل على تحرير الاقتصاد المصري من التبعية الأجنبية وساهم في تأسيس بنك مصر، والعديد من الشركات العملاقة التي تحمل اسم مصر مثل شركة مصر للغزل والنسيج، ومصر للطيران، ومصر للتأمين، ومصر للمناجم والمحاجر ومصر لصناعة وتكرير البترول، ومصر للسياحة وستديو مصر.

فكرة إنشائه بنك مصر..

يعد إنشاء بنك مصر أحد الإنجازات الهامة التي قام بها طلعت حرب، والذي كان له دور كبير في استقلالية القطاع المصرفي المصري، ما أدي لفاعلية الاقتصاد وإنشاء العديد من القلاع الصناعية، والتي مازلت موجودة حتي اليوم.

تسببت الظروف الاستعمارية من فرض الكثير من القيود علي المصريين خاصة الفلاحين، باعتبار مصر أحد الدول التي يتم تصنيفها كدولة زراعية، وكان الفلاحيين يفرض عليهم الكثير من القيود للاقتراض من المرابين، وهو الأمر الذي ساهم في فكر طلعت حرب للتفكير في إنشاء البنك، خاصة مع وجود بنكين المصري والأهلي أنذاك، والذين كانوا لا يوفرون التمويل المالي سوي للأجانب فقط، والذي ساعدهم علي استنزاف الثروات المصرية لصالحهم.

فكر حرب في عام 1906 إنشاء نظام مالي مصري خالص لخدمة أبناء الوطن، للتحرر من القيود الاستعمارية الاقتصادية، وأسس في عام 1908 شركة التعاون المالي برأس مال مصري، بهدف تقديم العديد من القروض المالية للشركات الصغيرة المتعثرة ماديا.

والهدف من إنشاء بنك مصر هو المساهمة في توفير التمويل المالي للمصريين، وذلك عقب ثورة 1919، للتخلص من التبعية للإنجليز، الذين كانوا يسيطرون علي الحياة الاقتصادية المصرية، ونتيجة لتشجيعه من قبل الكثير من الشرفاء المصريين، فقد ساعده ذلك علي إنشاء البنك في عام 1920، وبالرغم من أن الهدف هو توفير التمويل المالي للمصريين، إلا أن الحكومة المصرية شاركت الإنجليز في تضيق الخانق علي البنك، ما عرضه لأزمة مالية طالب خلالها من البنك الأهلي منحه قرض بضمان محفظة الأوراق المالية، إلا أنه رفض، ما جعله يلتجأ لوزير المالية، الذي طالبه بتقديم استقالته من البنك في عام 1939.

أقنع طلعت حرب 126 مصري للاكتتاب لإنشاء البنك، وبلغ ما اكتتبوا به ثمانون ألف جنيه، تمثل عشرين ألف سهم، أي أنهم جعلوا ثمن السهم أربعة جنيهات فقط، وكان أكبر مساهم هو عبد العظيم المصري بك من أعيان مغاغة الذي أشترى ألف سهم·

وفي الثلاثاء 13 ابريل سنه 1920نشرت الوقائع المصرية في الجريدة الرسمية للدولة مرسوم تأسيس شركة مساهمة مصرية تسمى "بنك مصر"، وتم تشكيل مجلس إدارة البنك مجلس مكون من تسعة أعضاء، كان محمد طلعت حرب نائب للرئيس وعضو مجلس الإدارة المنتدب.

وفي 10 مايو 1920م تم افتتاح البنك رسمياَ، وألقي طلعت حرب خطبة في دار الأوبرا المصرية بمناسبة بدء أعمال بنك مصر، و كان أول مقر له في شارع الشيخ أبو السباع، وبدأت رحلة بنك مصر في تمصير الاقتصاد المصري والقيام بدور كبير في الاقتصاد المصري ، حيث ساهم في تأسيس مجموعة من الشركات المستقلة.

دوره في المشروعات الأخري:

لم يسدل الستار علي أعمال طلعت حرب بعد الانتهاء من إنشائه بنك مصر، حيث قام في عام 1922م بإنشاء أول مطبعة مصرية برأس مال قدره خمسة آلاف جنيه، وبعد المطعبة أنشئ العديد من الشركات الهامة مثل شركة مصر للنقل البري التي قامت بشراء أول حافلات لنقل الركاب وشراء الشاحنات الكبيرة لنقل البضائع من الموانئ، كما أنشأ البنك شركة مصر للنقل النهري ثم شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبري، واستقدم طلعت حرب خبراء هذه الصناعة من بلجيكا وأرسل بعثات العمال والفنيين للتدريب في الخارج. كما أقام مصنعا لحلج القطن في بني سويف، وأنشأ البنك مخازن (شون) لجمع القطن في كل محافظات مصر، وفي عام 1927، تم إنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما، وكذلك شركات مصر للنقل والملاحة البحرية، ومصر لأعمال الأسمنت المسلح، ومصر للصباغة، ومصر للمناجم والمحاجر، ومصر لتجارة وتصنيع الزيوت، ومصر للمستحضرات الطبية، ومصر للألبان والتغذية، ومصر للكيمياويات، ومصر للفنادق، ومصر للتأمين، كما أنشأ طلعت حرب شركة بيع المصنوعات المصرية لتنافس الشركات الأجنبية بنزايون - صيدناوي وغيرهم.

ونحج حرب في إصدار مرسوم ملكي بإنشاء شركة مصر للطيران، في عام 1932، كأول شركة طيران في الشرق الأوسط برأس مال 20 ألف جنيه، وكان أول خط من القاهرة إلى الإسكندرية ثم م

ثم مرسى مطروح، وكان الخط الثاني من القاهرة إلى أسوان، في عام 1934 بدأ أول خط خارجي للشركة من القاهرة إلى القدس.

دوره في الثقافة

اهتم طلعت حرب بإثراء الذوق المصري، وتنوير لمقاومة الاستعمار، حيث أنه كان يؤمن بأن تجديد الاقتصاد في مصر في بلد زراعي متخلف لن يتم إلا إذا ازدهرت الثقافة واستنارت العقول بالأفكار الجديدة، لذلك قام في عام 1930 بإنشاء شركة ترقية التمثيل العربي وأقام لها مسرح الأزبكية، تلها إنشاء ستديو مصري، وفي عام 1925 أنشأ شركة مصر للتمثيل والسينما.

وقد أنتج أستوديو مصر فيلما قصيرا لمدة عشر دقائق للإعلان عن المنتجات المصرية، كما أنتج نشرة أخبار أسبوعية عن الأحداث في مصر يتم عرضها في دور العرض قبل بداية أي فيلم، بدأ ستديو مصر بإنتاج أول أفلامه بقصة مصرية هي "وداد"، وفي عام 1933 انطلقت أول بعثة سينمائية إلى الخارج لدراسة التصوير في برلين، وتبعهم حسن مراد لدراسة فنون إعداد الجرائد السينمائية في فرنسا وإيطاليا وألمانيا، وانضم إليهم بعد ذلك المصريون الذين يدرسون السينما بالخارج على نفقتهم الخاصة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً