اعلان

سر زيارة "بن زايد" لأثيوبيا.. 3 مليارات فعلوا قسم "أبي أحمد" لمصر بعقود ملزمة للطرف الأثيوبي.. وأديس أبابا تتخلى عن قطر في اجتماع سري

كتب : سها صلاح

الجميع لم يعرف سر توقيت زيارة ولي عهد الامارات محمد بن زايد لأثيوبيا في 15 يونيو الماضي، مصاحباً معه 3 مليارات لضخهم في تنمية أديس أبابا وعقد لفتح مكتب جديد لشبكة سكاي نيوز بالعاصمة الأثيوبية.

فلماذا 3 مليارات لماذا لم تكن أقل أو أزيد، قالت صحيفة النيويورك تايمز أن الثلاث مليارات واحداً سيتم وضعه في البنك المركزي الأثيوبي و الأثنان الآخران سيكونوا للإصلاحات الأقتصادية، ولكن هل هذا كافي لما كان ذاهباً إليه "بن زايد"؟

أكدت الصحيفة بشكل مبدئي كان كافياً لتخلي أثيوبيا عن قطر، ومعرفة أن شقيقتها مصر هي الأبقى من إماراة إرهابية يمكن ان تدخلها في نفق مظلم معها، خاصة وأن رئيس الوزراء الأثيوبي الجديد آبي أحمد من شعب الأورومو الذين طالما احبوا مصر، وكرهوا الإرهاب لما تعرضوا بسببه من إيذاء كبير طوال سنوات كثيرة تم اضطهادهم بها.

وكشفت الصحيفة تفاصيل اجتماع سري جرى بين رئيس الوزراء الأثيوبي و وولي عهد أبو ظبي لم يعلن عنه أمام وسائل الإعلام لكن سربه للصحيفة أحد الجنرالات الأثيوبيين، حيث قالت الصحيفة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان دائماً يريد حلاً سياسياً وليس عسكرياً ليبتعد عن محاربة أحد أشقائه، وفي الحقيقة لقد نجح في ذلك بعد الاجتماع الذي جمعه مع رئيس الوزراء الأثيوبي في مصر أثناء زيارة الثاني الذي أقسم فيها بعدم الإضرار بحصة مصر المائية بسبب سد النهضة، لذا في البداية تدخلت السعودية للوساطة وحل الأزمة ولكنها فشلت خاصة وأنها لها أموال كثيرة تم بناء سد النهضة بها و قد هددت أثيوبيا حينها بقطع التمويل، ولكنها فشلت ، أما ولي عهد أبو ظبي فرجل ذو "حنكة" دبلوماسي بالدرجة الأولي.

وتوقعت الصحيفة أن ولي العهد أبو ظبي قد نجح تلك المرة في إصابة الهدف حيث جرى خلال الاجتماع السري وضع شروط الطرفين على الطاولة بشكل مباشر، عرض ولي العهد مساعدة أثيوبيا التي تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة بإقامة مشورعات لزيادة الدخل ، والحد من البطالة وأن 3 مليار ليسوا إلا "عربون محبة" وفقاً لوصف الصحيفة، في المقابل تنفذ أثيوبيا قسمها لمصر ولا تتقطع من حصتها في المياه لكن بعقود وشورط جزائية تضمن ذلك فالقسم وحده ليس كافي، بالإضافة إلى الإفلات من يد قطر لتضييق الخناق عليها للعودة إلى أشقائئها العرب و عمل مصالحة جادة بعيدة عن دعم الإرهاب.

وتشكل المنطقة الأفريقية ورقة هامة في الساية الخارجية للإمارات على الصعيد الأمني و الاقتصادي، خاصة بعد محاولات توغل إسرائيل وقطر للسيطرة الأقتصادية على تلك المناطق، فمن جهة سعت الامارات للحد من النفوذ القطري في تلك المنطقة الحيوية، ومن جهة أخرى تعتبر تلك المنطقة المدخل الحيوي للبحر الأحمر، وصولاً لقناة السويس، وهو ما يمثل محوراً تجارياً حساساً للإمارات.

وتندرج زيارة بن زايد لإثيوبيا، في إطار خطة أبوظبي للضغط على الصومال، التي اتخذت موقفاً مخالفاً في معركتها ضد قطر برفضها مقاطعة الدوحة، لترد أبوظبي بتوقيع اتفاقية تشغيل ميناء بربرة مع حركة "أرض الصومال" الانفصالية، بواسطة شركة موانئ دبي الإماراتية، وتسعى الإمارات لإدخال إثيوبيا طرفاً في الاتفاق لتعزيز موقفها في المنطقة الافريقية، خاصة بعد أن خسرت مساحات في جيبوتي، التي قررت سحب امتيازات شركة موانئ دبي لتشغيل محطة دوراليه للحاويات، في صفعة يعتقد الكثيرون أن الدوحة وراءها.

وقالت الصحيفة أن ولي العهد الإماراتي كان ناجحاً في زيارته حيث أن الـمليارات عربون المحبة سيعالج مليار منهم نقص العملة الأجنبية، والملياريين الآخريين مهميين في المشاريع الاقتصادية لنجاح فرصة وجود آبي أحمد التي تعاني حكومته من أزمة اقتصادية طاحنة.

وكانت قطر قد وقعت مع إثيوبيا، في نوفمبر 2017، اتفاقية تعاون عسكري وامتيازات ضريبية، كما أعفت حاملي الجوازات الخاصة الإثيوبيين من تأشيرة الدخول، إضافة إلى استثمارات ضخمة في البلاد ضمتها 11 اتفاقية، أغلبها متعلقة بالزراعة والإنتاج الحيواني، لتأمين الحاجيات الغذائية لقطر في ظل الحصار المستمر.

إضافة إلى الأمن الغذائي فإن الدور السياسي الذي تلعبه إثيوبيا في المنطقة باعتبارها قوة إقليمية في محيط مليء بالدول الفقيرة والمهتزة، يجعل منها حليفاً مهماً في السياسة الخارجية القطرية.

فهل تتنازل عن كل الامتيازات تلك من أجل الامارات، نعم وفقاً لما جرى في الاجتماع، حيث ستقوم الأمارات بتفعيل امتيازات أكثر لأثويوبيا وليس هذا فقط بل وعدت بضخ دول خليج أخرى مبالغ كبيرة لتحسين اقتصاد الدولة التي تعاني من الأزمة الطاحنة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً