اعلان

"أم ساجد".. حكاية سيدة المنوفية التي كسرت التقاليد الريفية لمساعدة زوجها المأزوم

"ست بميت راجل" مقولة تنطبق على "زينب السويعي" أول سيدة بـمحافظة المنوفية تتحدي العادات والتقاليد، وتخترق المألوف لـتصبح سائقة "قيادة سيارة تاكسي"، تبلغ من العمر 35 عامًا ومعروفة بين الجميع باسم "أم ساجد" ابنة مركز شبين الكوم، وترى أنه لم يعد هناك مهنة قاصرة على الرجال فقط في هذا العالم، فـكثيرًا من الرجال قد راهنوا علي فشل المرأة وعدم قدرتها على النجاح إطلاقًا في شغل بعض المناصب الصعبة، ولكن كـالعادة تفوز المرأة وبجدارة في كسب التحدي بل وشغل هذا المنصب، وتقوم كل يوم سيدة بتحقيق طموحاتها في شغل المناصب المرادة، لـيبهرن العالم ويضعن مقولة أمام أعين الجميع.

في البداية تقول "زينب" "حصلت على ليسانس آداب قسم جغرفيا منذ عام 2003 مـ، وبحثت كثيرًا عن الوظائف، و لم أجد أي وظيفة مناسبة فـبقيت في المنزل لـتربية أبنائي، ولكن لا يبقى الحال كما هو عليه، فـعندما أصيب زوجي بـمرض أصبح حمل العمل ثقيلاً للغاية عليهِ لـذلك قررت القيام لأبحث عن عمل مرة أخري، ولكنني لم أجد الوظيفة المناسبة بالأجر المناسب فراودتني فكرة القيادة، ففي البداية رفض زوجي عملي كسائقة كثيراً، ولكن بعد ذلك هو من قام بتشجيعي وتعليمي القيادة، فأصبحت في مجال مهنة القيادة ولا أجد وسيلة آخرى لكي أضمن لأبنائي حياة كريمة ومشاركة زوجي الكفاح.

وواصلت "أم ساجد" قائلة "لقد قمت بارتداء جلبابي الأسود حتى لا أصبح مطمعًا لأحد كان، ولقد جاءت إلي فكرة العمل كسائقة تاكسي خاصةً لـشدة خوف الفتيات من الرجال "السائقين" خاصة بعد انتشار حالات الخطف والسرقة، وكذلك تعرض الفتيات للمضايقات، ولأن زوجي يعمل بـِ ذات المهنة فلدينا التاكسي الخاص بنا.

وأضافت "لدي ثلاثة أبناء، ابني الكبير ساجد، في الصف الخامس الإبتدائي، وبنتين إحداهما في الصف الثالث الابتدائي، والآخرى في "كي جي".

وأكملت "زوجي يعلمني القيادة حتى احترفت بها، ودخلت اختبار المرور ونجحت وحصلت على الرخصة ورجال المرور يقفون بجانبي بشكل مستمر في حالة مضايقة أصحاب التاكسيات الرجال لي، أكثر من مرة يقول أحد السائقين إقعدى فى بيتک وسبينا ناكل عيش، انتى أخدتي الزبائن مننا، ولكن رجال المرور يقومون بالتصدي لأى مشاكل تواجهني ويقدمون لى يد العون دائما.

وأشارت إلى أنها تخرج من بيتها الساعة السابعة صباحًا "لكي أقوم بتوصيل أبنائي إلي المدارس وابدأ عملي، وفي الثانية ظهرًا أذهب لأحضر أبنائي وأوصلهم للمنزل وأواصل عملي حتى الساعة الرابعة عصرًا، وبعد ذلك يقوم زوجي ليكمل اليوم واجلس مع أبنائي لكى أرعاهم واذاكر لهم".

وأردفت "لقد أصبح لي عملي الخاص الذي أكسب من خلالة قوتي اليومي، وأيقنت وقتها أن العمل لابد منه لكي نكفي حاجتنا وحاجة أبنائنا من مأكل، ومشرب، ومدارس، واحتياجات علاج، وأعباء الحياة التي لا تعد ولا تحصى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً