اعلان

تفاصيل استهداف العرض العسكرى بإيران

شن مسلحون هجومًا على مسيرة عسكرية سنوية بإيران، اليوم السبت، فى جنوب غربى البلاد، مما أسفر عن مصرع 29 شخصًا على الأقل وإصابة 53 آخرين، وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام المحلية، واعلنت حركة "النضال العربي لتحرير الأحواز" المسؤولية عن الهجوم الذي وقع في الأهواز، حيث شهدت إطلاق النار على حشد من رجال الحرس، والمارة والمسئولين الحكوميين، الذين كانوا يشاهدون العرض.

وألقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف باللوم، في الهجوم على دول المنطقة و"أسيادها الأمريكيين" على حسب قوله، وهو ما زاد من حدة التوترات الإقليمية مع تعثر صفقة طهران النووية مع القوى العالمية، بعد أن سحب الرئيس دونالد ترامب أمريكا من الاتفاقية، وكتب ظريف على تويتر: "ستستجيب إيران بسرعة وبحزم للدفاع عن حياة الإيرانيين، مجندون إرهابيون، تدربوا وتسلحوا، ودفع لهم من قبل نظام أجنبي، وهاجموا الأهواز، أطفال ومجندون وإعلاميون بين الضحايا، إيران تحمل رعاة الإرهاب بالمنطقة وساداتهم الأمريكيين مسئولية هذا الهجوم، إيران سترد بسرعة وحزم دفاعا عن أرواح الإيرانيين".

وكان التلفزيون الحكومي قبيل الهجوم، يبث العرض السنوي بمناسبة ذكرى الحرب الإيرانية العراقية الطويلة في ثمانينيات القرن العشرين، ثم بعد لحظات شن مسلحين هجومًا على قوات الجيش والحرس الثوري الإيراني، خلال العرض العسكري في مدينة الأهواز، وعرضت اللقطات مسعفين يحاولون مساعدة شخص في ملابس عسكرية بينما يصيح أفراد أمن مسلحون فى بعضهم البعض، ونشرت وكالة أنباء "إسنا" الإيرانية الشبة رسمية صورًا لآثار الهجوم، إذ قام أفراد مخضب زيهم العسكري بالدماء يحاولون مساعدة بعضهم على الابتعاد عن مصدر اطلاق النار، وأذاعت وكالة أنباء محلية في اقليم خوزستان عاصمة الأهواز فى بث للقطات مصورة على هاتف محمول، تظهر هروب أفراد بينما الجنود منبطحون على الأرض، فى حين قال مراسل في التلفزيون الإيراني عبر الهاتف في بث مباشر "استعادت قوات الأمن النظام فى المنطقة،  لكن العرض توقف تماما".

وكانت واجهت إيران هجوما دمويا العام الماضي من تنظيم الدولة الإسلامية الموجود بالعراق وداعش الموجود بسوريا بالإضافة لهجوم الانفصاليون العرب في المنطقة على أنابيب النفط هناك في الماضى، كما أتهم الانفصاليون الحكومة الدينية الشيعية في إيران بالتمييز ضد مواطنيها العرب السنة، ألقت إيران باللائمة على المملكة العربية السعودية السنية في تمويل نشاطها.

كيف وقوع الهجوم

قال مراسل التلفزيون الحكومي إن إطلاق النار جاء من حديقة خلف المنصة، وقالت وكالة أنباء فارس القريبة من الحرس أن مسلحين اثنين كانا يرتديان زي "كاكي" على دراجة بخارية نفذا الهجوم.

وأخبر محافظ خوزستان، غلام رضا شريعتي، وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن مسلحين اثنين قد قُتلا وتم إلقاء القبض على شخصين آخرين، ووصف التلفزيون الحكومي بإيران المهاجمين بأنهم "مسلحون تكفيريون" لوصف جماعة الدولة الإسلامية، وانخرطت إيران في حربها مع "داعش" في العراق وساعدت الرئيس السوري بشار الأسد في حرب بلاده الطويلة، ومن بين المتورطين أعضاء في الحرس الثوري، وهي قوة شبه عسكرية مسئولة أمام المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، ولدى الحرس أيضا ممتلكات هائلة في الاقتصاد الإيراني.

وفى سياق منفصل، قال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني الجنرال رمضان شريف لوكالة إسنا أن جماعة انفصالية عربية نفذت الهجوم، إن "عناصر من جماعة الأهوازية هم من أطلقوا النار على الناس والقوات المسلحة"، مضيفا أن هذه الجماعة "مدعومة من المملكة العربية السعودية، وأشار أن هذه الجماعة استهدفت سابقا المعسكرات الصيفية السنوية، التي يقيمها الباسيج.

وفي وقت لاحق اليوم السبت أعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش، أن الأخير أعلن مسؤوليته عن الهجوم على العرض العسكري في إيران و كان الرئيس الإيراني حسن روحانى كان أعلن في وقت سابق، السبت، خلال إحياء البلاد ذكرى الحرب الإيرانية العراقية، أن بلاده لن تتخلى عن الصواريخ "، مضيفا أن ترامب سيفشل في مواجهته مع إيران تماما مثلما فشل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في إشارة إلى الحرب التي دارت في الثمانينيات بين إيران والعراق

والجدير بالذكر حدوث هجوم مشابه منسق بالعام الماضى 7 يونيو، استهدف فيه داعش على البرلمان وضريح آية الله روح الله الخميني في طهران، وقتل ما لا يقل عن 18 شخصا وأصيب أكثر من 50، وقد صدم الهجوم حينها طهران التي تجنبت كثيراً هجمات المتشددين في العقود التي أعقبت الاضطرابات المحيطة بالثورة الإسلامية، التى قادها الخميني عام 1979 وأطاحت إثرها بالشاه المدعوم من الغرب ليصبح أول زعيم أعلى لإيران حتى وفاته في عام 1989.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً