اعلان

شق صدره وهو صغير وأوقف الفتنة بين القبائل قبل بلوغه الدعوة.. "محطات في حياة سيد الخلق"

صورة ارشيفية
كتب : سارة صقر

جاء مولد النبي محمد بن عبد الله رحمة للعالمين، حيث أتصف شخصه بالعديد من المميزات والسمات التي لا تتواجد عند أحد، فكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ذا فصاحة بليغة مع أنه كان أميّاً لا يكتب ولا يقرأ، واتسم بالبسالة والشجاعة، وتميّز بإخلاصه وأمانته، وامتلك صفة الود ومراعاته للآخرين، وكان شخصاً حسن الخلق والسلام، واشتهر بعدله وصبره ورحمته وهدوئه.

_ مولده

ولد النبي بمكة في شعب بني هاشم، إحدى بطون قريش، يوم الإثنين الثامن، أو الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل.

مرض أبوه عبد الله بالمدينة وتوفي، قبل ما يقرب من ستة أشهر قبل أن يولد، والثابت أن السيدة آمنة ولدت النبي محمدا في غياب عبد الله، فأرسلت إلى عبد المطلب تبشره بحفيده ففرح به فرحا شديدا، وجاء مستبشرا ودخل به الكعبة شاكرا الله، واختار له اسم محمد ولم تكن العرب تسمي به آن ذاك.

أول من أرضعت النبي من المرضعات، بعد أمه بأسبوع هي ثويبة مولاة أبي لهب بلبن ابن لها يقال له مسروح، وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، ثم عرض على مرضعات بني سعد بن بكر، فما قبله ليتمه والخوف من قلة ما يعود من أهله أحد إلا حليمة بنت أبي ذؤيب وزوجها الحارث بن عبد العزى، وإخوته منها عبد الله بن الحارث وأنيسة بنت الحارث والشيماء .

وكانت تحتضن معه ابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وكان حمزة رضيع بني سعد أيضا، فأرضعت أمه محمدا وهو عند حليمة يوما، وبذلك يكون حمزة رضيع رسول الله من جهة ثويبة ومن جهة السعدية، وكانت حليمة تذهب به لأمه كل بضعة أشهر، وقد عاش في بني سعد سنتين حتى الفطام وعادت به حليمة إلى أمه لتقنعها بتمديد حضانته خوفا من وباء بمكة وقتها ولبركة رأتها وزوجها من هذا الرضيع فوافقت آمنة .

_ حادثة شق الصدر

كان النبي محمد في الرابعة أو الخامسة من عمره حين حدث له ما يعرف بحادث شق الصدر، التي يؤمن المسلمون بحدوثها، ويروي مسلم تفاصيلها في صحيحه عن أنس بن مالك، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه، فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه - أي جمعه وضم بعضه إلى بعض - ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا: إن محمدا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره"، وخشيت حليمة على النبي محمد بعد هذه الواقعة فردته إلى أمه، حتى لا يعلم أحدا بأمره .

_ وفاة أمه

لما بلغ ست سنين سافرت به أمه إلى أخواله من بني عدي بن النجار، ومعها حاضنته أم أيمن وقيمها جده عبد المطلب، فبقيت عندهم شهرا ثم رجعت، وفي طريق عودتها لحقها المرض فتوفيت بالأبواء بين مكة والمدينة.

فرجع عبد المطلب بالنبي محمد بعد ذلك ليعيش معه بين أولاده، فكان يكبره بينهم ويعطف عليه ويرق لما زاد اليتيم يتما على يتمه، إلى أن توفي عبد المطلب بمكة ومحمد ابن ثماني سنوات، ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبو طالب شقيق أبيه، فكفله أبو طالب وضمه لأولاده وقدمه عليهم، وظل يعزه ويحميه ويؤازره ما يربو على الأربعين سنة، يصادق ويخاصم من أجله حتى توفي في عام الحزن.

_ عمله

كان محمد في البداية يرعى الغنم في بني سعد، وفي مكة لأهلها على قراريط، ثم سافر وعمره 9 سنوات، حسب رواية ابن هشام مع عمه إلى الشام في التجارة، إلا أنه لم يكمل طريقه وعاد مع عمه فورا إلى مكة بعد أن لقي الراهب بحيرى في بصرى بالشام الذي أخبره أن هذا الغلام سيكون له شأن عظيم بعد أن وجد فيه علامات النبوة، وخشى عليه من أذى اليهود، وإن كان يشكك البعض في صحة لقاء الراهب.

_ واقعة الحجر الأسود

لقب بمكة بالصادق الأمين، فكان الناس يودعونه أماناتهم لما اشتهر به من أمانة.

لما أعادت قريش بناء الكعبة واختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود في موضعه، فاتفقوا على أن يضعه أول شخص يدخل عليهم فلما دخل عليهم محمد قالوا جاء الأمين فرضوا به فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً