اعلان

قصة حياة ساطع النعماني | من بين السرايات إلى وفاته في مستشفى سانت ماري بلندن "أنا شهيد"

تُوفى العقيد ساطع النعماني، نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور الأسبق، والذي أُصيب بطلق ناري في وجهه خلال أحداث بين السرايات والتي وقعت إبان ثورة 30 يونيو عام 2013، بعد عديد من العمليات الجراحية داخل مستشفى سانت مارى بلندن، العميد ساطع النعماني، الذي خرج ملبيًا نداء الواجب دفاعًا عن أهالي منطقة بين السرايات الذين هاجمتهم جماعة الإخوان الإرهابية، إلا أن رصاصة الغدر كانت أسرع من الصوت، فاخترقت وجهه وأصابت فكه السفلي، فتحول الوجه إلى منبع تتفجر منه الدماء، وتشوهت ملامح البطل، إنه المقدم ساطع النعماني نائب مأمور قسم بولاق الدكرور.

- عام ونصف من العلاج القاسي

عام ونصف قضاها النعماني في رحلة علاج قاسية في مستشفى بلندن، اعتقد خلالها أنه لن يعود إلى الوطن، دائما كان يردد "أنا شهيد" وراضٍ بقضاء الله، إلا أن إرادة الله كانت أقوى بإعادته إلى الحياة مرة أخرى، بعدما اعتقد الجميع أنه لن يعيش أكثر من ساعات عقب إصابته الخطيرة.

- "النعماني" يروي قصته

سرد ساطع النعماني تفاصيل المعاناة التي مر بها طوال العام ونصف الماضي، التي عاشها خارج الوطن منذ ان اطلق عليه الإرهابيون والقناصة الرصاص من اعلي اسوار جامعة القاهرة اثناء انقاذه العشرات من اهالي بين السرايات بعدما اعتدوا عليهم وقتلوا 15 منهم واصابوا 60 آخرين ودمروا 70 محلا مملوكة للمواطنين وبصوت منخفض بدأ يتذكر المقدم ساطع تلك اللحظات العصيبة وبالتحديد في يوم الثاني من يوليو عندما كان الرئيس المعزول محمد مرسي يلقي خطابه بالتليفزيون ويردد كلمة الشرعية مرات ومرات وهنا خرج عناصر من الإخوان بمنطقة بين السرايات وظلوا يطلقون الرصاص علي الاهالي واشتبكوا معهم مما اسفر عن مقتل أهالي لاذنب لهم الا الوجود بالمنطقة مصادفة وقامت قناصة باطلاق الرصاص بصورة عشوائية، وهنا يقول النعماني "قررت النزول للشارع حتي لا تتفاقم المجازر ويتساقط القتلي باعداد كبيرة بعدما تدافع أعداد من منطقة بولاق الدكرور وبين السرايات وكادت تحدث مجزرة يسقط فيها المئات والعناصر الإرهابية تلقي الرصاص علي المواطنين واثناء قيامه بمحاولة ابعاد مواطني بولاق فوجئت بقناص اعلي الجامعة يطلق الرصاص فسقطت ولم اشعر بشيء بعدها وبالتحديد كنت في عداد الاموات ولم اعد للحياة الا بعد 92 يوما.

وأضاف قرر اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية الأسبق تسفيري في طائرة طبية للعلاج في سويسرا " واضاف المقدم ساطع أن ظل تلك المدة في غيبوبة تامة وتوقف في الكلي حتي انه كانت تجري عمليات غسيل بشكل يومي وقال ايضا "ظللت علي هذا الحال الا انني اشعر بالفخر لاني كما وقفت بجوار الشعب المصري فالله سخر لي مصر دولة وشعبا لتقف بجواري إلي ان تم شفائي من اصاباتي وتم اجراء 12 جراحة لي بالبطن والوجه بعد ان تحطمت اسناني وفقدت بصري".

- العودة إلى مصر 

رغبة أهالي بولاق الدكرور في تقدير دور النعماني وتضحيته بروحه من أجلهم دفعتهم إلى تنظيم فعاليات لاستقباله بمطار القاهرة الدولي، فور وصوله من رحلة العلاج التي استغرقت عاما ونصف، قضاها النعماني بين سويسرا ولندن، حيث توجه العشرات من أهالي منطقتي بولاق الدكرور وبين السرايات إلى مطار القاهرة، مصطحبين الطبل والمزمار الذي تعالت أصواته مع وطأة قدم النعماني صالة الوصول، والتف الجميع حوله، حيث استقبله وفد من وزارة الداخلية ونادي الشرطة ورئيسه اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة وعدد من قيادات وضباط مديرية أمن الجيزة.

بكلمات ممزوجة بالدموع بدأ البطل النعماني حديثه لمستقبليه، قائلا "مش مصدق إني رجعت مصر تاني وشفتها تاني أنا كنت شهيد لكن ربنا رجعني للحياة تاني" ليحتضنه الجميع بأعلام مصر، ووسط بكاء المتواجدين حين التقى والدته التي ارتمى في أحضانها باكيا.

وقال النعماني: "أنا لسة عايش وواقف على رجلي وأتمنى من وزارة الداخلية أن تتيح لي فرصة العمل مرة أخرى في مجال الشرطة الذي اعشقه منذ صغري، ووجه الشكر إلى اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية على الاهتمام به"، خاتما حديثه قائلا "شكرا يا أمي يا مصر". 

- السيسي يقبل رأس العقيد ساطع النعماني 

أشاد العميد ساطع النعماني ممثل مصابي قوات الشرطة، خلال كلمته في حفل تخريج دفعة جديدة لطلاب كلية الشرطة، بأكاديمية الشرطة، بالقاهرة الجديدة، اليوم الاربعاء، بموافقة الرئيس عبدالفتاح السيسي على طلبه لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وبعد إنتهاء النعماني من كلمته، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمصافحته وتقبيله، يذكر أن اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية السابق، أبلغ اللواء ساطع النعماني في اتصال هاتفي بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي له لحضور حفل أفتتاح قناة السويس الجديدة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً