اعلان

نواب الكعب العالي.. فص ملح وداب.. يوسف القعيد ضيف دائم على بوفيه المجلس.. والأزهري اختفى في ظروف غامضة محمود بدر يرفع شعار "ابعد عن الجلسات وغني لها"

المُتابع جيًدا لجلسات البرلمان المصري، سيخرج جيًدا بالعديد من الملاحظات الهامة بعد ثلاثة أعوام من انطلاق أولى جلساته في 9 يناير من عام 2016 ، وسيتوقف أمهامها كثيرًا لتحليلها، لعل أولى هذه الملاحظات التي ظهرت جليًا في أولى جلساته على مرأى ومسمع من الجميع، هي محاولة نواب بعينهم خطف المشهد تحت قبة البرلمان من خلال إثارة المواقف أو إحداث نوع من الفرقعة، ليكونوا حديثًا للعامة في الشارع، ومادة إعلامية دسمة في برامج التوك شو مساءًا.

ومشهد مرتضى منصور خلال تأديته لليمين الدستورية، ليس ببعيدًا، ورفضه تأديته على النحو المبين في الدستور، مبررًا ذالك أن يختلف على كون 25 يناير ثورة من عدمه، حتى استجاب بعد ضغوط واسعة لتأدية القسم، وبعدها بساعات أصبح منصور حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومادة إعلامية في جميع برامج التوك شو.

وثاني هذه الملاحظات، هو غياب النواب عن حضور الجلسات العامة، أو ما يعرف في الوسط البرلماني ظاهرة "تزويغ النواب"، فلا تخلو جلسة إلا ويثير الدكتور علي عبدالعال، رئيس البرلمان، هذا الأمر، لاسيما في القوانين التي تتطلب موافقة أغلبية الثلثين، وهو ما يدفعه إلى تأجيل إقرار القانون لحين توافر النصاب القانوني اللازم له.

غير أن أهم ملاحظة لم يلتفت إليها البعض، بعد ثلاثة أعوام على تشكيل البرلمان المصري، وما شهده من أحداث ساخنة تحت قبته وقضايا جماهيرية تمس الوطن والمواطنين فارقة في تاريخه، أين هم نواب النخبة من المشاهير والسياسيين البارزين والشخصيات العامة من التفاعل مع هذه القضايا كالنائب يوسف القعيد، والشيخ أسامة الأزهري، والنائب طاهر أبو زيد، والنائب محمود بدر، والنائبة آنيسة حسونة، والنائبة داليا علواني، والنائبة آمنة نصير، والمستشار حسن بسيوني.

«أهل مصر» تحاول في السطور التالية حل لغز اختفاء هؤلاء النواب من التفاعل في القضايا والملفات الجماهيرية، وتبحث عن سبب اختفائهم.

البعض أطلق عليهم «نواب أبو الهول»، فمضابط البرلمان لم تُرصد لهم أي تواجد تحت القبة أو تفاعل مع القضايا السياسية لاسيما أن هؤلاء من الشخصيات الذين توقع لهم الكثير أن يكونوا إضافة لمجلس النواب، وإثراء الحياة البرلمانية من خلال مشاركتهم في صناعة القرار السياسي، إلا أن بعد ثلاثة أعوام، لم يُرصد لهم أي رد فعل، لدرجة أن عدد المواطنين تفاجئوا عندما علموا أنهم نواب تحت القبة .

يوسف القعيد.. في البوفيه

يفضل النائب القعيد دائمًا التواجد داخل البهو الفرعوني بصحبة نائبه وصديقه المقرب النائب سمير غطاس، يتناول الشاي والقهوة، ويعبر عن رأيه بصراحة عن الأوضاع السياسية لمجموعته المُقربة والتي ليس مسموح لأحد من الصحفيين أن يتواجد فيها إلا لإلقاء التحية فقط.

كما أن مشاركته داخل اجتماعات لجنة الثقافة والإعلام، قليلة جدًا وإذ حصر آثر الصمت عن التفاعل.

طاهر أبو زيد.. استراحة اللجنة الدينية

توقع له الكثير من المراقبين للمشهد البرلماني، أن يكون متفاعلًا بقوة لاسيما في الملفات المتعلقة بالشأن الرياضي، إلا أنه غاب عنها لاسيما بعد رفضه أن يكون عضوًا في لجنة الشباب والرياضة، وفضّل أن يمون عضوًا في اللجنة الدينية.

يشارك أبوزيد بقوة خلال اجتماعات ائتلاف "دعم مصر" التي تعقد في مقره بالتجمع الخامس، باعتباره نائبًا لرئيس الائتلاف، لكن لم يُرصد له أي تواجد تحت القبة، وإن ظهر يظهر بصحبة النائبة سحر طلعت مصطفى، وقبل أن تنتهي الجلسة بساعة يكون قد غادر البرلمان .

أسامة الأزهري.. الاختصارة عبادة

الكثير توقع أن يكون الشيخ أسامة الأزهري، إضافة لمجلس النواب، بعد ظهوره القوي واللامع في برامج التوك شو، متحدثًا عن الأمور الدينية والسياسية، وبالتالي توقع له أن يكون محركًا في ملف تجديد الخطاب الديني تحت القبة، ظهر بقوة خلال اجتماعات لجنة الشؤون الدينية أبان توليه منصب وكالة اللجنة، لكن خلال دور الانعقاد الثاني والثالث، لم يُرصد له تواجد تحت القبة أو في اجتماعات اللجان.

محمود بدر.. ابعد عن الشر

غاب محمود بدر عن المشاركة والتفاعل بقوة تحت القبة، فلاقى الكثير من الهجوم والانتقادات الواسعة من أبناء دائرته على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وهو ما دفعه إلى اللجوء إلى "الحظر" في محاولة لدرء الهجوم عنه، غير أن مع تزايد الهجوم فضّل الابتعاد عن "الفيس بوك" نهائيًا.

لم يكن لدي "بدر" أي رد فعل حول برنامج الحكومة الذي ألقته في 3 مارس من عام 2016، ولم يُشهد له أي تفاعل أو حتى بيان بخصوص إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي أعلنتها الحكومة في نوفمبر من عام 2016، فالكثير من النواب يلجأ إلى إصدار "بيان عاجل" كرد فعل له عن أي قرار حكومي للدفاع عن نفسه أمام أبناء دائرته حتى وإن كان موافقًا على هذه القرارات تحت

القبة.

إلا أن "بدر" اختفى فجأة وكأنه ليس نائبًا في البرلمان، وليس لديه مكان محدد، فإن ظهر، يُظهر بصحبة النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، على الرغم ليس عضوًا بها، لكن ربما راجعًا لعلاقة الصداقة التي تجمعه به .

آنيسة حسونة.. اختفاء

كثير من الصحفيين وحتى وسائل الإعلام، يعتقدون أن الدكتورة آنيسة حسونة، مازالت طبيبة في مركز مجدي يعقوب للقلب، ليست نائبة في البرلمان، على الرغم أنها أنهت صلتها بالمركز، بعد أن أصبحت نائبة في البرلمان، إلا أن "حسونة" لا تواجد لها لا تحت القبة أو حتى في اجتماعات لجنة الشؤون الصحية، على الرغم ماتحمله من مؤهلات واسعة ، كانت مشاركته ستضيف الكثير.

رانيا علواني.. نائبة بدون رصيد

آثرت منذ اليوم الأول التواجد تحت مظلتها بالنادي الأهلي على أن تبقى تحت قبة البرلمان، فلا مشاركة لها في أي من القضايا أو الملفات الجماهيرية أو حتى الرياضية منها، ولم تُرصد لها مضبطة مجلس النواب أي مداخلة أو تعليق لها منذ أن آدت القسم كنائبة في البرلمان.

الدكتور عمرو هاشم ربيع، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إنه كغيره كان يتوقع أن يكون نواب النخبة إضافة كبيرة لمجلس النواب، بل أن رجل الشارع كان يعتبرهم بثمابة المدافع الأول والأخير عنه، لما يمتلكونه من رصيد شعبي وقوة وتأثير لما تتوافر لزملائهم من النواب الآخرين غير المعروفيين للعامة.

وأضاف "ربيع"، أنه لايجد سببًا مقنعًا لاختفاء هؤلاء النواب عن المشاركة والتفاعل تحت القبة، سوى لأسباب شخصية كرغبتهم في عدم الدخول في صدام مع أحد، لكن كان يكفيهم أن يثبتوا حضورهم بإجراء المداخلات تحت القبة في أي قضية وإن لم تكن تشغل الرأي العام.

الدكتور كريم رسلان، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، قال، إن أي برلمان في العالم، تذهب الأضواء دائمًا إلى نواب النخبة لما لهم من ظهير شعبي وكلمة مسموعة تهتم بها مراكز صناعة القرار، إلا أننا في مصر، نجد أن نواب النخبة برفعون شعار "خارج الخدمة"، وهو ما ينطبق جليًا على النواب سابقي الذكر.

وأشار رسلان إلى إذا كان عدم تواجد هؤلاء النواب بالبرلمان راجعًا إلى إنشغالات أخرى مرتبطة بمهنهم الرئيسية، فلائحة البرلمان تحظر على أي نائب الجمع بين عملين، بل أوجبت على النائب أن يتقدم باستقالته أو أن يحصل على إجازة رسمية طوال فترة نيابته، وبالتالي لايمكن القبول بإنشغالهم بمهامهم الأصلية هي سبب اختفائهم.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن البعض لايقدر حجم المسؤولية الواقعة على عاتقه، وكان من الأفضل أن يترك لمكانه لأحد غيره، لاسيما أن أغلب هؤلاء النواب تم اختيارهم في البرلمان بالتعيين بقرار من رئيس الجمهورية، حيث أعطى له الدستور الحق في تعيين ما يراه مناسبًا من القامات والشخصيات العامة لكي يثروا العمل البرلماني بحكم ما يملكونه من مؤهلات علمية لاتتوافر في غيرهم، وهو لم نراه في أي أحد منه مشاركة أو التقدم بقانون أو بمقترح أو خطة لحل أزمة ، مفسرًا غيابهم أنهم أعتادوا على الراحة ،

ففضَلوا أن يسيروا على هذا النهج .

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الهلال واتحاد جدة في نصف نهائي كأس خادم الحرمين (لحظة بلحظة) |