اعلان
اعلان

من هي الجاسوسة التي يدرس البنك المركزى البريطاني وضع صورتها على النقود؟

كشفت عدة صحف بريطانية، عن دراسة البنك المركزي البريطاني، لفكرة طرح ورقة نقدية من فئة 50 جنيها استرلينيا، تحمل صورة سيدة مسلمة عملت لصالح بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وهي العميلة البريطانية السابقة، نور عنايت خان، التي عملت في فرنسا أثناء الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية، ولدت "نور" في موسكو، بروسيا في 2 يناير 1914 وهي ابنة الأمير الهندي الصوفي عنايت خان وأم أمريكية تدعى أمينة بيكوم، وانتقلت مع عائلتها إلى باريس. وفي عام 1940 هربت من فرنسا على متن قارب إلى المملكة المتحدة حيث انضمت إلى صفوف الجيش البريطاني.

عندما بدأت الحرب العالمية الثانية، وضعت نور خططًا للانضمام إلى المجهود الحربي في بريطانيا، بسبب دعمها القوي لاستقلال الهند، قالت نور ذات مرة"إذا كان بإمكان شخص أو اثنين القيام بشيء ما لخدمة الحلفاء بشجاعة ويمكن لأي شخص الإعجاب به ذلك قد يساعد على إنشاء جسر بين الشعب الإنجليزي والهندي"، فرت نور من فرنسا وانضمت إلى المساعدة النسائية التابعة للقوات الجوية في إنجلترا في عام 1940.

على الرغم من انفتاحها على دعمها لاستقلال الهند، فقد تم تجنيد نور لإدارة العمليات الخاصة، وهي منظمة سرية أنشأها ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا وعادة ما تقابل المنظمة مع مجندين محتملين من مرتين إلى 3 مرات، لتتأكد من ولائهم والتقت نور فقط مع من سيعطيها المعلومات مرة واحدة، والذى كان على معرفة بثقافتها الفرنسية ولباقة تحدثها جعلا منها مرشحة بجدارة دون إغفاله عن فطنتها وأحقيتها بالثقة.

بعد عدة أشهر من التدريب، اصبح اسمها الرمزي مادلين في فرنسا في يونيو 1943، أصبحت نور أول مشغل للإذاعة في فرنسا المحتلة، ولم تكن تدرك أن غطاءها كان بدأ ينكشف، لأن الوكيل الذي قابلها، هنري ديريكورت، كان يعطي المعلومات العسكرية للألمان، وفي غضون أسابيع، بدأت إدارة الاستخبارات التي عينت نور للعمل في باريس تنهار، وتم القبض على معظم الوكلاء وأصبحت نور المشغل اللاسلكي الوحيد في باريس، عملت بلا كلل ، بمجهود 6 أشخاص في محاولة للحفاظ على التواصل مع بريطانيا.

مع استمرار شبكة العملاء البريطانية في باريس في الانهيار، نصح مشرفو نور في إنجلترا بالعودة إلى، لأن المخاطر عالية جدا، إذا استمرت في الإرسال فسيتم القبض عليها، إلا أنها رفضت وصبغت شعرها وتحركت باستمرار لإبعاد الألمان عن تتبع إرسالها.

بعد التهرب من عملاء الألمان لعدة أشهر، خنها أحد العملاء المزدوجين إلى الألمان، وتمكنوا في النهاية من تعقب شقتها، نُقلت نور إلى مقر البوليس السياسي النازى المعروف بـ"جيستابو"في باريس حيث حاولت الهروب، ورفضت التوقيع على ورقة تقول أنها لن تكرر ذلك في المستقبل، وأصبحت نور أول سجينة سياسية تُرسل إلى سجن بفورتسهايم، وصنفت على أنها شديدة الخطورة، وقاموا بحبسها انفراديا.

وفي 11 سبتمبر 1944، تم نقلها مع 3 عميلات آخريات إلى معتقل داخاو، وقد نُقلت النساء الثلاث الأخريات من زنازينهن إلى مكان بالقرب من محرقة الجثث وأطلق الرصاص عليهن في الصباح الباكر، لكن نور لم يحالفها الحظ، ونُقلت إلى زنزانة، جردها فيها الألمان من ملابسها وضربوها طوال الليل قبل إطلاق النار عليها، استغرقت أدارة العمليات الخاصة سنوات لكي تكتشف ما حدث للعميلة مادلين، وحازت بعد وفاتها على صليب جورج، أعلى وسام مدني في المملكة المتحدة ودول الكومنولث الأخرى، واشتهرت نور عنايت "بنورة بكر"، و"مادلين"، و"جان-ماري رانييه".

وقال عنها شراباني باسو، مؤلف كتاب "الأميرة الجاسوسة: حياة نور عنايت خان": "إن رسالتها حول السلام والتسامح أكثر أهمية، نور عنايات خان ضحت بحياتها في الكفاح لمواجهة الفاشية"، والجدير بالذكر أن تطوع حوالي مليوني جندي هندي خلال الحرب العالمية الثانية، وهي أكبر قوة تطوعية في التاريخ، وحصلت الهند على استقلالها عام 1947، بعد عامين من انتهاء الحرب العالمية الثانية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الدولة تسقط الجنسية عن ألبير شاؤل