اعلان

في ذكرى استشهاده.. والد شهيد العرب محمد الدرة لـ"أهل مصر": الرصاص مايزال في جنبي.. مستمرون في نضالنا حتي تحرير تراب الوطن الفلسطيني (حوار)

شهيد العرب محمد درة

تحل اليوم الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد الطفل الفلسطيني "محمد الدرة" الذي لم يستكمل عامه الـ13، حتى اغتالته يد الاحتلال الغاشم، في سبتمبر عام 2000، ليسجل اسمه وسط قائمة طويلة من شهادة الانتفاضة الفلسطينية.

«كلنا درة.. حنخلي عيشتهم مُرة.. كلنا درة.. مش حننام أبداً بالمرة».. هكذا تحوّل الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي استشهد إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلى إلي أيقونة ورمز للمقاومة الفلسطينية، والذي هزت طريقة استشهاده بين ذراعي والده ضمير العالم، بعد أن كشفت عن مدى الإجرام الإسرائيلي، وتسببت في تأجيج الغضب عند الفلسطينيين وأصبح من شرارات انتفاضة الأقصى ويبقى عاراً على جبين كل العرب بعد أن تكرر المشهد كثيرا ليكون هناك ألف محمد الدرة.

«أهل مصر» حاورت جمال الدرة، والد الشهيد محمد الدرة، الذي قال إن الشعب الفلسطيني صامد ومستمر في نضاله حتي تحرير كامل تراب الوطن الفلسطيني، وأضاف "الدرة"، أن "ترامب" رجل معتوه وأن مسيرات "حق العودة" الرافضة لقراره حول القدس مستمرة وأنهم متشبثون بها، وسيفشل هذا القرار عاجلا أو آجلا، مشيرا إلي أنه بالرغم من سلمية المسيرات إلا أن الكيان الصهيوني يقوم بإطلاق الرصاص الحي عليهم وغاز الأعصاب المُحرم دوليا.

كما أشار الدرة الأب خلال حواره إلي أن المصالحة الفلسطينية هي مطلب شعبي وعلي فتح وحماس أن يتوحدا من أجل توحيد الصف الفلسطيني، مضيفا أن مَن لا يريد المصالحة فهو يُكرّس الاحتلال والكيان الصهيوني علي أرضه، مؤكدا إن لم تتم المصالحة فقضية الشعب الفلسطيني قد دُمرت. وإلى نص الحوار..

*في البداية.. أطلعنا علي المشهد الفلسطيني في الوقت الحالي؟

المشهد الفلسطيني مشهد احتلال إرهابي، أنا أتصور أن هذا الكيان الصهيوني هو النازية الجديدة في هذا العصر الحديث، فالكيان الصهيوني يوميا يقوم بقتل أبنائنا وأطفالنا ونسائنا وشيوخنا، بالرغم أنه يوجد الآن مظاهرات سلمية في "حق العودة" وتُقابَل هذه المظاهرات السلمية التي لا يوجد بها حجر ولا سكين ولا حتي أسلحة فهي مظاهرة سلمية من أطفال ونساء وشيوخ وشباب، بإطلاق الرصاص الحي والمباشر عليهم وقتلهم، كما يقوم هذا الكيان الصهيوني بإطلاق غاز الأعصاب وهذا الغاز محرم دوليا، ولكن للأسف لا أحد يدين هذا الاحتلال بالرغم أن المسيرة سلمية، فمن أول يوم خرجت فيه مسيرة "حق العودة" وهي سلمية.

*كيف ستواجهون قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول القدس؟

بالتشبث بمسيرة "حق العودة" واستمراريتها، وهي مستمرة ولن تتوقف وهذا دلالة علي أننا رافضين كل القرارات التي اتخذها "ترامب" فهو رجل معتوه ونحن نضحي من أجل إفشال هذا القرار وسوف يفشل بإذن الله عاجلا أو آجلا ولن يهزنا حتي لو أنه اعترف بالقدس أنها عاصمة لإسرائيل فنحن لن نعترف كعرب وكمسلمين وليس كفلسطينيين.

*كيف تري التحرك العربي ضد قرار ترامب؟

لن يكون هناك تحركا عربيا بجدية ضد قرار ترامب، فالتحرك هو تحرك فلسطيني وأنتم تشاهدون الفلسطينيين يدفعون الدماء من أجل هذا القرار.

*هل التحرك العربي ضد قرار ترامب مُرضيا لكم؟

يجب أن يكون هناك تحرك عربي جاد بأن يتم مقاطعة أمريكا في جميع المجالات حتي الاقتصادية والعسكرية وغير ذلك، وترحيل السفارات ونفي السفارات من البلدان العربية حتي يكون هذا وسيلة ضغط، فنحن لا نطلب بأن تقوم الدول تحارب أمريكا، لا هناك خطوات تستطيع أن تتخذها الدول العربية تسبب عجز في أمريكا.

*كيف تري القضية الفلسطينية في الوقت الحالي؟ وهل تري تقصيرا من جانب الوطن العربي تجاهها؟

الوطن العربي كان الله له معينا، فنلاحظ أن أمريكا والكيان الصهيوني استطاعا ضرب كل الدول العربية وتفتيتها بصراعات داخلية، وأنا أتمني أن تتعافي هذه الأمة حتي تستطيع الوقوف بجانب بعضها البعض، ونحن صامدون ومستمرون في نضالنا حتي تحرير كامل تراب الوطن الفلسطيني، واستمرارية النضال أنتم تشاهدونه يوميا علي شاشات التلفاز وهناك كثير من الشهداء والجرحي وهناك كثير من الشباب المعاقين.

*ماذا عن المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس؟ وهل تتوقع نجاحها؟

أولاً المصالحة مطلب وطني فلسطيني ومطلب شعبي وأنا أتمني من الإخوة في فتح وحماس أن يتوحدوا من أجل توحيد الصف الفلسطيني، وأنا اقول "مَن لا يريد المصالحة فهو يكرس الاحتلال الصهيوني ويكرس الكيان الصهيوني علي أرضه"، كما نتوجه بالشكر للدور المصري.

*في رأيك.. ما أسباب عرقلة المصالحة الفلسطينية خلال السنوات الماضية؟

الأسباب السياسية كثيرة ولكن لم يعلنوا عنها، فحركة فتح طالبت بتسليم قطاع غزة بالكامل بأن يكون تحت سيادة السلطة الوطنية الفلسطينية وحماس قالت بأننا سلّمْنا، وعندما يأتون لذلك يوجد بعض الأماكن لم يتم تسليمها بالصورة الرسمية، ولكن كان هناك تدخل سريع من الجانب المصري والمخابرات المصرية، وأتوجه بالشكر للجهد المصري علي التدخل السريع ما بين فتح وحماس لإنهاء هذه المشكلة وإنهاء هذه القضية لتوحيد الصف الفلسطيني.

*هل تتوقع إتمام المصالحة الفلسطينية؟

إن لم يصير مصالحة فقضية الشعب الفلسطيني قد دُمرت وهذه كارثة، يجب أن نتصالح من أجل الوطن ومن أجل القضية ونبتعد عن كل المصالح الحزبية والتنظيمية.

*هل تري أن هناك أطرافا بعينها تسعي لعدم إتمام عملية المصالحة الوطنية؟

بالطبع هناك أطراف مستفيدة من هذا الانقسام، أطراف دولية وأيضا أطرافا فلسطينية، فبعض الأطراف الفلسطينية من داخل فلسطين مستفيدة ولا تريد لهذا الانقسام أن ينتهي، وهناك أيضا بعض الدول المستفيدة من هذا الانقسام ولا تريد توحيد الشعب الفلسطيني، والسبب أنه كما يوجد بالعالم تُجار سلاح هم مستفيدون به في عملية الحروب وعندما تستمر حروب هم مستفيدون من بيع هذا السلاح، فالاستفادة هنا لمصالح شخصية وليس لمصالح وطنية، وهناك أيضا دول والكل يعلمها مَعْنِيّة بعدم توحيد الشعب الفلسطيني وهذا سيتم الإعلان عنه في وقتها.

*كيف تري دور الوطن العربي في الوقت الحالي تجاه القضية الفلسطينية؟ وما هو نبض الشارع الفلسطيني إذاء ذلك؟

نبض الشعب الفلسطيني تجاه العرب هو نبض حي ومناصر لكل الأمة العربية وهو يعلم جيدا أن أُمّته لن تُقصر معه بسبب الأوضاع الموجودة في داخل البلاد.

*حدثنا عن دور مصر تجاه القضية الفلسطينية وإتمام المصالحة؟

بالطبع هناك تفاؤل بغض النظر إن طالت القضية أو قصرت من ناحية الوضع، والدور المصري هو دور رائد وليس بجديد فهو ظل عبر التاريخ مساندا للقضية الفلسطينية، والدور المصري هو الراعي للشعب الفلسطيني في كل قضية يقع فيها الشعب وأنتم تشاهدون قضية الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، فالمخابرات المصرية لم تترك جهدا فهم يتواجدون باستمرار في قطاع غزة فكل يوم تسير أحداث جديدة وهم مستمرون في إصلاح ما بين الإخوة وليس حماس وفتح، وتلاحظون دائما هناك لقاءات كثيرة تتم داخل القاهرة ما بين كل التنظيمات في وجود المخابرات المصرية والجهد المصري العظيم، ونحن كشعب فلسطيني نشكر كل الجهود التي تقوم بها مصر رئيسا وحكومة وشعبا تجاه القضية الفلسطينية.

*كيف تري ما تشهده بعض الدول العربية من صراعات وانقسامات؟

ما يحدث هو عملية تفتيت للدول العربية يقوم بها الكيان الصهيوني، وأنا قلت أكثر من مرة قبل ذلك بأن ما يجري هو "سايكس بيكو" جديد.

*ما تعليقك علي اتهامات تورط عناصر تابعة لحماس في العمليات الإرهابية في سيناء؟

في كل الدول العربية يوجد إرهابيون ويوجد إرهابيون حرب في داخل الدول العربية، فإذا كان هناك ثلاثة أو أربعة أو خمسة قد انضموا للجماعات الإرهابية وللعمليات الإرهابية الموجودة مثلا في سيناء، فهل هم يمثلون كل الشعب الفلسطيني؟!! فهم لا يمثلون الشعب الفلسطيني لأن الشعب الفلسطيني هو مع الشعب المصري وهو متضرر بكل ما يجري في سيناء، فشعب مصر هم أبناء أمتنا ونحن حريصون علي أن تكون مصر قوية وأن تعود لتحمل كل الدول العربية كما كانت تحملها.

* ماذا عن مشهد إطلاق جنود الاحتلال النار تجاهك أنت ومحمد؟

بالطبع كل المشهد الذي كنت فيه خلال الـ45 دقيقة لن أستطيع أن أنساه، فعندما يُطلق عليك الرصاص لمدة 45 دقيقة أنت وابنك وتحاول أن تحمي ابنك بكل ما تستطيع من قوة وترفع يديك وقدميك وكل جسمك قد امتلأ بالرصاص ولا تستطيع أن تحمي ابنك حتي لا يصيبه الرصاص وفي النهاية يخترقك الرصاص ويخترق ابنك ويموت بين قدميك فهو مشهد صعب، وأنا مصاب حتي الآن وأعاني من هذه الإصابة، وقضية محمد موجودة في جنبي وأتذكره دائما فهو لا يتركني أبدا، والحمدلله ربنا أنعم عليّا بنعمة النسيان.

*كيف تشعر أثناء إحياء العالم ذكري استشهاد محمد الدرة كل عام؟

إحياء ذكري استشهاد محمد هو إحياء ذكري كل أبناء الشعب الفلسطيني وكل الشهداء الذين استشهدوا في فلسطين، وأنا أفتخر بأن محمد الدرة هو ابن فلسطين وابن الأمة العربية والإسلامية قبل أن يكون ابن الدرة.

*أخيرا.. ما الرسالة التي توجهها للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية؟

أتمني للشعب الفلسطيني أن ينهي الانقسام وأن يتوحد من أجل قرار ترامب ومن أجل الوقوف ضد هذا الكيان الصهيوني، وأتمني للأمة العربية والإسلامية أن تتعافي من هذا المرض السرطاني الخبيث الذي يسمي "داعش" الذي دمر أمتنا العربية والإسلامية وهؤلاء هم مدعومون من أمريكا وإسرائيل، كما أتمني أن تتوحد كل الدول العربية من أجل حل كل القضايا العربية وليس قضية الشعب الفلسطيني فقط.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً