اعلان

"التار ولا العار يا ولدي".. نهاية 250 خصومة ثأرية في سوهاج (صور)

مما لا شك فيه أن قضية الثأر في صعيد مصر خاصة، تختلف عن بقاع جمهورية مصر العربية، حيث لها تقاليد وعادات لا يمحوها الزمن مهما طال أوتغير، الثأر هو القضية التى لا تنتهي بالتقادم، ومهما طال الزمن وتأخر القصاص فلابد منه، فإن لم يكن على يد الولد يكون على يد ولد الولد، هكذا الحياة في صعيد مصر، وكما يقال " التار ولا العار يا ولدى"، جدير بالذكر أن ظاهرة الثأر تعتبر من أخطر الظواهر الاجتماعية التي عانت منها كافة المجتمعات البشرية، وهي قديمة قِدَمَ الوجود البشري على سطح البسيطة وتعتبر من أخطر ما يهدد سلامة وأمن تلك المجتمعات، كما تعتبر هي العدو الأول للتنمية والتطوير.

وظاهرة الثأر من أسوأ العادات الاجتماعية الموروثة التي تهدد الأمن والسلم الاجتماعي وتعيق عملية التنمية في صعيد مصر وتؤدي إلى سفك دماء الكثير من الأبرياء وإلى قيام العديد من الحروب والنزاعات القبلية التى نحن فى غنى عنها.

أدى الثأر في صعيد مصر وبمحافظة سوهاج خاصة، إلى إنهاء مستقبل أبناء وأباء مشرق كان يسطع فى النور، كان يحلم كل منهم بالطيران في أعالي السماء، يحلم يرفرف ويرسم حياة جميلة له ولأبنائه، ولكن كتب الزمن عليه أشياء مقدرة لا شأن له فيها إلا العادات والتقاليد المخالفة للشرع والدين والتي غالبا ما يلتزم بها الرجال في صعيد مصر وخاصة في قضية الثأر هربا من العار والخزي الذى قد يلاحقهم في حالة التفريط في الثأر.

كان للثأر أسباب عديدة في محافظة سوهاج، ومن أبرزها أسباب لا تستدعى القتل، فنجد مشاجرة بين الجيران، أو مشاجرة بسبب الأطفال أو مشاجرة بسبب قطعة أرض أو مشاجرة بسبب أولوية المرور بالطريق أو ركوب سيارة أو مشاجرة بسبب دخول حيوان لأرض الجار، أو مشاجرة بسبب التعدي بألفاظ على الآخرين، أو مشاجرة بسبب معاكسة فتاة أو زوجة ، وغيرها من الأسباب التي ينتج عنها مقتل احد المواطنين، فيستدعى ذلك أهاليه بأخذ الثأر والتربص للجاني او احد أقربائه وقتله.

شهدت محافظة سوهاج حوادث ثأر لا عدد لها كان فيها المقتول لا ذنب له إلا صلة الرحم بالجانى، فنجد طبيب يقتل أو مهندس أو عالم أو ضابط أو مدرس أو عامل، نتيجة عادات وتقاليد موروثة سيئة.

ولكن في الآونة الأخير بقدوم أحد رجال وزارة الداخلية ويدعى اللواء خالد الشاذلي مدير مباحث سوهاج، إلى أرض المحافظة، تبنى فكرة تحت عنوان "سوهاج خالية من الثأر" وكان ذلك بالتعاون مع رجال الدين الإسلامي الأوقاف والأزهر الشريف ورجال الدين المسيحي وكافة رجال المصالحات بالمحافظة، وعواقل العائلات.

بالفعل نجح الشاذلي بالتعاون مع الأزهر الشريف وبعض الجهات المهتمة في القضاء على الغالبية العظمى من قضايا الثأر فى المحافظة، بل أوشكت المحافظة على الانتهاء من تلك الظاهرة وإعلانها خالية من الثأر.

جدير بالذكر أن لجان المصالحات بمحافظة سوهاج وبالتعاون مع مديرية أمن سوهاج ورجال الدين تمكنوا فى سنوات قليلة من التصالح فى أكثر من 250 قضية ثأرية، وحقن دماء الآلاف من الأبرياء 

وأكد اللواء عمر عبدالعال، مساعد زير الداخلية ومدير أمن سوهاج أن المديرية لا تألو شيء من جهد في إنهاء الخصومات بين العائلات، وذلك تنفيذا لتعليمات وزير الداخلية والسيد رئيس الجمهورية.

وأكد اللواء خالد الشاذلى انه تقوم وزارة الداخلية بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة ورجال المصالحات وفض المنازعات بحل العديد من المشاكل الثأرية في محافظة سوهاج وكان آخرها من أيام قليلة فض عدة مشاكل بمركز طما، منها ما راح ضحيته 7أفراد من الطرفين ومنها ما راح ضحيته اثنان أو ثلاث أو واحد.

ويقول محمود محفوظ أحد رجال فض المنازعات إن مديرية أمن سوهاج حققت أرقام مهولة فى فض المنازعات الثأرية، بل أوشكت على النفاذ تلك الظاهرة بداخل المحافظة بفضل الرجال المخلصين وفضل تفهم الاهالي لقضية الثأر ومعاناتهم منها وتوريث المعاناة للأبناء وذلك كاهل كبير على أعناقهم وأعناق من هم من بعدهم، وتدمير لحياتهم ومستقبلهم، فالجميع يعي جيدا مدى خطورة تلك الظاهرة وما يترتب عليها من خراب ودمار شامل للماضي والحاضر والمستقبل.

يقول "م ع " أحد الأهالي الذى كان عليه دم "ثار" فى سوهاج يقول هم وانزاح يا ولدى، الله لا يوريه لحد، كنت امشى واطلع المشوار مضمنش ارجع بيتى ، كنت امشى اتلفت زي المجنون ، مع انى معملتش حاجة ، ذنب القريب وتشيل معاه، غلط غيرنا ونشيله احنا".

أما "ع ن" أحد الأفراد الذين كان لهم حق دم عند أحد الأطراف، قال :" أنه حزين جدا على فقدان أخيه، وكان يحلم باليوم الذي يقتص في له، ويقتل الجاني أو أحد أخوته،أو أحد أقربائه اللي عليهم العين، بمعنى أن يكون رجل مهم له وعلية بين تلك العائلة حتى تحس بمدى الحزن في فقدان أحد رموزها، ولكن بتدخل أهل الخير ربنا يبارك فيهم، تمكنا من العفو والسماح، وقام الطرف الثاني بتقديم القودة ودفع الدية وتلك امور من الدين ، و يا بخت من قدر وعفى، عشان لو معملناش كده ، هنخلص احنا الاثنين، يضربوا مننا ونضرب منهم وهكذا، لكن الحمد لله تم الصلح والناس حاليا مع بعض كويسة وبترمى السلام على بعض وأحسن من الأول.

يقول "م ع " أحد الأهالي الذى كان عليه دم "ثار" فى سوهاج يقول هم وانزاح يا ولدى، الله لا يوريه لحد، كنت امشى واطلع المشوار مضمنش ارجع بيتى ، كنت امشى اتلفت زي المجنون ، مع انى معملتش حاجة ، ذنب القريب وتشيل معاه، غلط غيرنا ونشيله احنا".

أما "ع ن" أحد الأفراد الذين كان لهم حق دم عند أحد الأطراف، قال :" أنه حزين جدا على فقدان أخيه، وكان يحلم باليوم الذي يقتص في له، ويقتل الجاني أو أحد أخوته،أو أحد أقربائه اللي عليهم العين، بمعنى أن يكون رجل مهم له وعلية بين تلك العائلة حتى تحس بمدى الحزن في فقدان أحد رموزها، ولكن بتدخل أهل الخير ربنا يبارك فيهم، تمكنا من العفو والسماح، وقام الطرف الثاني بتقديم القودة ودفع الدية وتلك امور من الدين ، و يا بخت من قدر وعفى، عشان لو معملناش كده ، هنخلص احنا الاثنين، يضربوا مننا ونضرب منهم وهكذا، لكن الحمد لله تم الصلح والناس حاليا مع بعض كويسة وبترمى السلام على بعض وأحسن من الأول.

وتابع "ر ا" أحد الأفراد الذين كان عليهم ثار:" تركت المنزل مقابل الصلح وهجر المنطقة ككل، مع العلم أن سبب المعركة شوية عيال، لكن الشيطان وزنا وكبر الموضوع وحدثت مشكلة وقع فيها راجل، وبعد سنين من الهروب والقلق تدخلت ناس الخير وتم الصلح مقابل فدية وترك المنزل لاننا فى وش بعض".

وأكد المواطنين على سعادتهم التامة بما يقوم به رجال الدين وأجهزة الشرطة والقيادات فى فض المنازعات بين الناس حقنا للدماء.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً