اعلان

"دراما الصعيد".. واثق الخطوة يمشي ملكًا.."طايع ونسر الصعيد" أثبتا عشق الجمهور لمسلسلات الجنوب.. الشناوي: "سلسال الدم" تجربة ناجحة رغم الانتقادات

طايع ونسر الصعيد

شغلت دراما الصعيد اهتمام العديد من الجماهير، سواء من الوسط الفني أو من الجمهور البسيط منذ عقود طويلة، وتميزت هذه المسلسلات بأنها تعكس المجتمع الصعيدي بأدق تفاصيله سواء بعاداته وتقاليده أو القضايا التي تدور فيه كالثأر واحترام الكبير وتقديره مهما حدث وغيرها من القضايا التي تناقش مشكلات هذا الجزء الأصيل من مصر، وليس هذا وحسب بل تفنن صناع الدراما في تقديم معايشة صادقة لهذا المجتمع فتفننوا في تقليد ملابسهم ولهجة كلامهم الأصيلة التي تجعلك بمجرد أن ترى المسلسل تشعر وكأنك جزء من هذا المجتمع وأنك نشأت وترعرعت فيه.

وكانت دائمًا ما تلقى دراما الصعيد إقبالا شديدا سواء من قبل الجمهور أو من صناع الدراما الذين حرصوا على تقديم عمل فني يجسد أحوال الصعيد في كل موسم سواء في رمضان أو غيره، وكانت هذه النوعية تحصد الأكثر مشاهده فور عرضها على شاشات التليفزيون واستطاعت أن تنال إعجاب الجميع جيلا وراء جيل ويأتي على رأس هذه الأعمال الفنية الضوء الشارد للفنان الراحل ممدوح عبد العليم، ومنى زكي، أو غوايش للفنانة صفاء أبو السعود، وفاروق الفيشاوي، ونبيل الحلفاوي، والعديد من الأعمال الفنية التي نجحت في النطق بلسان حال المجتمع الصعيدي بجميع تفاصيله.

مع مرور الوقت لوحظ انسحاب الدراما الصعيدية من الساحة الفنية بخلسة إلى أن جاءت فترة قال البعض إن هذا اللون الأصيل يكاد يكون اختفى من الدراما، وحاول العديد من الوسط الفني سواء من نجوم أو كتاب أو نقاد، بالإضافة إلى الجمهور تحليل اختفاء مثل هذه النوعيات من المسلسلات التي كانت دائمًا ما تسحر أعين الجمهور بمجرد رؤيتها على شاشات التلفاز، وأرجع البعض السبب في ذلك إلى أن الذوق العام لم يعد يقبل هذا اللون الدرامي، لأن أغلب المشاهدين من فئة الشباب الذين يهتمون بالألوان التي تواكب العصر أكثر من مسلسلات الصعيد، ولهذا لم يعد هذا اللون موجود على حلبة الساحة الفنية.

بينما برر البعض الآخر السبب في عدم تواجد الدراما الصعيدية بقوة مثل الفترة السابقة بأن هذه المسلسلات مكلفة من حيث الإنتاج، ولهذا يبتعد معظم المنتجين عنها، فيما قال البعض الآخر إنهم يفضلون أن يشاهدوا من خلال الدراما المشاكل المجتمعية التي تواجهها المدينة، وأن مشكلات الصعيد كالثأر وغيرها من القضايا اختفت بشكل كبير ولهذا يجب تسليط الضوء على القضايا الآنية وليست الذي تم تناولها في أكثر من مسلسل، في حين ذكر البعض أن السبب وراء تراجع دراما الصعيد هو أن الجمهور بات يفضل الأعمال التي تتخذ طابع كوميدي فكاهي بغض النظر عن القضية التي يناقشها، ولكنها تكون قادرة على رسم البسمة على وجوههم، وليست الأعمال الكوميدية فقط بل يميل العديد من الشباب إلى مشاهدة المسلسلات البوليسية التي تحتوي على الإثارة والتشويق ككلبش، وظل الرئيس، وغيرها من الأعمال التي ظهرت في الفترة الأخيرة.

وبالرغم من تواجد العديد من الأعمال الفنية التي تنطق بلسان حال الصعيد خلال الماراثون الرمضاني الماضي مثل طايع للفنان عمرو يوسف، ونسر الصعيد للفنان محمد رمضان، إلا أن العديد قال إن مثل هذه الأعمال لم تستطع أن تسد الخانة المفقودة في دراما الصعيد، ومن ذلك ما قاله بعض النقاد إن هذه المسلسلات بالرغم من أنها دارت أحداثها في قلب الصعيد وعلى أرضه إلا أنها لم تجسد معايشة صادقة لأهل الصعيد، علاوة على أنها ركزت على الجوانب السلبية فقط في البيئة الصعيدية مثل الثأر والانتقام وغير ذلك من العادات الدميمة، ولكن هناك العديد من الصفات الطيبة في المجتمع الصعيدي كان من الأفضل تسليط الضوء عليها كالشهامة واحترام الكبير وتوقيره وغير ذلك من الصفات الطيبة التي تميز أهل الصعيد عن غيرهم.

اختلف الناقد الفني طارق الشناوي، مع هذا الكلام وقال في لـ "أهل مصر"، إن الدراما الصعيدية ما زالت موجودة على ساحة الدراما المصرية وتلقى قبول وإعجاب فئة عريضة من الجمهور، حية لم تمت أو تفقد قوتها والدليل على ذلك أن كلًا من مسلسل طايع للفنان عمرو يوسف، ونسر الصعيد للفنان محمد رمضان حققا نسبة مشاهدة رائعة خلال الموسم الرمضاني الماضي، وكانت جميع الفئات تحرص على مشاهدتهما سواء الشباب أو الكبار، أما عن الأقاويل التي ترجح أن الكتاب والمنتجين يجمحون عن مثل هذه الأعمال فهذا الكلام عاري تمامًا من الصحة، وأكبر دليل على ذلك وجود مثل هذان المسلسلان السابق ذكرهما وتحقيقهما نسبة مشاهدة مرتفعة عن الأعمال الأخرى، المصريون بطبعهم يميلون إلى متابعة كل ما يشغل بال هذا الجزء العزيز من مصر بكل تفاصيله.

وظهرت في الفترة الأخيرة تجربة فنية درامية جديدة وهي مسلسل "سلسال الدم"، للفنانة عبلة كامل، ورياض الخولي، وغيرهما من الفنانين المميزين، وبالرغم من تحقيقها نسبة مشاهدة كبيرة، كما أنها لاقت شهرة عريضة، وحرص الجمهور على متابعتها رغم طول حلقاتها وأجزائها إلا أنها واجهت موجة عارمة من الانتقادات، وعبر العديد من الجمهور عن استيائهم من كثرة أجزاء المسلسل مرجحين أنه كان من الممكن اختصاره في حلقات أقل بكثير مما عرضت عليه، ولكن عبر طارق الشناوي، عن رأيه في هذه التجربة الفنية بوجهة نظر نقدية قائلًا، إنها كانت تجربة حققت نجاحا باهرا رغم الانتقادات، وأنها متميزة من حيث النص والإخراج والتأليف وأداء الممثلين الذين بذلوا قصارى جهدهم للتحدث بلسان حال المجتمع الصعيدي ومناقشة قضية هامة وملف شائك في بيئتهم ألا وهي "الثأر"، وكيف يستطيع أن يهدد أمن قرى ومحافظات بأكملها.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً