اعلان

عمال النظافة ببني سويف معاناة بدون مقابل.. يتساقطون يوميًا بـ"السُل والسرطان".. وأحدهم: "مرتبنا 400 جنيه ومحدش بيسأل فينا" (فيديو وصور)

عمال النظافة بمحافظة بني سويف، مثل زنلائهم بجميع محافظات الجمهورية، فهم أقل الفئات دخلاً، رغم ما يتعرضون له من مشقة في العمل وإصابتهم بالأمراض علاوة علي نظرة المجتمع السيئة لهم، لكنهم يواصلون عملهم دون كلل أوملل، أو تأثرًا بأحداث سياسية أوإقتصادية، أوطبيعية كـ"الحر والصقيع" رغم ما يتكبدونه من مشقة ومخاطر صحية، مقابل بضعة جنيهات صغيرة، يتقاضونها شهريًا .

"محدش بيسأل فينا"يقول سعيد محمد إسماعيل، 48 سنة: "أعمل بالمهنة منذ 7 سنوات، ومرتبي 400 جنيه، على الرغم من أنني أتكبد 7 جنيهات يوميًا مواصلات من محل إقامتي بقرية "نعيم" ، ولم تطرأ أى زيادة على مرتباتنا منذ عملى بالمهنة، رغم تصريحات المسئولين بزيادة مرتباتنا قريبًا "محدش بيسأل فينا" وعندما ذهبت للمحافظ أرسلنى لمسئول خدمة المواطنين، الذى رفض مقابلتى قائلًا "إحنا ملناش دعوة بالموظفين" ورغم ذلك نواصل عملنا بحرارة جو الصيف الحارقة وبرودة وصقيع الشتاء .

الباب الأوليقول فتحي عبدالصمد، أحد عمال النظافة، بمركز ببا، أن راتبهم الشهرى 308 جنيه منذ 5 سنوات وتم تقليص الراتب هذا لـ258 جنيه بعد خصم 50 جنيهاً من كل عامل دون إبداء أى أسباب، وذلك على الرغم من أن المحافظ وافق على زيادة عمال المشروع مبلغ 150 جنيه، ولم يتم تطبيق تلك الزيادة إلا لأشهر قليلة، مطالبًا بنقلهم على الباب الأول أسوة بزملائهم .

عقود شاملةوأشتكت باتعه شحاته، إحدى العاملات، بمركز إهناسيا، من إهدار حقوقهم على مدار 6 سنوات عمل بمشروع النظافة، وأكدت أن مرتبهم 250 جنيه، على الرغم من أن زملائهم فى المراكز الأخرى تجاوزت مرتباتهم حد الـ600 جنيه، وطالبت محافظ بني سويف بمساندتهم والوقوف بجانبهم لأن معظمهم يعولون أسر يتعدى قوامها الـ6 أفراد فى مراحل تعليمية مختلفة، وتحرير عقود شاملة لهم .

رسوم النظافةويقول سيد صميدة، عامل نظافة بمركز سمسطا: نعمل في هذه المهنة لعدم وجود غيرها، مرتباتنا التي نحصل عليها لا تكفي شيئا، ومِنَّا من يعتمد على المكافآت؛ نظرًا لعدم تثبيتهم ويتم دفع هذه المرتبات لهم بعد تحصيل رسوم النظافة من المنازل، وفى حالة عدم تحصيل المبلغ المطلوب يتم تأجيل قبضهم بالشهور، ويلجأ الكثير منهم إلى جمع البلاستيك والحديد أثناء عمله ويقوم ببيعه من أجل الحصول على أموال.

الفيروسات الكبديةويضيف: "نسبة 90% من عمال النظافة مرضى بالفيروسات الكبدية نظرا لطبيعة عملهم في جمع القمامة التي يقومون بالإمساك بها بأيديهم، ويصرف للعامل يوميا بدل وجبة طعام لم تتخط العشرة جنيهات بالإضافة إلى صرف بدل عدوى مرض بنفس الثمن"، مؤكدا أن عامل النظافة هو الوحيد الذي يعمل بيده ولم ينسب له أي إنجاز بل يتم نسبه لغيره، ونظرة المجتمع له لم تتغير حتى الآن ويشعر بها في معاملة الناس له، ويبعدون عنه للرائحة الكريهة الصادرة منهم" مطالبا المسئولين الاهتمام بعمال النظافة وتوفير أساليب الحماية لهم بالإضافة إلى ملابس تحميهم من لهب وحرارة شمس الصيف وبرودة وأمطار الشتاء.حقوق الانسانوقال النائب على بدر، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن غالبية عمال النظافة يتعرضون للموت بالبطىء يوميا بسبب ما يتعرضون له من إصابات من الزجاج الموجود بالقمامة أو السرنجات الملوثة بالدماء، بعض العمال أصيبوا بمرض السل، والأمراض الصدرية، وتتراوح رواتب عمال النظافة ما بين 350 جنيهًا و600 جنيه ولا تزيد عن 900 جنيهًا، كما أن أغلب العمال بعقود مؤقتة وتابعة لصندوق المحافظة ولم يتم تثبيتهم حتى اليوم، على الرغم من أحقيتهم فى التثبيت خاصة مع تطبيق قانون الخدمة المدنية.تسول العمالوأضاف عضو مجلس النواب، أن الظلم الذي وقع على عاتق عامل النظافة في الآونة الأخيرة جعل بعضهم يتسول أثناء أداء عمله فأنتشرت ظاهرة التسول بالمقشة على الأرصفة وفى الطرقات العامة، هذه الظاهرة التى لا يمكن أن نلوم عليها عامل النظافة بمفرده ولكن الظلم والتضييق وتدنى الراتب هو من دفعه لذلك.الفئة المهمشةوأستنكر "بدر" تدنى الرواتب إلى هذا الحد، مشيرًا إلى أن زيادة رواتب عمال النظافة لن تحدث أزمة إقتصادية أو عجزًا فى ميزان المدفوعات والأخذ من رواتب هذه الفئة المهمشة لن يحدث فارق يذكر فى ميزانية الأجور.التثبيت والصناديقمن جانبه أكد المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، أنه وافق مؤخرًا على تثبيت العشرات من عمال مشروع النظافة، على الباب الأول " بند 2/3 " بالفصل المستقل "الصناديق والحسابات الخاصة" بموازنة الديوان العام من العاملين بديوان عام المحافظة والوحدات المحلية، لافتًا إلى أن هذه الخطوة الهامة تهدف إلى تحقيق الأمان الوظيفي للعاملين بنظام التعاقد وتقنين أوضاعهم الوظيفية وتوفير الإستقرار النفسي والأسري لهم بما يسهم في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً