التهاب المفاصل مصطلح يستخدم لوصف اكثر من 200 حالة مرضية تؤثر علي مفاصل الجسم وفقرات العمود العمود الفقري ( الرقبة والقطنية ) والانسجة الضامة و المحيطة بالمفاصل والفقرات فيما يعرف طبيا بالالتهابات الروماتيزمية ، التي تشمل النقرس و الالم الليفي العضلي والروماتويد و تسبب الالام المزعجة والتصلب والتوم والاحمرار وصعوبة الحركة وعدم القدرة علي المشي أحيانًا.
وهناك اسباب كثيرة للاصابة بالتهاب المفاصل من بينها الوراثة (هشاشة العظام) والنظام الغذائي الخاطئ الذي يؤدي الي النقرس وزيادة الوزن ، والعدوي الفيروسية التي تؤدي الي الاصابة بمرض "لايم" ، وضعف الجهاز المناعي الذي يؤدي الي الاصابة بمرض "الذئبة".
وبعض انواع التهاب المفاصل يمكن ان تؤثر علي الاعضاء الحيوية في الجسم، مما يؤدي الي مضاعفات خطيرة وقاتلة في بعض الاحيان ، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة ، وتلعب بعض الاغذية دورا خطيرا في تفاقم التهاب المفاصل ، وزيادة حدتها ومصاعفاتها الخطيرة مثل الاغذية الغنية بالسكر والكربوهيدرات المكررة، واللحوم الحمراء لانها تستثير الجهاز المناعي ، وتدفعه الي مهاجمة الخلايا السليمة في الجسم ، بالاضافة الي ان الاغذية الغنية بعنصر " البيورين " مثل اللحوم والمأكولات البحرية وبعض الخضروات تؤدي الي تفاقم اعراض النقرس.
ويلجأ مرضي التهاب المفاصل في بعض الاحيان الي استخدام المسكنات للتخلص من نوبات الالم ، دون النظر الي الاثار الجانبية الخطيرة التي تسببها للجسم ، وعلي رأسها قتل البكتريا النافعة الموجودة في المعدة والقولون ، والتي تشكل جزءا مهما من الجهاز المناعي للانسان مما يؤدي الي اضعافه وعدم قدرته علي مكافحة الالتهابات والعدوى.
وينصح خبراء الصحة البريطانيين مرضي التهاب المفاصل بضرورة تغيير نظامهم الغذائي ، والتخلص من الاطعمة المستفزة للجهاز المناعي واستبدالها بالاطعمة المكافحة للالتهابات والتي تعتبر من المضادات الحيوية الامنة ، التي لا تشكل خطورة علي الإنسان ومن بينها:
الكركم:
الكركم غني بمضادات الاكسدة وهو من افضل المضادات الحيوية التي تكافح الالتهابات بفضل احتوائه علي مركب "الكركمين" ، الذي يثبط السيتوكينات والانزيمات المسببة للالتهابات ويمنعها من العمل ، وهو ما يساعد في تخفيف حدة الالام ومعدلات الاصابة بالنوبات الحادة لدي مرضي التهاب المفاصل ، وفقا لدراسة سريرية اجريت في عام 2010 واظهرت ان مستخلص الكركم يتفوق علي العقاقير الستروتودية NSAID في علاج التهاب المفاصل ومن بينها مركبات الصوديوم ديكلوفيناك ، كما ان يساعد في تخفيف حدة التورم والاحمرار المصاحبة للمرض.
وتقول خبير التغذية السريرية البريطانية "روب هوبسون " ان اضافة الكركم الي النظام الغذائي لمرض التهاب المفاصل والفقرات ، يساعدهم علي تجنب نوبات الالم الشديدة والمتكررة ، وتخفيف حدة التورم المصاحب للالتهاب ، وينصح بتناول كوب من شاي الكركم يوميا او اضافته الي اللبن او الاطعمة .
الزنجبيل:
الزنجبيل غني بمركبات الجينجرولز والشوجولز والفينول وهي من مضادات الاكسدة القوية ، التي تكافح الجذور الحرة المسببة للالتهابات والامراض المزمنة ، وتحسن من عملية الهضم والتمثيل الغذائي مما يساعد في الوقاية من الاورام السرطانية.
واظهرت دراسة علمية اجريت عام 2012 ان المركبات الموجودة في الزنجبيل تتفوق علي الادوية الستروتودية وعلي راسها الايبوبروفين ، في علاج التهاب المفاصل و تقليل نوبات الالم المصاحبة له من حيث العدد والشدة ، كما اظهرت دراسة اخري ان تناول مستخلص الزنجبيل بمعدل اربع مرات يوميا يقلل من الالام مفصل الركبة والورك ويقضي عليها تماما بعدد 3 اشهر من الاستخدام المنتظم.
اللبان المر
اللبان المر "الباسويلا" المعروف في مصر باسم " اللبان الدكر" يحتوي علي احماض الباسوليك ، وهو مضاد طبيعي للالتهابات بالاضافة الي انه مسكن للالم ، و يقي من تآكل الغضاريف وفقا لدراسة هندية اجريت في عام 2008 واظهرت ان تناول مستخلص الباسويلا ساهم في ابطاء تآكل الغضروف لدي مرضي التهاب المفاصل الذين خضعوا للدراسة ،ويمكن تناول الباسويلا علي هيئة شاي او مدغه في الفم او علي كبسولات تباع في الصيدليات تحت اسم Loxin 5.
الفلفل الحار:
يحتوي الفلفل الحار علي مركب (كابساسين) المضاد للالتهابات والمسكن للالم ، لذلك يستخدم في صناعة الادوية واللواصق الطبية (اللزقة) المسكنة لالام المفاصل والفقرات ، واظهرت دراسة علمية نشرتها مجلة العلاج الحيوي في عام 2010 ان تناول مستخلص الفلفل الحار ادي الي انخفاض معدلات نوبات الالم لدي مرضي التهاب المفاصل بنسبة 50 %.
ويمكن لمرض التهاب المفاصل ادخال الفلفل الحار الي نظامهم الغذايئ من خلال اضافته الي السلطات والصلصة ، او اضافته الي زيت الزيتون والكركم واستخدامه كدهان خارجي للمنطقة المصابة ، مع ملاحظة انه قد يسبب حساسية الجلد لدي بعض المرضي .
الأفوكادو
تحتوي فاكهة الافوكادو علي مركبات مضادة للاكسدة والالتهابات ، تقي من تدهور الخلايا " الزليلية" التي تربط بين المفاصل ،و تساعد في إعادة توليد النسيج الضام العادي، وأظهرت دراسة علمية اجريت في عام 2013 ان مستخلص الافوكادو ساهم بشكل ملحوظ في تخفيض معدلات الاصابة بنوبات الالم الحادة لدي مرضي التهاب المفاصل ، كما انه ساعد علي تحسن اداء المفاصل خاصة الورك والركبة مقارنة بالادوية الستروتودية NSAID المعروفة في مجال علاج التهابات المفاصل .
مخلب القط
مخلب القط Cat’s Claw من الاعشاب المعروفة في الطب التقليدي والشعبي وتستخدم علي نطاق واسع في علاج التهاب المفاصل ، لانه غني بمضادات الاكسدة والالتهاب ويحتوي هلي مركبات تقوي جهاز المناعة وتوقف عمل الانزيمات المسببة للتورم والنخر TNF ، واظهرت دراسة سريرية اجريت في عام 2002 ان مستخلص عشبة مخلب القط ساهم في تقليل الالام المفاصل وتورمها بنسبة 50 % لدي المرضي مقارنة بالادوية الستروتودية.
زيت السمك
زيت السمك غني باحماض اوميجا 3 و 6 و 9 وهي من مضادات الاكسدة والالتهابات القوية ، التي تعمل علي كبح جماح السيتوكينات الالتهابية والبروستاجلاندين ، وتقوم بتحويلها الي انزيمات قوية مضادة للالتهاب تسمى "درفين" ، واظهرت دراسة علمية اجريت في عام 2010 ان مركبات EPA و DHA الموجودة في الاسماك الدهنية ( التونة – السلمون- الماكريل – السردين) بالاضافة الي زيت السمك لها تأثير فعال وواسع ضد التهاب المفاصل الروماتويدي والالتهابات الروماتيزمية الاخري ، وتساهم في تقليل مخاطر تورم المفاصل وتصلبها مقارنة بالعقاقير الستروتودية الاخري.
شرب المزيد من الماء
وتنصح خبير الصحة والتغذية البريطانية "سارة برور " مرضي التهاب المفاصل ، بضرورة شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل يوميا ، للوقاية من جفاف المفاصل خاصة في الطقس الحار ، الذي يؤدي الي زيادة معدلات التعرق وفقد المياة مما يتسبب في زيادة حدة الالتهابات في الجسم.
وتقول "برور" ان مرضي التهاب المفاصل يحتاجون الي شرب 8 اكواب من المياه يوميا ، بالاضافة الي العصائر الطازجة والابتعاد عن المياة الغازية والصودا والكحول والقهوة والشاي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
