يتزامن غداً مع ذكرى اقتحام 200 رجلاً في الحرم المكي 20 -11-1979،معلنين عن ظهور المهدي المنتظر المتمثل في محمد عبدالله القحطاني أحد أفراد الجماعة السلفية التي يتزعمها جهيمان العتيبي الذي أعلن أن محمد عبد الله القحطاني يشبه اسم الرسول صلي الله عليه وسلم، كما جاء في أحاديث حول المهدي، وهنا طلب "جهيمان" من المتواجدين في المسجد مبايعة القحطاني باعتباره المهدي الواجب اتباعه، معلناً في الوقت نفسه قيام خلافة إسلامية جديدة لتصحيح أمور المسلمين التي فسدت على يد هؤلاء الحكام.
الحرم المكي في 20-11-1979
ادخل مسلحون بالأسلحة الآلية الحرم المكي في 20-11-1979 دون ان يلفتوا انتباه الأمن، حيث قاموا بإدخالها في "نعوش" وأثناء حجتهم بالصلاة على أرواح الأفراد، قاموا بالسيطرة على المسجد وكان به 100 ألف شخص،وفي معركة دامت لـ14 يوم قُتل 600 من قوات الأمن السعودي، حتى أن الأمر تطلب استدعاء السلطات السعودية من فرنسا إمدادهم بقوات لإنهاء الأزمة، حينها وافق الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان على مساعدة المملكة وأرسل لها وحدة التدخل السريع في الجهاز الوطني الفرنسي.
معركة دامت لساعات داخل الحرم المكي
بعد إرسال القوات الفرنسية إلى الحرم المكي في 20-11-1979، نجحوا في إجبار "جهيمان" للإستسلام بعدما نفذت مؤنهم وذخيرتهم، ثم ضخوا الكثير من الغاز في قبو المسجد الحرام الذي تحصنوا فيه حتى اجبروهم على الاستسلام،وبعد 14 يوم من المعارك الدامية قُتل محمد عبدالله القحطاني و117 مسلح آخرين، وامرت السلطات السعودية بإعدام "العتيبي" واتباعه في يناير 1980، وسط ساحات المدن السعودية.
ولم تكن تلك الحادثة هي المرة الأولى التي يُذكر فيها اسم هذه الجماعة السلفية المتشددة، فقد نشأت هذه الجماعة أول مرة عام 1966 ، على يد من جهيمان العتيبي العضو السابق في الحرس الوطني السعودي،وسليمان بن شتيوي وناصر الحربي وسعد التميمي.
ولم يكن "جهيمان" يؤمن بتكفير الحاكم خشية اتهام مجموعته بالخوارج إذا ما فعلت لذلك رأى أن قدوم المهدي سيؤدي حتماً إلى سقوط الأسرة الحاكمة السعودية.
وبعد سنوات من هجوم"جهيمان" على الحرم المكي، أصبح رمزاً ملهماً لتنظيم القاعدة، وفي 2003 عاشت السعودية سلسلة من التفيجرات قام بها جهاديون سعوديين تضمنت صوتيات مدحت "جهيمان العتيبي".
وفي أكتوبر ٢٠١٧، قال الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي: "نحن لن نستمر في العيش في حقبة ما بعد عام 1979، زمان تلك الحقبة قد ولى، فالشباب السعودي الذي يمثل نسبة 70٪ من عموم المجتمع لن يبقى أسيراً لما حدث خلال الأعوام الثلاثين الماضية، وإنما يتطلع للحياة الأفضل والانفتاح على المستقبل وعلى العالم".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
