اعلان

عهد التميمي: لو تعود عقارب الساعة للوراء سأكرر التصدي لجنود الاحتلال

عهد التميمي
كتب : وكالات

"لو تعود عقارب الساعة إلى الوراء، لبدر مني نفس التصرف، بصفع الجندي الإسرائيلي، ولنشرت الفيديو، كي يطلع العالم على تصرفات الاحتلال الوحشية"، بهذه الكلمات ردت الطفلة، عهد التميمي، على سؤال خاص لوكالة لـ"وفا" الإخبارية، حول ما إذا كانت تشعر بالندم على تصرفها مع الجندي الإسرائيلي الذي صفعته، عند اقتحام باحة بيتها، وقضت على إثره 8 أشهر في السجن.

وأضافت التميمي لـ"وفا": "ما قمت به هو التصرف الطبيعي لعائلة آمنة يقتحم جنود مدججون بالسلاح بيتها، حتى لو كان الثمن السجن، فمن يؤمن بفكرة التحرر يجب ألا يرعبه بطش الاحتلال".

وحول اللحظات الأصعب خلال اعتقالها، قالت أيقونة المقاومة الشعبية: "لقد مثلت اللحظة، التي وردني فيها نبأ استشهاد ابن عمي، عز الدين التميمي، خلال مواجهات في بلدتي النبي صالح، أصعب لحظة لي خلال الأشهر الثمانية"، مشيرة إلى أن الألم كان يعتصر قلبها لتزامن الرحيل مع فترة الاعتقال، ولم تتمكن من المشاركة في وداعه".

وتابعت: "خلال فترة التحقيق، تعرضت للحظات قاسية، فقد هددوني بأنهم سيعتقلون أفراد عائلتي، إن لم اعترف بالتهم الموجهة لي، كما أن ضابطا احتلاليا بدأ يتحرش بي لفظيا، وقال لي: بأن عيوني جميلة وشعري جميل، وهو ما مثل لحظات رعب حقيقية".

وأكدت التميمي أنها استفادت جدا من تجربة الاعتقال، رغم قسوتها، إذ تمكنت من إكمال الثانوية العامة، وهي داخل السجن، كما تلقت دورة في القانون الدولي، مشيرة إلى أنها ستكمل دراستها في القانون، كي تصبح محامية تدافع عن الأسرى وحقوق شعبها.

وأضافت "تجربة السجن تجعل الإنسان أكثر وعيا في كثير من الأمور".

وحول ما إذا كانت المقاومة الشعبية، التي ينتهجها الأهالي في قرية النبي صالح، بمحافظة رام الله والبيرة، تعد النموذج الأنسب لمجابهة الاحتلال، قالت: "أنا مقتنعة بالطريق الذي نسير به، وكل الشعب الفلسطيني يجب أن يصعد من أساليب المقاومة الشعبية، وصولا إلى تحقيق الأهداف الوطنية كافة".

وطالبت عهد بتصعيد الضغط السياسي العربي والدولي على إسرائيل لتحرير كافة الأسرى، قائلة: "قضية الأسرى تحتاج إلى مزيد من الضغط"، وقالت: "يجب رصد قصص الأسرى، وخاصة الأسيرات والأطفال وذوي الأحكام العالية، وتوثيق معاناتهم، ومن ثم العمل على إيصالها للعالم أجمع، كي يطلع على بطش الاحتلال بحق الإنسان الفلسطيني".

وما زالت عهد مرتبكة قليلا، فهي لم تخرج بعد من جو المعتقل، وتقول: "لم أعد إلى حياتي الطبيعية بعد، فما زالت أجواء السجن حاضرة في ذهني، ومنذ خروجي لم ارتح يوما، لأنني ما زلت أعيش على وقع الزوار من أبناء شعبي"، مشيرة إلى أن السجن يظل تجربة قاسية، فالفرق كبير بين المبيت في غرفة ضيقة، وبين العيش في حضن العائلة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً