اعلان

"الليلة الكبيرة" في باب المندب.. ترامب يسن سكاكين ذبح إيران.. وطهران تضحي بغنائمها في اليمن.. والانجليز "حمامة السلام" الأخيرة

كتب : سها صلاح

شهدت الفترة القليلة الماضية تطورات متسارعة على المشهد اليمني في الداخل والخارج، ترى النخبة السياسية أن من شأنها أن تؤثر على مستقبل اليمن القريب وترسم صورة وملامح أولية للمرحلة المستقبلية التي ستدخلها اليمن قريباً.

باب المندب وجزيرة ميون

بعد قصف أمريكا للمواقع الإيرانية في سوريا، كشفت روسيا أن من بين المناطق التي انتشرت فيها القوات الأمريكية «البحر الأحمر»، فهل سيكون لليمن علاقة في هذا الصراع والحرب المتوقعة؟.. هذا التساؤل يرى مراقبون أن الإجابة الأنسب له هي أن التحضيرات التي تقوم بها الإمارات ليل نهار في جزيرة ميون التابعة لمديرية باب المندب بمحافظة تعز جنوب غرب اليمن وهي الجزيرة المتحكمة بباب المندب وخط الملاحة الدولية، تلك التحضيرات التي كشفت عنها وسائل إعلامية ومراكز دراسات غربية اثبتت بصور الأقمار الصناعية إنشاء قاعدة عسكرية وجوية في الجزيرة، هذه القاعدة التي من المتوقع أن تكون الآن شبه جاهزة للاستخدام من المحتمل جداً أن تستخدمها قوات الأسطول الأمريكي الخامس أو السابع إلى جانب القوات البحرية البريطانية الملكية المنتشرة في الشرق الأوسط، وبالتأكيد لن يكون هذا الاستخدام هو لانطلاق الطائرات الأمريكية والبريطانية من القاعدة الجوية هناك لكن قد تُستخدم لتعزيز التواجد الأمريكي في المنطقة والتحكم بعنق ثالث أهم المضائق المائية في العالم وهو ما يشكل خطراً على التجارة الصينية "الحليفة لموسكو أكثر منها لواشنطن ولندن".

الأمر الآخر هو أن الجزيرة، وفقاً لما وصل من معلومات شبه مؤكدة من مصادر عسكرية مطلعة جنوب اليمن، يتم تهيأتها لتكون منصة رادارات تتبع حلف شمال الأطلسي.

كافة المؤشرات تكشف دخول لاعبين دوليين واللعب على المكشوف في الملف اليمني، بدأ ذلك مع جلسة مجلس الأمن الأخيرة بشأن اليمن والتي استخدمت فيها روسيا حق الفيتو لمنع مشروع قرار بريطاني يدين بشكل واضح وصريح إيران ويتهمها باختراق قرار حظر بيع الأسلحة لليمن، وهو القرار الذي عدّه مراقبون برغبة أمريكية وإسرائيلية بحتة، وبقدر ما مثّل تقرير لجنة الخبراء الأمميين، الذي شابه الكثير من القصور ونقص المعلومات وعدم دقة مصادرها، من فرصة للقوى الدولية الغربية لتوجيه ضربة سياسية لإيران أكثر منه لشرح وضع التطورات في اليمن خلال 2017، بقدر ما اتجهت روسيا هي الأخرى للدفاع عن حليفتها إيران باستخدام حق الفيتو لمنع مشروع القرار الغربي أكثر منه دفاعاً عن اليمن.

دور اللاعبين الإقليميين السعودية والإمارات:

يبدو أن فريق الخبراء سيعمل على أن يطفو الملف المتعلق بدور السعودية والإمارات بدعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة في كل من تعز والمخا ومأرب وحضرموت وشبوة، إلى السطح، خصوصاً بعد أن حاول تقرير لجنة الخبراء الخاصين بمجلس الأمن في تقريرهم المرفوع للمجلس أواخر فبراير الماضي بأن هذه الجماعات والتي أورد بعضها بالأسماء وارتباطها بالسعودية والإمارات، بأنها عملت على تفكيك السلطة المركزية وإضعاف الدولة، إلى جانب الكيانات العسكرية القبلية والمناطقية التي أنشأتها الإمارات في الجنوب بعيداً عن «الشرعية»، وهو ما من شأنه أن يُقلص الدور، الإماراتي خصوصاً، في هذا الشأن بالتزامن، طبعاً، مع ظهور الدور الأمريكي بشكل أكبر وأكثر وضوحاً وعلانية في الملف اليمني.

أما بالنسبة للسعودية فقد بدا واضحاً من زيارة محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لبريطانيا والاتفاق بين الرياض ولندن على أن تلتزم السعودية وحلفائها بتحمل تبعات إعادة الإعمار وما خلفته الحرب في اليمن، وهو الدور الذي ستقتصر عليه السعودية في المرحلة المقبلة مقابل التدخل البريطاني المباشر فيما يتعلق بالمفاوضات السياسية والمرحلة المقبلة لليمن من الناحية السياسية، ويتجلى ذلك بوضوح بأن المبعوث الأممي الجديد هو بريطاني الجنسية، أولاً، وثانياً أن السفير البريطاني السابق لدى اليمن سبق أن تحدث وألمح إلى أن المفاوضات المقبلة ستكون مختلفة عمّا قبلها من ناحية تمثيل القوى المتصارعة، من بينها حزب المؤتمر الذي تسعى بريطانيا إخراجه من تحالفه مع أنصار الله وجعله طرفاً ثالثاً إلى جانب صنعاء وحكومة هادي.

تحجيم دور اللاعبين الإقليميين

كل هذه المؤشرات تؤكد وجود ما يمكن وصفه بـ«شبه اتفاق دولي» على إخراج اللاعبين الإقليميين من اللعبة اليمنية وإشراك الأطراف الدولية الكبرى على تحديد مسار الأوضاع في اليمن بشكلٍ مباشر، مع الأخذ بعين الاعتبار الصراع الدولي في سوريا الذي بدا يتصاعد دولياً أكثر من أي وقت مضى.

ويجدر الإشارة أيضاً أن بريطانيا عملت منذ منتصف العام 2017 على سحب قوات خفر السواحل اليمنية إلى سلطتها المباشرة، إذ كشفت تقارير صحفية أن هذه القوات باتت خارج السيادة اليمنية وبات ملف خفر السواحل من مهام القوات الملكية البحرية البريطانية والتي باتت تملك مقراً لها في مدينة عدن جنوب اليمن، هذا بالإضافة إلى التجنيد الواضح الذي قامت به البحرية الأمريكية والبحرية الملكية البريطانية لرئيس مصلحة خفر السواحل اليمنية العميد خالد القملي والذي ظل لفترة طويلة مقيماً في القاعدة العسكرية الأمريكية في البحرين في مايو 2017 وانتهت بتكريمه من قبل قائد الأسطول الأمريكي وقائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وقائد البحرية البريطانية الملكية ودعم الأخير للوحدات التابعة للقملي بالتدريب والعتاد المادي.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً