اعلان

فصائل المعارضة في «أرض النار».. من الأقوى نفوذًا في الجنوب السوري؟

«أزيز الطائرات يصم الآذان، دوي طلقات الرصاص تبعث الرعب في قلوب الأطفال، أعمدة الدخان تتصاعد من المنازل أو بالاحرى ما تبقى منها»، ذلك هو الحال في مدن الجنوب السوري التي تضم الى درعا محافظتي القنيطرة والسويداء، تلك المنطقة التي حولتها املعارضة السورية لمنطقة ملتهبة وجحيمًا على الأرض.

أهمية استراتيجيةتكتسب المناطق الواقعة جنوب سوريا والتي تضم عدة مدن ومناطق أبرزها درعا محافظتي القنيطرة والسويداء، خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق.

ووفقًا للتقارير تسيطر الفصائل المعارضة والمليشيات المسلحة على الجزء الأكبر من محافظتي درعا والقنيطرة، فيما تسيطر قوات الجيش العربي السوري على محافظة السويداء المجاورة بشكل شبه كامل.

مليشيات الجنوب من الأقوىيصعب حصر أعداد المليشيات المتواجدة جنوب سوريا، إلا أن 55 كتيبة من المعارضة أعلنت توحدها في درعا في العام 2014 تحت ما عُرف بتحالف «الجبهة الجنوبية».

بلغ قوام تحالف «الجبهة الجنوبية» الـ 30 ألف جندي، ذلك العدد الذي ضمن للتحالف تحقيق انتصارات متتالية على حساب قوات الجيش السوري في الجنوب، وسيطروا على قواعد عسكرية ومناطق استراتيجية في محافظتي درعا والقنيطرة.مليشيات الجنوب والدعم الأجنبيتعمل مليشيات «الجبهة الجنوبية» بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية وتحت مظلتها العسكرية، حيث تولت قوات البحرية الأمريكية تدريباتها.

لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية اللاعب الوحيد في هذه المنطقة، فقد ذكر تقرير لمجموعة الأزمات الدولية، أن «إسرائيل أيضاً تدعم الفصائل المعارضة جنوباً».

وجاء في القرير أن «إسرائيل أيضاً قدمت دعماً للفصائل المعارضة في الجنوب منذ 2013 أو 2014 في ما بدا محاولة لتكريس شركاء محليين وضمان أمن منطقة عازلة على حدودها».

وخلال السنوات الماضية، تلقى المئات من جرحى الفصائل العلاج في مستشفيات في إسرائيل، وعلى مر السنوات، ضعف تحالف «الجبهة الجنوبية»، وباتت الفصائل تعمل بشكل منفصل عن بعضها.

وبعكس مناطق الغوطة الشرقية، معقل الفصائل الأبرز سابقاً قرب دمشق، حيث كانت ثلاثة فصائل كبيرة تسيطر على المشهد، فإن عشرات الفصائل الصغيرة تعمل حالياً في الجنوب السوري، لكل منها منطقة تخضع لنفوذها.

صراع على السلطة والنفوذ

وفقًا لتقرير لمجموعة الأزمات الدولية، لا يزال عدد كبير من الفصائل المعارضة في الجنوب، أكثر من نصفهم تلقوا تدريبات من عسكريين أمريكيين، يتنازعون على فرض السيطرة، ويعد فصيلا «جيش الثوار» و«شباب السنة» الأبرز والأكثر نفوذاً من حيث العديد والمعدات العسكرية.

وبحسب التقارير ذاتها، ينتمي إلى الفصيلين حوالي نصف المقاتلين المعارضين في الجنوب، فيما تتواجد حركة «أحرار الشام»، أبرز الفصائل العاملة في سوريا، أيضاً في محافظة درعا، لكن بشكل محدود.

ومن بين المليشيات المتواجدة في الجنوب «هيئة تحرير الشام»، (جبهة النصرة سابقاً)، والذي يقتصر تواجده على مئات المقاتلين في الجنوب السوري، فيما يسيطر فصيل «خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم «داعش» على جيب صغير جنوب محافظة درعا محاذ لهضبة الجولان، ويبلغ عديده نحو ألف مقاتل، وفق المرصد السوري.استعادة السيطرةوبالرغم من قوة المليشيات المسلحة في الجنوب، إلا أن بعد التقدم الأخير لقوات الجيش السوري في درعا، باتت الفصائل المعارضة تسيطر على 60% من المحافظة، ولا تزال تسيطر على 70% من محافظة القنيطرة، حيث تتقاسم قوات الجيش السوري والفصائل السيطرة على مدينة درعا التي تشهد اشتباكات عنيفة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً