اعلان

بالمستندات.. "أهل مصر" تفتح ملف النصب الدبلوماسي.. المناصب تبدأ من سفير لوزير.. والأسعار تصل لـ 5000 دولار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
كتب : محمد سعد

◄ إيهام الضحايا بحصانة عربية وأفريقية وكارنيه دبلوماسي

◄ الجامعة العربية تتبرأ من هذه المنظمات.. والأمم المتحدة تكشف المستور

"إيه ده انت متعرفش مين اللى الناس بتسلم عليه هناك.. لا معرفش مين ده.. ده بيقولوا عليه سفير، ووزير مفوض لجامعة الدول العربية"، حوار صغير دار بينى وبين أحد أصدقائي خلال أحد المؤتمرات، لم أبدي اهتمامي آن ذاك بهوية الشخص الذي يحدثنى عنه صديقي، لكن مع مرور الوقت، وتكرار نفس المناصب أمام عيني في الكثير من المناسبت، راودني الفضول أن أعرف كيف يحصل هؤلاء "الجهابزة"، وأصحاب المقامات العالية على هذه الدرجة، وبعد سلسلة من تقليب الدفاتر، والتفتيش عبر مواقع الإنترنت، وإجراء اتصالات عدة بجهات رسمية ومسئولين، تيقنت أن المناصب الرفيعة التى ذكرت جميعها وسمعتها أذاني في مناسبات خاصة وحفلات، كانت معظمها وربما جميعها "فنكوش".

عبر موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، بدأت رحلة البحث عن الأماكن المُخصصة لإستخراج هذه الشهاداة المضروية، وبعد فترة من البحث توصلنا إلى أحد الصفحات المُخصصة لإستخراج هذه الألقاب، ومنح عضويتها إلى الباحثين عن المناصب الرفيعة، الصفحة تُلقب بإسم "موسوعة التكامل الإقتصادي العربي الإفريقي"، ويمتلكها أحد الأشخاص الذي يدعي "ح.ص"، ويهدف إلى إغراء موهوسين الألقاب والمناصب التى أغلبها تبحث عن لقب سفير ، أو وزير مُفوض، للحصول على شهادات مُعتمدة من الأمم المتحدة، مقابل دفع مبلغ مالي يتراوح من 1000 دولار إلى 5000 دولار، مع وضع بعض الشروط الناصة على أنه لا ينظر إلى المؤهل العلمي قدر ما هو مطلوب من الشخص عدم الإساءة إلى الجامعة العربية، وفي حالة مخالفة ذلك يستوجب فسخ عضوية صاحب هذا التصرف دون الرجوع إليه، ما أسبك عملية النصب أمام العملاء، وعلى الرغم من عدوم وجود أرقام هواتف محددة، أو عنوان قائم للمكان إلى أن كثيرون لم يلتفتوا إلى هذه النقطة الهامة.

لكل صفقة مميزات بالطبع، لذلك وضع "ح.ص" مميزات أمام المُنضم الجديد، بحيث يحصل العضو على حصانة عربية وأفريقية، ويحق له تمثيل الموسوعة في المؤتمرات والمنتديات العربية والدولية والمحلية والمعارض العربية والدولية، بالإضافة إلى الحصول على كارنية دبلوماسي، يستخدم كتحقيق للشخصية في الدول العربية والأفريقية، كما يمكن للعضو استخدام اسم وشعار جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى على الكارت الشخصي.

المثير أن صاحب "السبوبة" لم يتوقف فقط على منح العضو لقب سفير، بل وصل الأمر إلى منحه عضوية للبعض بدرجة وزير مُفوض، وحصلت "أهل مصر" على تعاقد بين "ا. أ"، والمنظمة يتمضن العمل كوزير مُفوض لشئون إفريقيا مقابل 5000 دولار سنويًا، مع معاملة المتعاقد مُعاملة الدبلوماسيين في أي دولة، وترأسه اللجان الخاصة ببعض الدول ممثلًا عن الكيان.

الجامعة تتبرأ

الشروط السابقة أظهرت لنا، أن القائم على هذه الأعمال المُزيفة، على درجة عالية من الخبرة بالعمل في هذه الإجراءات، الأمر الذي دفعنا إلى التواصل مع جامعة الدول العربية، لمعرفة إمكانية وجود أية صلة بين هذا الكيان والجامعة، فكان الرد مُتوقع أن الجامعة ليس لها صلة من قريب أو بعيد بهذه الكيانات، وتناشد الأشخاص بعدم إجراء مثل هذه الصفقات لأنها "نصب في نصيب"، كما حصلنا على خطاب باسم السفير السابق بجامعة الدول العربية، يكشف عدم مسؤلية جامعة الدول العربية عن التعامل مع هذه الكيانات المجهولة الهوية، وأن الأمانة العامة إدارة افريقيا ترعى موسوعة التكامل العربي الأفريقي دون أدنى مسؤلية عن الجامعة، سواء ما يتعلق بالمادة أو المعلومات أو الماديات.

الحالات المتواجدة أمامنا لم تكن وليدة اللحظة، فقد تمكنت الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة، من ضبط رجل وزوجته قاما بانتحال صفات رسمية في منظمة دولية بغرض النصب على المواطنين عن طريق إيهامهم بمنحهم جوازات سفر دبلوماسية وصفات رسمية نظير الحصول على مبالغ مالية طائلة.

وأكدت التحريات بمعرفة إدارة مكافحة جرائم التزييف والتزوير، أن وراء ارتكاب الواقعة كل من "طارق ح.م - 49 سنة حاصل على معهد حاسب آلي سبق اتهامه في 35 قضية تزوير، ونصب، وشيكات، وتبديد، واستيلاء، ونيرمين ف.م" 44 سنة حاصلة على ليسانس آداب "زوجة الأول" سبق اتهامها في 3 قضايا ومطلوب ضبطها للتنفيذ عليها في قضية تزوير بعقوبة 7 سنوات حبس، حيث قام المتهم الأول بانتحال صفة رسمية في منظمة دولية لإقناع ضحاياه من الشخصيات العامة ومشاهير المجتمع، وبعض رعايا الدول العربية بقدرته على تنصيبهم كسفراء نوايا حسنة ومنحهم جوازات سفر وبطاقات هوية دبلوماسية منسوبة للمنظمة تتيح لهم السفر لجميع الدول بدون تأشيرة، وفي سبيل ذلك، أقام حفلات وهمية بالفنادق في مصر والدول العربية ومنحهم بالاشتراك مع زوجته جوازات سفر وبطاقات هوية دبلوماسية وشهادات تقدير "مزورة" نظير حصوله على مبالغ مالية طائلة منهم بزعم أنها تبرعات للمنظمة.

الأمم المتحدة تكشف المستور

العديد من هذه الحالات تستخدم دائمًا إسم الأمم المتحدة لإغراء ضحاياها، لذلك كان اتجاهنا الأخير إلى اثبات العلاقة الوهمية بين هذه الكيانات والأمم المتحدة، وبعد رحلة من البحث على الموقع التابع للأمم المتحدة، عثرنا على بيان صدر عن الأخير يظهر للعلن أن المنظمة لا تتعامل مع أى جهات في مصر.

وأوضح البيان، أنه تناهى إلى علم الأمم المتحدة، أن ثمة مراسلات متنوعة تعمم عن طريق البريد الإلكتروني، ومن مواقع على شبكة الإنترنت، وعن طريق البريد العادي أو الفاكس، تدعي زيفا أنها صادرة عن الأمم المتحدة أو بالاشتراك معها، أو مع موظفيها، ويراد من عمليات الاحتيال هذه، في الكثير من الحالات، الحصول على المال، أو معلومات شخصية من الأشخاص الذين يتلقون تلك المراسلات، وتود الأمم المتحدة أن تحذر عامة الجمهور من هذه الأنشطة الاحتيالية التي يزعم الاضطلاع بها باسم المنظمة، أو باسم موظفيها؛ وستقدر لفت انتباهها إلى أي مراسلات مشبوهة.

وكشفت البيان عدم تقاضى الأمم المتحدة أي رسوم في أي مرحلة من مراحل عملية الاستقدام (الطلب، والمقابلة، أو عمليات التجهيز أو التدريب، أو أي رسم آخر)، كما لا يطلب أية معلومات متعلقة بالحسابات المصرفية أو أي معلومات شخصية أخرى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً