اعلان

الطريق إلى سقارة مفروش بالخضرة والهدوء.. والجنود المجهولة: الجبانة لسه فيها آثار كتيرة ولعنة الفراعنة كذب

عدة كيلومترات يقطعها العاملون في جبانة سقارة الأثرية لبدء يومهم المليء بالزخم من العمل الشاق.. هنا في سقارة لا راحة، وإنما جهد متواصل من أجل البحث عن الاكتشافات الأثرية التي تبهر مصر بها العالم بين الحين والآخر، والتي تتميز بها عن غيرها، خاصة وأن جبانة سقارة لا تعرف إلا عبق التاريخ والاكتشافات. سقارة هي إحدى القرى التابعة لمركز البدرشين بمحافظة الجيزة، وبمجرد الوصول إليها يكون قد انتهى صوت الضجيج، فلا يصوت يعلو على هدوء الطبيعة وبساطتها.

الطريق إلى السقارة ممهد، على جانبيه حقول خضراء ومنازل بسيطة ووجوه لم تتلوث بالزحام والضجيج، فالنساء هنا ترعى الأرض والحيوانات في حياة هادئة تعود بنا إلى عبق الريف المصري الأصيل، كما تعمل بعضهن في صناعة السجاد.

كما تنتشر المدارس ومصانع السجاد بشكل كبير على جانبي الطريق، منها مدرسة التهامي للسجاد ومصنع مصر للسجاد الشرقي، وتقع بعض المراكز الحكومية، مثل مركز التنمية المحلية، وعلى امتداد الطريق حتى نصل في النهاية إلى الجبانة الأثرية.

في نهاية الطريق جبانة سقارة، وتحوي أهم المعالم الأثرية، من بينها الهرم المدرج، هرم الملك "تتي"، وبجواره مقابر لوزراء من الأسرة السادسة، وهرم الملك سخت والسرابيوم.

الاكتشاف الجديد الذي أعلن عنه بالأمس لم يكن الأول، حيث تم العثور على ثلاث مقابر ترجع لعصر الدولة الحديثة، واستخدمت كجبانة للقطط، وأربع مقابر أخرى ترجع لعصر الدولة القديمة ومنها مقبرة "خوفو إم حات" .

وتوالت الاكتشافات الأثرية في جبانة سقارة، منها ورشة التحنيط وتقع على عمق 13 مترا، وبها أوانٍ فخارية مدون عليها بالخطين الديموطيقي والهيراطيقي ومومياء تعود إلى الأسرتين الـ26 و27 وقناع مومياء ذهبي.

بعيدا عن الجميع يجلس عمال سقارة الجنود المجهولة في الاكتشافات الأثرية التي بهرت العالم أجمع، وتحت أشعة شمس الجبانة، بوجه بشوش، تملؤه ضحكة غامرة، يتابعون عن كثب الزوار من مختلف الجنسيات حول العالم؛ فاليوم هو حصاد مجهود متواصل طوال ستة أشهر. 

"الجبانة لسه فيها أسرار كتير".. هكذا بدأ حمادة مجاهد، 32 عاما،ابن محافظة الجيزة، حديثه، مؤكدا: إحنا بنشتغل من 7 الصبح لـ1 الضهر كل يوم. ورا الرديم ألف حكاية وحكاية وآثار كثيرة جدا إن شاء الله هتخرج للعالم؛ عشان لازم الكل يعرف حضارة وتاريخ مصر العظيمة.

وعن أصعب المواقف التي تعرض لها مجاهد قال: الحقيقة هنا حب العمل بيسيطر على أي موقف صعب، وتكاتفنا كلنا من العمال، بنشتغل على قلب رجل واحد عشان بنحب مصر.

ويلتقط عم غريب، 54 سنة، أطراف الحديث؛ ليكشف عن سر "لعنة الفراعنة"، قائلا: هنا ما فيش حاجة اسمها لعنة فراعنة. اللي بيقولوا كده نصابين. مسألة العفاريت دي كلها خرافات ووهم.

وكشف غريب أن السر وراء هذه اللعنة هو قيام اللصوص بأعمال حفر بطريقة غير علمية ومدروسة،الأمر الذي يتسبب في سقوط بعض الحجارة، وينتج عنه عدم ترتيب الأثار بشكل سليم وكسرها في أحيان كثيرة.

واستكمل أكبر العمال سنًّا في سقارة : إحنا هنا من شهر رمضان، بنيجي الشغل مع بعض، وكلنا من مركز البدرشين محافظة الجيزة، وبنحب شغلنا وعمرنا ما حسينا بأي ملل، وكل يوم نحفر رديم، ونلاقي آثار، ومكملين مشوارنا عشان نشرف مصر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً