اعلان

كواليس معركة "الابتزاز والبزنس" في أزمة "محمد صلاح".. الكولومبي أسقط "مو" في فخ الخطاب "المزور".. 5 أدلة تكشف لغز التحقيق مع أسطورة ليفربول فور وصوله مصر

وسط ضجيج صاخب وانشقاق بين من متعاطف مع محمد صلاح, ورافض لتصعيده الأخير ضد اتحاد الكرة، قبل مباراة النيجر، بشأن ما أسماه "ضمانات" تتعلق بمعسكر المنتخب الوطني المقبل، قبل مواجهة النيجر، انقسم الرأي العام إلى فريقين، الأول أبدى تعاطفه مع نجم مصر الأسطوري، ودافع عن توجهاته وتصريحاته التي أدلى بها عبر "فيديو لايف"، على حسابيه الرسميين في موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، على 3 أجزاء، وفريق آخر لام اللاعب، واعتبره مثيرا للجدل، ويحاول إشعال الفتنة في صفوف المنتخب قبل مواجهة مهمة، أمام منتخب النيجر يوم السبت 8 سبتمبر المقبل، في إطار مباريات الجولة الثانية لتصفيات الأمم الإفريقية، المؤهلة إلى نهائيات الكاميرون في مارس 2019، ضمن المجموعة العاشرة التي تضم إلى جوار مصر منتخبات النيجر وتونس وسوازيلاند، وهي المباراة التي تعد بمثابة حجر الزاوية لمنتخب مصر من أجل استعادة التوازن بعد الخسارة في الجولة الأولى أمام تونس على الملعب الأولمبي في رادس، بهدف دون رد، والتي أدت لتذيل منتخب مصر المجموعة بلا رصيد، بعد تعادل الطرفين الأخرين النيجر وسوازيلاند سلبيا من دون أهداف.

الشرارة تنطلق من «تويتر»

"طلبنا ضمانات بشأن رفاهية محمد صلاح، لكن اتحاد الكرة لم يرد علينا"، تدوينة قصيرة كتبها رامي عباس محامي محمد صلاح الكولومبي الجنسية اللبناني الأصل، بعد أقل من ساعتين، على تحرك النجم المصري بتصريح ناري، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، كشف من خلاله عن أزمة جديدة، تفجرت بينه وبين اتحاد الكرة، قبل أقل من أسبوعين على أول مباراة لمنتخب مصر، بعد نهائيات كأس العالم في روسيا، أمام منتخب النيجر.

تدوينة الكولومبي رامي عباس، أو الملقب بـ «مستر x»، كانت المحرك الرئيسي لصدام محمد صلاح «مو» مع منتخب مصر، في ثوبه الجديد تحت قيادة المكسيكي خافيير أجيري، خليفة الأرجنتيني هيكتور كوبر، لم تكشف بشكل مباشر عن ضمانات رفاهية محمد صلاح، خلال معسكر المنتخب في مدينة برج العرب، استعدادًا للقاء النيجر، وفي المقابل التزم اتحاد الكرة صمت القبور، إزاء الرسائل التي بعثها محامي محمد صلاح، ما اضطر اللاعب إلى اتهام اتحاد الكرة بالتجاهل، عبر تغريدة مقصودة في وقت ذي دلالة، قال من خلالها: "الطبيعي أن أي اتحاد كرة يسعى لحل مشاكل لاعبيه حتى يوفروا له الراحة، لكن في الحقيقة ما أراه عكس ذلك تمامًا، ليس من الطبيعي أن يتم تجاهل رسائلي ورسائل المحامي الخاص بي، لا أدري لماذا كل هذا؟ أليس لديكم الوقت الكافي للرد علينا؟!"

اتحاد الكرة يتسلح بالتجربة الصينية

التزم اتحاد الكرة الصمت لمدة 10 أيام، بعد أن قرر إدارة المعركة مع اللاعب ووكيله بشكل مختلف، حتى لا يتكرر مشهد الصراع على بزنس الإعلانات عبر الطائرة الخاصة لمنتخب مصر، وتعامل هاني أبو ريدة مع نص الرسائل الإلكترونية، التي بعثها رامي عباس، بشأن ما أسماه ضمانات رفاهية محمد صلاح، بالطريقة الصينية الشهيرة: "لا تقاتل عدوك وانتظر جثته عند حافة النهر"، خاصة أن طلبات وكيل صلاح احتوت على عبارات قاسية ومستفزة، أقرب ما تكون إلى الابتزاز، لأنها شملت تحذير مسئولي اتحاد الكرة من عدم تنفيذ هذه الطلبات، وإلا سيتم كشف كافة التفاصيل، سواء عبر حساب محمد صلاح على "تويتر، أو حساب رامي نفسه، مع التلويح بتحريك الشارع المصري، وتصعيد الأمر لإجبار اتحاد الكرة على الاستقالة، استغلالًا لحالة تعاطف الشارع المصري بكل أطيافه ومسئوليه مع النجم الكبير، الذي بات أيقونة لكل المصريين من دون استثناء!!

وبعد أن تدحرجت كرة اللهب، كان اتحاد الكرة في الموعد عبر مؤتمر صحفي، يوم الاثنين الماضي، كشف خلاله عن رسائل رامي عباس وكيل محمد صلاح، وما حوته من طلبات، رأى اتحاد الكرة أنها ستكون رصاصة تشعل الفتنة بين صلاح وزملائه، وأصدر بيانا يرفض فيه هذه الطلبات من دون أن يقترب من محمد صلاح بشكل صريح، وكان أبرز هذه الطلبات ضرورة تواجد طاقم حراسة محترف على أعلى مستوى لمرافقة اللاعب، ويمنع التصوير معه سواء داخل فندق الإقامة، مشترطًا أن يكون تقسيم "البودي جارد" بين غرفته الخاصة، ومدخل الأسانسير المؤدي إلى اللوبي، وأمام أتوبيس اللاعبين، وعند مدخل الملعب أمام المران، ومحددًا عدد رجال الحراسة في كل مرحلة، مع رفض تصوير اللاعب في أي إعلان وبأي طريقة كانت، سواء جماعية مع زملائه، رغم عدم شرعية ذلك، أو فردية، وهو أمر من حق اللاعب تمامًا

صلاح يسقط في الفخ

لم يجد محمد صلاح مفرًا من الظهور في فيديو لايف، من داخل حديقة منزله في ليفربول، بعد ساعات قليلة من المؤتمر الصحفي الذي أقامه اتحاد الكرة، في اجتماع الاثنين «الأسود»، وبدا منه حرصه الشديد على أن يدافع عن وكيله، ويتجاوز عن عباراته القاسية باعتبارها "أمر عادي"، وشدد على أن ما يطلبه ليس امتيازات شخصية، بقدر ما هي مطالب جماعية، تتعلق بكل اللاعبين، دون أن يدري أنه بذلك سقط في الفخ، لأكثر من سبب، خلال الفيديو الذي تم تصويره على 3 أجزاء، واستغرقت مدته ما يقرب من ربع ساعة "14 دقيقة تقريبًا"، أولها أن "المطالب الجماعية" ينبغي أن تكون عبر قناة مختصة بذلك، وليس وكيل أحد اللاعبين.

حاول صلاح أن يضع الأمر في هذا الإطار، موجها اعتذاره لقائد منتخب مصر، الذي يعد المسؤول عن هذا الملف كقائد للفريق، والذي يفترض أن يكون في المعسكر المقبل أحمد فتحي لاعب النادي الأهلي، بعد اعتزال عصام الحضري حارس مرمى النادي الإسماعيلي الحالي، وثانيها إصراره على وضع وكيله رأسًا برأس معه شخصيًا كطرف ثان، رغم تحذيرات كوبر وجهازه المعاون السابق بالكامل من تصرفات الوكيل، وطلبهم أن يكون التعامل معه في حدود رسمية فقط، من دون أن يتجاوز نطاق صلاحيات منصبه، على تصرفاته وألفاظه التي أثارت استياء كوبر نفسه، خاصة خلال معسكر روسيا، وتأكيد كوبر وإيهاب لهيطة للاعب أن رئيس الشيشان لم يدفع مليما للمنتخب، وأن اختيار جروزني عاصمة الشيشان، أمر فني بحت، بدليل أن كل الأزمات التي تفجرت، حول الفوضى والتسيب، كانت في سان بطرسيرج وليست جروزني، لكن اللاعب لم يستجب، وتمسك بوجهة نظر وكيله رغم خطئها

أفكار مغلوطة تشعل الفتنة بين صلاح والاتحاد

أبرز الأخطاء التي سقط فيها صلاح، تتعلق بإصراره على أن الخطاب الذي أنكره اتحاد الكرة، حول إهانته، ووصفه بـ"المدعو"، خرج بالفعل من اتحاد الكرة، ثم تم سحبه، رغم أن ذلك لم يحدث لأسباب عدة، أولها أن الخطاب المزور ممهور بتوقيع مضروب باسم هاني أبو ريدة، عكس أي مكاتبة تصدر من اتحاد الكرة، بشكل رسمي وتكون موقعة من المدير التنفيذي لاتحاد الكرة، وثانيها أن الخطاب المزور لم يتم تأريخه مثل أي مكاتبة رسمية، وثالثها أن أي مكاتبة رسمية من اتحاد الكرة، لا تخرج بدون رقم صادر، وهو أمر لم يظهر في الخطاب، ورابعها أن القرار الذي يزعمه الخطاب المزور بإحالة محمد صلاح إلى لجنة الانضباط، يضرب من نسج خيوطه الكاذبة في مقتل؛ لأن اتحاد الكرة لم يعتمد حتى الآن لجنة الانضباط في الموسم الجديد، وخامسها أن صلاح نفسه أو وكيله لم يستلم هذه المكاتبة، فكيف تأكد من صحتها، إلا إذا كانت وساوس الشيطان هي التي رسخت في ذهنه انعدام الثقة إلى هذا الحد.

تحركات وزير الرياضة بعد فشل التطبيع

وسط هذه الأجواء المحتقنة، لم يجد وزير الرياضة أمامه إلا انتظار ما ستسفر عنه الأحداث، حتى لا يتم اتهامه بالتدخل الحكومي، غير أن صمت اللجنة الأولمبية المصرية بقيادة المهندس هشام حطب، الجهة الأعلى التي كان ينبغي لها التدخل، جعل الدكتور أشرف صبحي يعيد النظر في فلسفة التعامل مع الموقف، وأدرك أن استمرار الوضع يعني الانفجار، وخسارة المنتخب أحد أهم أوراقه، ما ينبغي معه أن يكون التدخل أمرًا حتميًا، بعيدًا عن اتحاد الكرة، خاصة أن العلاقة متوترة بين الوزارة واتحاد الكرة، منذ نكسة مونديال روسيا.

وزير الشباب والرياضة تحرك في الساعات الأخيرة، من أجل التواصل مع رامي عباس وكيل محمد صلاح، والسعي لإنهاء الأزمة المفتلعة، ولو بشكل مؤقت، لحين الانتهاء من مرحلتي عنق الزجاجة في تصفيات الأمم الإفريقية، أمام منتخبي النيجر ثم بتسوانا، لأن الفوز في المباراتين يكفل الحفاظ على حظوظ منتخب مصر في التأهل لنهائيات البطولة، بعد تعديل نظام التصفيات، بتأهل أول وثاني كل مجموعة للنهائيات المقرر إقامتها في الكاميرون.

أجيري حائط الصد ضد كرة اللهب

رغم أن حالة الاحتقان لا زالت تحكم العلاقة بين محمد صلاح ومسئولي اتحاد الكرة منذ أزمة العشاء المثير للجدل مع رئيس الشيشان، والفوضى التي ضربت معسكر المنتخب، خلال مونديال روسيا الأخير، وكانت سببًا في خسارة منتخب مصر مباراياته الثلاث، وخروجه صفر اليدين، من دون تحقيق نقطة واحدة، أمام أورجواي وروسيا والسعودية على التوالي، إلا أن التصرف الأخير دفع اتحاد الكرة إلى تصدير ملف الأزمة للمكسيكي خافيير أجيري الذي قال إنه ينتظر أول لقاء له مع محمد صلاح، ويبدو أن الرجل الذي يشتهر بقدرته الفائقة على التعامل مع النجوم وترويضهم، سيكون حائط الصد الذي سيرتكن إليه اتحاد الكرة، لمنع كرة اللهب من التدحرج عبر بركان "تويتر" الذي يلوح به رامي عباس بين الحين والأخر في وجه أهل الجبلاية

3 سبتمبر حسم الموقف

أجيري لن يعبأ بأي تهديد من وكيل أعمال محمد صلاح، وأكد لجهازه الفني على أنه لن يعجز أمام غياب أي نجم، مهما كانت إمكانياته، مشددًا على أنه في انتظارحسم صلاح لموقفه من الانضمام لمعسكر النيجر في 3 سبتمبر، أو استبعاده من حساباته في اللقاء، وهو أمر سيكون له أبعاد خطيرة على مستقبل العلاقة بين الطرفين، خاصة وأن عقد أجيري ممتد مع منتخب مصر حتى 2022، أي أنه مستمر في قيادة الفراعنة 4 سنوات مقبلة.

من النسخة الورقية

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
14 مليار دولار.. رئيس الوزراء: تسلمنا الدفعة الثانية من صفقة تطوير رأس الحكمة