اعلان
اعلان

عام على وهم "الجيل الرابع".. "لسه بنقفل الراوتر ونفتحه تاني".. مكالمات مقطوعة وغياب سرعات الإنترنت نتيجة "ضعف الشبكات وانهيار البنية التحتية".. متخصصون: الشكاوى طبيعية.. وعلى المستخدمين أن يصبروا

شبكات الإنترنت

في مثل هذا الوقت من العام الماضي احتفلت مصر ممثلة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بإطلاق خدمات الجيل الرابع احتفالات صاخبة باعتباره حلم طال انتظاره وتأخر قدومه والمخيلات التي صورته بـ«العصا السحرية» التي ستتحقق كل الأهداف وتتيح نقلة نوعية للصناعة وتفتح آفاق الركب التكنولوجي والثورة المعلوماتية العالمية لمصرنا الحبيبة.

مظاهر «الصدمة الحضارية» من عدم الاستفادة من تلك التقنية التي تم الإعلان عنها واستمرار الوضع على ما هو عليه دون أدنى تغيير باتت ممزوجة بمشاعر الاستغراب والدهشة التي تعتري مستخدمي الهواتف الذكية ومشتركي الإنترنت السريع من عبارات «اقفل الراوتر وافتحه تاني.. اتأكد من وجود الإسيبلتر وعدم وجود خدوش بالسلك.. الهاتف خارج نطاق الاتصال».. وغيرها من العبارات التي يطلقها موظفو خدمة عملاء شركات الاتصالات حتى صارت التساؤلات من جدوى التقنية وحقيقة تفعيلها محل شك ولسان حال الشارع المصري، فيما يتعجب البعض من دفع وتحصيل اشتراك مقابل خدمة لا يحصل عليها بالفعل في عملية تتسم بغياب عدالة التوزيع والاستخدام حسب وجهة نظرهم.

وكشف الدكتور حمدي الليثي نائب رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات أن الخدمة لم يتم تطويرها بالقدر الكافي حتى الآن حيث لم تواكب مستوى خدمة 4G وسرعاتها الموجودة في الدول المقدمة لهذه الخدمة، موضحًا أن الخدمة لا تزال غير منتشرة بصورة منتظمة بمختلف المناطق حسب كثافتها السكانية وعدد المستخدمين بها.

وأوضح «الليثي» في تصريحاته لـ«أهل مصر» أن استفادة المستخدم من خدمات الاتصالات بصورة متكاملة تحتاج إلى تطوير خدمات البنية التحتية للقطاع بشكل جذري، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن تكلفة تطوير البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمصر يتجاوز نحو 200 مليار جنيه.

وأضاف «الليثي» أن تلك التكلفة تأتي كقيمة لعمليات الصيانة اللازمة وإتاحة ترددات جديدة للشبكات والدعم الفني الخاص بأبراج الإشارات، إضافة إلى زيادة الحيز الترددي لها، مستشهدًا بأنه تم ضخ حوالي 460 مليار جنيه بالبرازيل لتحديث البنية التحتية وتطوير خدمات الإنترنت فائق السرعة، بينما ضخت أستراليا ما يقرب من 475 مليار جنيه فيما ضخت ألمانيا نحو 360 مليار جنيه.

من جهته أكد المهندس إبراهيم الدفتار مدير الشبكات بأحد الشركات التكنولوجية، أن هناك عملية تحولات كبيرة تحدث لخدمات الجيل الرابع إلى الجيلين الثالث والثاني بسبب استخدام بعض الأدوات والوسائط التي تحتاج سرعات عالية للغاية مثل الألعاب والفيديو ستريمنج ورفع وتحميل الفيديوهات فضلا عن عدم انتشار استخدام البيانات الكثيفة.

وأشار «الدفتار» في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» إلى أن الشكاوى من خدمات الجيل الرابع طبيعية جدًا في ظل تذبذب مستوى الخدمة فضلا عن كونها تقنية جديدة وما زالت في طور التشغيل والتفعيل، مشددًا على أن جودة إشارات الجيل الرابع تتوقف أيضًا على تكنولوجيا أجهزة الهواتف الذكية المستخدمة فلا يعقل أن يكون الهاتف يدعم خدمات الجيل الثاني أو الثالث ويستجيب لإشارات الجيل الرابع لأن الهاتف أقل منه.

ونوه «الدفتار» إلى أن أغلبية المستخدمين لا تعلم بزيادة استهلاك باقات الإنترنت ووسائط البيانات خلال الوقت الحالي بسبب استخدام الأجهزة التي تدعم ترددات الجيل الثالث والتي تتراوح بين (25-40)% مشيرا إلى أن استخدامها يأتي بتأثير إيجابي، حيث كلما زادت جودة الترددات كلما زاد الاستهلاك العام، معزيًا ذلك لالتزام المستخدمين بغلق وسائط البيانات بهواتفهم بعد انتهاءهم من الاستخدام وذلك على الرغم من عدم تأثيرها إطلاقًا ولكنها أصبحت عادة دقيقة يقوم بها الشعب المصري فقط خوفًا على عدم نفاد الباقة والشحن.

فيما رفض المهندس خالد حجازي رئيس القطاع المؤسسي لإحدى شركات المحمول وصف «الجيل الرابع» بـ«الفنكوش» أو غير المؤثرة، موضحًا أن كل تطبيقات الأجيال المختلفة بدءًا من الهاتف الثابت إلى الجيل الخامس تعد طريقًا ومساعدًا لما يليه فهي عبارة عن حلقات متصلة لا يمكن الاستغناء عن أيًا منها، كما أن خدمات الجيل الرابع ما زالت في مرحلة العمل، مشددًا على أهمية الصبر حتى نرى نتيجة العمل وليس بين عشية وضحاها ستعم الفوائد.

وتابع «حجازي» في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» أن ترددات الجيل الرابع ساعدت على إطلاق خدمات الجيل الرابع المتقدمة الــ 4.5G التي ساهمت بقوة في تحسين جودة الاتصالات بمصر سواء على صعيد تسريع بيانات الإنترنت أو المكالمات الهاتفية، لافتًا إلى أن المستخدم سيشعر بالفرق بين خدمات الجيل الثالث والجيل الرابع وخدمات الجيل الرابع المتقدمة، موضحًا أن الأخير منذ طرحه وخدمات الإنترنت والمكالمات تغيرت بشكل أفضل.

وكان حجازي أوضح سابقًا أن الفرق بين خدمات الجيل الثاني والثالث كان نقلة نوعية من تكنولوجيا الاتصالات والتي صنعت الفارق بين الهاتف التقليدي الذي يقتصر خدمات المحمول به على الرسائل القصيرة، والمكالمات الصوتية عكس خدمات الجيل الثالث الذي يقدم المكالمات الصوتية ورسائل الوسائط المتحركة فضلا عن جودة تراسل البيانات والإشارات، الأمر الذي اختلف في الانتقال من الجيل الثالث إلى الجيل الرابع والذي اقتصر تسريع بيانات وإشارات الإنترنت بكفاءة متميزة.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً