اعلان

جمعية "أم كلثوم" للمسنين بحلوان تحتضر.. "رئيس مجلس الإدارة": الدار تحتاج إلي مطالب كثيرة

كتب : حسن أحمد

لا تزال دار أم كلثوم لرعاية المسنين والأيتام الكائنة بمنطقة حلوان أن جميعهم تُعساء اختلفت أعمارهم واتحدت ملامح بؤسهم حفر الزمن على وجوههم سنوات من العذاب والمعاناة يتساوى فى ذلك من جاء إلى الدار من المسنين فقدوا الحياة الأسرية فى بيوتهم أو من المتسولين الذين أقلعوا عن هذه العادة السيئة وهذا السلوك السيئ، أو أيتام "مجهولى النسب" وجدوا حناناً من بشر ليسوا آباءهم، وإنما تعاملوا معهم بكل معانى الإنسانية.

«أهل مصر» تجولت داخل جمعية التجمع الوطنى للمرأة المصرية "أم كلثوم" وجدنا فتيات صنعت لهن الدار مستقبلاً مختلفاً يتعلمن منه فنون الحياكة وغيرها من الحرف والمهن التى تدر عليهن وعلى أسرهن المال، وتقيهن شر تقلبات الزمن، والدار وإن كانت بها إمكانات كبيرة لا توجد فى أى دار أخرى، ويحظى نزلاؤها ببعض العناية، إلا أنها تفتقد الرعاية الدائمة نفسياً واجتماعياً وترفيهياً، إذ يقتصر هذا النوع من الرعاية على المناسبات فقط.

ورغم حرص المسئولين الشديد بالدار على عدم إجراء أحاديث صحفية مع النزلاء المسنين والمسنات، نظراً لأن البعض منهم من عائلات مرموقة، ووجودهم على صفحات الجرائد يضعهم وذويهم فى وضع حرج تخوفاً من اهتزاز الشكل العام والوضع الاجتماعى لهم، أمام أصدقائهم وزملائهم ورؤسائهم، و رغم ذلك، "أهل مصر" استطاعت دخول عنابر النزلاء لأجل إسعادهم ورسم البسمة على وجوههم.

وفور دخول "أهل مصر" إلى الدار، بادرتنا إحدى النزيلات يقول "ص ح " البالغ من العمر 60 عاما :" أنا بقالي 13 سنة هنا أنا معرفش أهلي فين ولااعرف حاجة عن عيلتي، أنا هنا مبسوط ومعاملة مسؤلي الدار ناس كويسة، أنا من ساعة ماجيت هنا وأنا الحياة مختلفة بالنسبة لي، كل حاجة متوفرة لينا وبناكل أكل نضيف".

وبخطوات بطيئة تجاه "سمير ع" الرجل السبعيني والدموع تنهمر من عينه قبل حديثه عن حياته داخل الدار:" كنت أعمل فى سوق الخضار بالعتبة، وأنا راجع أوقفتنى سيارة ميكروباص وأخذتنى على القسم والنيابة وحولونى إلى هنا، منذ 15 عاماً، وأنا بالدار، وكنت أسكن فى مطرح بالإيجار وطبعاً لو خرجت من هنا مش هلاقيه موجود".

وبعد مرور 30 دقيقة من التجول وسط الرجال المسنين انتقلنا إلى مكان آخر بالدار شاهدت فتاة جميلة والابتسامة لا تفارق وجهها، اقتربت منها وسألتها: أخبارك إيه؟ قالت: بخير الحمد لله، سألتها: منذ متى وأنت فى الدار؟ قالت: منذ عشر سنوات أخى جاء بى إلى الدار لأنه تزوج وليس لى مكان أجلس فيه ورغم كل الرعاية والخدمات التى توفرها لنا الدار.. لكن أنا محتاجة أخرج للدنيا.. قلت لها: انتِ مش مستريحة هنا؟ قالت بابتسامة حقيقية: أنا بجد مستريحة جداً ومبسوطة وأنا هنا فى وسط أهلى بالدار من مشرفين ومسئولين وزميلاتى من النزلاء المسنات بالدار، قلت لها: لماذا تريدين الخروج إذن وعلى حسب كلامك إنه ليس لكى مكان سوى أقاربك وهم غير قادرين على رعايتك؟ قائلة انا عاوز اخرج اشوف الدنيا تاني.

تطويرات الدار

وبسؤال أشرف الجندي رئيس مجلس الدار أكد أنه يحدث تطويرات نموذجية بها إمكانات قد لاتتوافر لدي معظم الدور العاملة في المجال إلا أن المشكلة التي تقابل دار أم كلثوم هي أنها تفتقر للدعاية ولايعرفها الكثير، وبالتالي فإن أعداد النزلاء بها لاتتعدي‏100‏ فردا منهم‏21‏ سيدة و‏11‏ رجلا وهم طبعا فوق سن الستين وهذه الدار أنشئت في عا‏م 1973‏ باسم أم كلثوم لأنها تتبع جمعية التجمع الوطني للمرأة المصرية والتي أسستها السيدة أم كلثوم والآن ترأسها السيدة سيادات مطاوع وباشراف السيدة مرفت دبوس عضو مجلس إدارة الجمعية وقال‏:‏ إن العاملين بالدار نحو‏29‏ فردًا ولديها إمكانات استقبال‏80‏ نزيلًا ويتوفر بها طبيب ممارس عام يكشف علي المرضي ‏3‏ مرات أسبوعيا وآخر للعلاج الطبيعي‏3‏ مرات أيضًا‏, كما أننا نحيل الحالات الطارئة للمستشفي العام بحلوان أو المستشفيات الأخري حسب الحالة وفي أي وقت‏.‏ ويأتي للدار أساتذة من كليات الطب متطوعون في مجالات الباطنة والعظام والاسنان

وحول شروط القبول قال‏:‏ إن السن لايقل عن‏60‏ عاما وأن يكون الملتحق غير مريض عقليا وأن يكون مصابا بمرض يقعده عن الحركة الكاملة وعندما يقر الطبيب الحالة مع توفير بحث اجتماعي فيتم النزيل في نفس اليوم وتتوفر خدمته بكفاءة عالية وتحصل علي ضمانات من كفيلين له ليكون اتصالنا بهما مفتوحا باستمرار‏,‏ وتم تحديد المصروفات للفرد بمبلغ‏300‏ جنيه للفرد في الغرفة ذات الأسرة الثلاثة و‏350‏ لذات السريران ولذات السرير الواحد بمبلغ ‏500‏ جنيه ويدفع النزيل قيمة شهر تأمينا‏.‏

أما الخدمات التي توفرها والكلام لمديرة دار أم كلثوم للمسنين‏:‏ فتتمثل في توفير الغذاء المتكامل المناسب والصحي لكبار السن في مواعيد مناسبة أو حسب طلبهم وتحرص علي حضور الأهل في المناسبات مثل الأعياد والمواسم حيث تقام حفلات ترفيهية‏.‏ ؟؟إضافة لوجود استراحات وكافيتريات للرجال والسيدات‏,‏ والخدمات الأخري في توفير النظافة الكاملة وغسيل الملابس‏.‏

وطالب الجندي من وزارة التموين بضرورة وجود كارت العيش الذهبي لانه يقوم بشراء 500 رغيف عيش كل يوم، واحتياجه أيضًا لتخصيص مقابر للجمعية نظرا لوفاة أحد المسنين في أي لحظة، ويطالب أيضا بموافقة وزارة الصحة علي شمول نزلاء الجمعية من المتسولين ومجهولي النسب برعاية التأمين الصحي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً