اعلان

جاءت لتعيش حياة جديدة فاصطدمت بالواقع .. "جابريلا" قصة معلمة ألمانية انتهى بها الحال للتسول في الإشارات بمصر (صور)

اهل مصر
كتب : سارة صقر

تجلس على كرسيها المتحرك بجانب مدخل محطة مترو الأنفاق بميدان عبد المنعم رياض، ووسط الزحام، تمد يدها للمارة بمناديل ورقية لتبيععا إليهم، وكلما مررت بنفس المكان تشاهدها في نفس المشهد المتكرر وفي صوت هادىء وبكلمات عربية مكسرة غير مفهومة تعرض المناديل .

في البداية لم نلتفت لطريقة حديثها فربما تكون لديها صعوبة في الحديث، ولكن ما لفت نظرنا إليها هو جمالها وأناقتها وأسلوبها المتحضر الذي يعبر عن شخصيتها .

لم نتردد كثيرا في الحديث معها لمعرفة قصتها، التي لم تكن متوقعة ، وبالفعل اقتربنا منها لمعرفة السر وراء جلوسها في هذا المكان لبيع المناديل .

"جابريلا" .. سيدة خمسينية جاءت من وطنها "ألمانيا" لتعيش في مصر وسط أهلها، باحثة عن مسكن مناسب وعمل لتبدأ حياة جديدة بعد أن تقاعدت عن العمل في ألمانيا، لتقرر أن تغير بيئتها التي عاشت بها إلا أن القدر كان له رأى آخر حيث تعرضت لحادث أدى إلى بتر أحد ساقيها، فتقول "جبريلا"، أنها جاءت إلى مصر لتبدأ حياتها حيث أنها حصلت على شقة في حي "المعادي" لتسكن بها ثم بحثت عن عمل مناسب لها، ولكنها تعرضت لحادث.

مواقف صعبة مرت بها "جابريلا" التي فاجئتنا أنها كانت "معلمة" في ألمانيا، حتى استطاعت الحصول على كرسي متحرك أصبح وسيلة مواصلات لها في الصباح وسرير تنام عليه ليلا في أى شارع جانبي .

لم تكن أحداث فيلم "عسل أسود" بعيدة عن الواقع، فتتشابه قصة "جابريلا" صاحبة الـ55 عام إلى حد كبير مع أحداث الفيلم، فتقول "المعلمة"، أنها فقدت هاتفها الشخصي وجواز السفر والبطاقة الذكية التي تحمل حسابها بالبنك، وكان عليها استخراج كل هذه المستندات وجواز سفر جديد لمدة عام واحدة فقط والذي أصبح هو أيضا صعب استخراجه، حيث أنه يتكلف 800 جنيه، وبما أنها فقدت بطاقتها الذكية التي تحمل حسابها البنكي فإنها لم تمتلك جنيه واحد لتشترى به شىء تأكله، لتضطر "جابريلا" لبيع المناديل أمام محطة المترو .

وسط الرحلة الطويلة التي فرضت عليها والمواقف الصعبة التي مرت بها، إلا أن وجهها يملأه الرضا والتفاؤل، فتجد الإبتسامة لا تفارقها ، إلا أن الشئ الوحيد الذي أزعجها هو ضياع هاتفها الشخصي، فتقول السيدة الخمسينية : " أنها حزينة لفقدان هاتفها الشخصي الذي يحمل العديد من ذكرياتها، فيوجد به صور لوالدتها ووالدها وابنها .

وبالرغم الرحلة الصعبة التي مرت بها "جابريلا" بعد مطاردة قوات الشرطة لها، وضياع أمتعتها، إلا أن الهدف الوحيد لــ"جابريلا" الحياة في مصر هو استخراج جواز سفر لمدة عام حتى تستطيع الحصول على سكن مناسب وعمل يتناسب مع حالتها الصحية، فتوضح : " أنها لا تريد أن تعود لألمانيا، بل تريد البقاء في مصر والحصول سكن مناسب وعمل يجاري حالتها الصحية".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
«الأمور تشتعل».. الأهلي يهدد اتحاد الكرة بسبب قضية حسين الشحات ومحمد الشيبي